د. رحاب التحيوي تكتب: إبداع وزارة التعليم العالي الحاكمة بأمرها
انتفضت وزارة التعليم العالي وشكلت لجنة من خلال السيد الوزير لدراسة السوق واحتياجات البلاد وربط ذلك بالجامعات والكليات وأعداد الطلاب داخل كل كلية وذلك بعد إطلاق توجيهات السيد رئيس الجمهورية بالاهتمام بالتخصصات الجديدة بالجامعات بما يتماشى ومتطلبات واحتياجات سوق العمل من الطلاب والخريجين.
وبلا شك فإنه لأمر محمود للغاية سواء توجيهات السيد الرئيس أو انتفاضة وزارة التعليم العالي، ولكن استوقفني وأثار كثيرًا من الدهشة والاستنكار هو هذا التحرك العاجل المنتفض للوزارة، فما وجه به السيد رئيس الجمهورية جاء مرارا وتكرارا في نصوص القانون الموجود فعلا.. فمثلا طبقا للقانون أهم اختصاصات وزير التعليم العالي بصفته رئيس مجلس الجامعات الخاصة ومجلس الجامعات الأهلية هي متابعة تطوير وضمان جودة العملية التعليمية والبحثية في الجامعات التابعة له ورسم السياسة العامة للتعليم الجامعي بما يتفق وحاجة البلاد، وأن المجلس الأعلى للجامعات أيا كان هو المختص بتنظيم قبول الطلاب وتحديد أعدادهم وفقا لمعايير الجودة.
هذا فضلا عن المناشدات الهائلة من المهتمين بملف التعليم في مصر للسيد وزير التعليم العالي في الوزارة الحاكمة بأمرها بضرورة مراعاة احتياجات سوق العمل والنظر في أعداد المقبولين في الجامعات المختلفة إلا أن القانون والمناقشات والمكاتبات لم تحرك ساكنا للوزارة اللهم انتفاضتها لتوجيهات رئيس الجمهورية.
وزارة التعليم العالي الحاكمة بأمرها نصادف معها يوميا تخبط في القرارات وكثيرا انهيار للمنطق العلمي، فمثلا أطلت علينا الحاكمة بأمرها بقرارات اعتماد بعض الشهادات الجامعية العلمية من الخارج دون أي منطق سوى أن الجامعة الأجنبية المانحة للشهادة العلمية معتمدة من الوزارة ودون أي مقدمات نجد الشهادة لخريج هندسة من الجامعة الأجنبية رغم أنه ثانوية عامة من القسم الأدبي!!! كيف وقرارات المجلس الأعلى للجامعات وشروطه صارمة فى أن الالتحاق بكليات الهندسة الاجنبية تقتصر على الحاصلين على الثانوية العامة المصرية القسم العلمي _ رياضيات_ وما وجدنا من الوزارة إلا الصمت.
رغم كل ذلك والوزارة حاكمة بأمرها لا تهاب قانون أو قرارات..ولكن ترحب بانتفاضتها لتوجيهات رئيس الجمهورية، وأتمنى أن تنتبه لإشكاليات ملف التعليم الهندسى وتحدياته.