"السرفيس" أزمة تبحث عن حل ببني سويف.. سيارات دون ترخيص يقودها أطفال وبلطجية
يعاني أهالي محافظة بني سويف، من أزمة مواصلات خاصة مدينة بني سويف، التي تكتظ بما يزيد عن 300 سيارة أجرة داخلية "سيرفيس" تنتشر فى شوارع مدينة بني سويف، سيارات تحمل كل مظاهر القبح والعشوائية، بداية من العربات المتهالكة وهيكلها المسيئ للمدينة، مرورًا بهروب أصحابها من اجراءات الترخيص المرورية، وصولًا إلى ما تحتويه تلك العربات التى يقودها صبية ومسجلين "بلطجة" وأغانى سوقية وألفاظ بذيئة، والتحرش لفظى وأحيانًا جسدي بالفتايات والنساء،
فضلًا عن مشاجرات متكررة يوميًا تشهدها شوارع المدينة وتعطل الحركة المرورية بسبب رغبة كل سائق فى "فرض السيطرة" على الآخر، كل هذه وغيره الكثير والكثير يتم منذ سنوات، تحت أعين رجال الأمن والأجهزة التنفيذية بالمحافظة، دون أن يتحرك لهم ساكنًا رغبة فى تصحيح مسار هذا المرفق الهام، الذى أصبح يسيئ لكل من يزور عاصمة لؤلؤة الصعيد.
يقول الحاج عصام الجهلان، تاجر، إن مشكلة سيارات السرفيس فى مدينة بني سويف أصبحي كالمرض المزمن "يأخذ المريض مسكنًا وقتيًا ويعود بعدها للإنتكاس لفترات" فهذه العربات بشكلها وهيئتها السيئة، معظمها تسير فى الشوارع نهارًا جهارًا، دون ترخيص، ويقودها مجموعة من البلطجية والصبية ومتعاطي المخدرات، يفعلون كل ما يخطر ببالك من المخالفات، فهم يسيبون الركاب بألفاظ بذيئة ويجبرونهم على سماع اغانيهم السوقية ويقفون فى وسط الشارع ويعطلون المرور ويتحرشون بالفتايات "والمرور ودن من طين وودن من عجين"، مطالبًا الدكتور محمد هاني، محافظ بني سويف، بالنزول للشارع والعمل على إعادة الإنضباط وتطوير منظومة النقل الداخلي بآلية تليق بمواطني بني سويف حفاظًا على ما تبقي من آدميتهم.
وقال عادل عبد الله، محاسب: نعيش فى معانأة يومية بسبب ممارسات سائقي سيارات السرفيس التى حولت حياتنا إلى عذاب، بسبب قيادة بعض المسجلين "بلطجة" وبعض الصبية لتلك العربات، غالبيتهم لا يحملون رخصة قيادة، والسيارات متهالكة وغير صالحة للاستخدام، فضلًا عن عدم إلتزامهم بخطوط السير، فجميع السيارات تحمل اكثر من لوحة لخطوط مختلفة "حسب المزاج" وفقا لاقبال الركاب، ناهيك عن ما يحدث داخل السيارة "الكاسيت على اخره باغانى مبتذلة والفاظ وشتائم بين السائقين فى مضمار التسابق لتحميل اكبر قدر من الركاب" ومن يتجرا بالشكوى تكال إليه نصيبه الشتائم التى تصل إلى حد التجريس واقل كلمة "خد لك تاكسى إحنا مش شغالين عندك".
وطالب اسماعيل بدوى، محام، من المختصين بمتابعة ومراقبة سيارات الأجرة الداخلية "السرفيس" بإلغاء السيارات القديمة المتهالكة والتى تسيئ للمنظر الحضاري بالمدينة، وإستبدالها بسيارات حديثة، يتم ترخيصها بإجراءات تضمن إلتزام السائقين بخطوط السير "أقترح عودة نظام لون مختلف للسيارة لكل خط سير بدلًا من اللوحات التى يستبدلها السائق حسب مزاجه" وكذلك تغليظ العقوبة على السائقين المخالفين، ومتابعة أداء رجال المرور بالمدينة الذين يكتفون بالتواجد فى كمائن ثابتة ببعض المناطق المعروفة للسائقين، مما يسهل هروبهم من الشوارع الجانبية، وتحويل تلك الكمائن إلى متحركة حتى تفاجئ السائقين المخالفين.
وكان الدكتور محمد هانئ غنيم، محافظ بني سويف، أعلن، منذ عام تقريبا، عن التعاقد مع شركة نقل جماعي، للعمل بين مراكز المحافظة، كمرحلة أولى للمشروع الذي كان يتضمن أيضًا مرحلة ثانية تستهدف مدينة بني سويف كبديل آدمي لسيارات السرفيس التي تمثل مشكلة يومية لمواطني المحافظة، نظرًا لضعف الرقابة عليها وتجاوزات السائقين، إلا أن الشركة ألغت التعاقد وتركت مواطني المحافظة فريسة لسائقي الميكروباص والسرفيس.