ما دلالات انعقاد قمة المنامة في التوقيت الحالي؟.. خبراء يجيبون
خلال الساعات القليلة القادمة، ستنطلق أعمال القمة العربية للدورة العادية 33 في المنامة بالبحرين، وسط ظروف عربية وإقليمية صعبة ومعقدة، والتي في مقدمتها الحرب والعدوان المستمر على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي. وأكد الخبراء لـ "الفجر" أن تلك القمة مهمة جدًا في هذا التوقيت، مشيرين إلى حاجة القمة إلى تكاتف عربي حقيقي من أجل وقف الحرب في المناطق العربية.
قمة المنامة
تسلمت مندوب البحرين لدى الجامعة العربية، السفيرة فوزية الزينل رئاسة الاجتماع من نظيرها السعودي، والتأم المجلس الاقتصادي والاجتماعي في القاهرة، الأحد، في إطار التحضير للدورة الـ33 للقمة العربية، على أن تعقد بعده اجتماعات على مستوى المندوبين العامين والوزراء، وذلك يوم الأربعاء المقبل 16 مايو 2024 بالمنامة.
قمة المنامة.. هبة عربية لإغاثة قطاع غزة
وفي إطار ما وصفه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بـ«هبة عربية» لإغاثة قطاع غزة، ناقش المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أمس، آليات تفعيل «خطة طارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والإنسانية للعدوان الإسرائيلي على غزة»، أعدتها فلسطين، بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة والمنظمات العربية المتخصصة ذات الصلة.
جدول أعمال قمة المنامة
يشمل جدول أعمال المجلس محورا تحت عنوان الشؤون العربية والأمن القومي، ويشمل 13 بندا، منها التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في الجمهورية العربية السورية، ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وتطورات الأوضاع في الجمهورية اليمنية، ودعم جهود الصومال الفيدرالية، ودعم جمهورية القمر المتحدة، والحل السلمي للنزاع الحدودي الجيبوتي الاريتري، والسد الإثيوبي، وغيرها.
كما يناقش المجلس الشؤون السياسية الدولية، وعلى رأسها القمة العربية الصينية الثانية، وإنشاء منتدى للشراكة بين جامعة الدول العربية ورابطة دول جنوب شرق أسيا (آسيان)، ودعم وتأييد ترشيح الدكتور خالد العناني مرشح جمهورية مصر العربية لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ودعم وتأييد ترشيح محمود على يوسف مرشح جمهورية جيبوتي لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وفي ملف الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية، عددا من البنود تشمل: متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ العالمية، والاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان المعدلة، والاستراتيجية الاعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وصيانة الامن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب
استقرار المنطقة
قال المحلل السياسي السعودي شاكر الحارثي إن قمة المنامة، التي تستضيفها البحرين اليوم، ينتظرها عدد كبير من المواطنين في المنطقة العربية بأمل وطموح كبيرين. وأشار إلى أن القمة ستبحث قضايا المنطقة والصراع الدولي والإقليمي، بهدف تجنيب المنطقة تفاقم هذا الصراع، حرصًا من قادة العرب على أمن واستقرار المنطقة وتنميتها.
وأضاف "الحارثي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن أبرز الملفات التي سيتناولها القادة هو الملف الفلسطيني والحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. ومن المتوقع أن يكون لإعلان البحرين صدى واسع وأثر كبير على مختلف الأصعدة، وذلك بما يلبي تطلعات قادة المنطقة وشعوبها، ويحقق طموحاتها وآمالها.
وأشار المحلل السياسي السعودي، أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا كبيرًا من أجل تهدئة الأوضاع في قطاع غزة بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية والعالمية.
التكاتف العربي
يشير مدير مركز العرب للبحوث والدراسات الاستراتيجية، محمد فتحي الشريف، إلى أن قمة المنامة جاءت في ظل ظروف صعبة للغاية تعيشها المنطقة العربية، وخاصة بعد تغير المشهد العربي اعتبارًا من السابع من أكتوبر وحتى الآن. وتعتبر هذه القمة أول قمة عربية تعقد في مثل هذه الظروف، حيث ستضع قضية فلسطين على طاولة المفاوضات كأول القضايا التي سيتم طرحها، مع السعي لمعالجتها بشكل كبير لإنهاء ما يحدث لأهل غزة، خاصة أن الأحداث هناك شهدت ظروفًا قاسية لم تشهدها الوطن العربي من قبل.
