ربيع جودة يكتب:: مسلسل صيني بالعربي (٢)
في صمت الليل.. يحمل سونج ابنته الصغيرة ويجر زوجته المرتعدة.. يتسلل بهما في الظلام.. لكن كلاب القصر اوقظت ثبات الليل. وعلا ضجيجها.. وانتبه الحراس.. فاطلقوا سهامهم.. ليخترق أحدها صدر زوجته.. فتسقط مردية.. يصرخ سونج.. ويقتل أحد الحراس.. ويستل سيفه وكان ماهرا به.. فقتل منهم ثلاثة.. أحدهم كان يمتطي حصانه.. فركب سونج بابنته يهرول بها وهو يصرخ لفقد زوجته.. وتبعه القوم.. حتي ادركوه.. وصال فيهم وجال.. غير أنه قد غلبته كثرتهم.. فتركوه في جراحه العميقة ظانين بأنه قد مات.. وأخذوا الفتاة ورحلوا..
.
( القصر )
استيقظ كل من بالقصر.. ووقف قائد الحرس عند رأس ليان.. ونزل الامبراطور يتسائل عما يجري فأخبره قائد الحرس أن عامل المنجم وزوجته قد تعديا علي طاقم الحرس وهما يهربان.. وقتلوا منهم ثلاثة وأصابت سهامهم زوجته.. نزل الملك يتفقد ليان فإذا بها علي قيد الحياة.. قال أحضروا الطيب علي الفور.. بينما تنظر الملكة من خلف ستائرها وقد أيقنت بقدوم أيام صعاب.. استمر الطبيب لساعات.. والامبراطور يتقلب علي الجمر.. حتي استقرت حالتها إلى احتمالية الحياة..
اما عن سونج فآلامه العميقة في نفسه.. تفوق آلام جراحه.. يستيقظ علي صوت عجوز في كهف يعالجه من جراحه الغائرة.. يعيش هذا العجوز مع حفيدته.. شابه نضره الملامح.. تتنعم في ثوب العشرين من عمرها.. مرت ايام لم يكف عن البكاء.. ولم تحنو عليه الأقدار الا بذاك العجوز.. الذي لم يسأله كثيرًا عما جري له.. وكأنه يعرف.. غير أن حفيدته.. لم تكف عن سؤاله ورعايته.. رغم سكوته الدائم.. وشخوص عينيه . وتنهيدات روحه الحائرة
وذات ليلة وهي تحاول اخراج الكلمات منه.. قالت له.. لست وحدك من ضلت خطاه.. وحملته الايام إلى غير مقصده.. فقد كنت صغيرة... حين فقدت والدتي التي أخبروني أنها ماتت في ظروف غامضة.. أما والدي فقد كان من خيرة الجنود.. وكان سيفًا بتارًا من سيوف الامبراطور.. وصديقا لقائد الحرس الحالي تشنج وو. قبل أن يتقلد هذا المنصب. لكنه قتل في ساحة المعركة.. عن مثابرة وشرف.. وجدي العجوز رباني.. ولا اعرف لي احد غيره.. واخاف عليه من دنو الأجل.. واقتراب الفراق.... كان سونج ينصت ولا يكاد يسمع.. فأهوال قلبه تفوق كل وصف
مضت أيام قليلة
حتي استطاع المشي.. لا يدري ماذا يفعل.. لكنه عزم علي الرحيل وقد استجمع بعضا من قواه.. شكر العجوز علي جميل صنعه.. وأخبره إن كان بعمره بقيه.. سيعود ليطمئن عليه.. ابتسم العجوز... وقال حاول أن تتخفي في ثوب غير هذا.. فجنود الامبراطور لن يفلتوك.. وقد رأيتهم حين قاتلوك.. وقد بدت غلظتهم عليك من سيوفهم ورماحهم.. انصرف سونج.. إلى خارج الكوخ.. فناداه العجوز.. فالتفت إليه.. فقال العجوز.. لا تترك حقا سلب منك.. فلا خير في عمر أيامه بلا شرف
انطلق سونج متخفياّ يقصد المنجم حيث صديقه (شياو تشي) .. ودخل في ثوب بائع متجول.. وانفرد بصاحبه الذي كادت فرحته به تكشف أمره.. وحكي له ما حدث وهوا يتقلب بين الأحداث وجعًا. قتلوا زوجتي وخطفو ابنتي. وطلب منه المساعدة.. قال له شياو تشي.. روحي تفديك يا اخي.. لكن كيف أساعدك.. قال سونج.. اعلم أن ابنتك.. تعمل مع الفتيات في بلاط القصر.. اريدها أن تتحسس الخبر عن ابنتي.. واطمئن فلن اجعلها في دائرة الخطر.. ينظر إليه تشاو نظرة قلق.. وتنتهي معها حلقة اليوم.. علي وعد بلقاء جديد دمتم في أمان الله