وأضاف "الشريف" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن المنطقة العربية مشتعلة بسبب التطورات في بعض الدول العربية، وخاصة في قطاع غزة الذي شهد فقدان الآلاف من الشهداء والجرحى. وأشار إلى أن هذه القمة تحتاج إلى تكاتف ووقفة عربية وإسلامية قوية، مع التمني بأن تخرج القمة بقرارات هامة في معالجة القضية الفلسطينية، وأن يكون هناك ضغط عربي وإسلامي قوي على الولايات المتحدة الأمريكية.
واختتم مدير مركز العرب للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن الملفات التي سيتم طرحها هي ملفات شائكة وأعتقد أن هذه القمة سيكون أمامها تحديات كثيرة أتمنى أن تنجح في حلها.
أهمية القمة
أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني، ثائر أبوعطيوي، أن مملكة البحرين ستستضيف، في السادس عشر من هذا الشهر، أعمال القمة العربية للدورة العادية 33، وسط ظروف عربية وإقليمية صعبة ومعقدة، حيث يتصدرها الحرب والعدوان المستمر على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، إضافة إلى ملفات أخرى عربية هامة مثل استمرار النزاع والقتال في السودان، وتواصل النزاعات والاختلافات السياسية في سوريا وليبيا والصومال، والخوف من تصاعد وتيرة حرب إقليمية قادمة في ظل تحديات أمنية عربية صعبة تشهدها المنطقة بأكملها، وكذلك الممرات المائية وخط الملاحة في الأحمر. وأكد أبوعطيوي أن هذه الملفات وغيرها من الملفات الاقتصادية العربية تؤكد أن قمة البحرين تعتبر أهم قمة عربية، لأنها تأتي في ظل ظروف استثنائية وصعبة للغاية على الواقع العربي بأكمله، وعلى وجه الخصوص استمرار الاحتلال الإسرائيلي بالحرب والعدوان للشهر السابع على قطاع غزة.
وفي تصريحات سابقة لـ "الفجر"، أضاف أبوعطيوي أن مشروع القرار الذي أوصت به الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتصويت من 143 دولة لصالح مشروع قرار يعترف في فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، سيكون حاضرًا بالطبع على جدول أعمال قمة البحرين نظرًا لأهميته السياسية عربيًا وعالميًا، والذي يعزز ويدعم فرص التفاعل الإيجابي مع القضية الفلسطينية، وفقا لحل الدولتين.
تابع المحلل السياسي الفلسطيني حديثه قائلًا: "إذن من هنا للقمة العربية التي ستعقد بالعاصمة البحرينية المنامة الأهمية الكبرى وذات التأثير على كافة مفاصل القضية الفلسطينية ولا سيما استمرار الحرب على غزة من جهة، ودعم مشروع القرار الأممي في الأمم المتحدة والمحافل الدولية والاعتراف بدولة فلسطين كامل العضوية، وصولا لحل فلسطيني عربي موحد يدعم القضية الفلسطينية على طريق إنهاء الصراع ضمن مؤتمر عالمي للسلام يضمن هذه المرة أهمية وجدية مفاوضات السلام ضمن جدول زمني معين ومحدد يضمن الوصول لحل دائم وشامل يقوم على السلام والاستقرار، يحقق لشعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله وإقامة دولته كاملة السيادة".
اختتم المحلل السياسي الفلسطيني بالقول إننا اليوم كفلسطينيين ننظر ببالغ الأهمية والاعتبار للقمة العربية المقبلة في مملكة البحرين، لأن القضية الفلسطينية بحاجة إلى العمق العربي المستمر والبعد الذي يعطيها زخمًا وحضورًا على كافة الصعد والمستويات العربية والعالمية. وشدد على أهمية هذه القمة رغم كافة الظروف المعقدة والاستثنائية المحيطة بها، وأكد على دعمنا لكافة قراراتها التي ستصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.