بعد الترميم.. جامع زغلول الأثري برشيد يفقد عناصره الأصلية (خاص بالصور)
يعد جامع زغلول الأثري في مدينة رشيد العريقة أحد أهم المساجد الأثرية فيها والذي بدأت أعمال الترميم فيه عام 2005م، وتم افتتاح الجزء الغربي بتاريخ 14 مايو 2018م، حيث استغرقت عمليات ترميمه، ما يقرب من 10 سنوات كاملة، بتكلفة 17 مليون جنيه.
وقال مصدر مطلع بمنطقة آثار رشيد في تصريحات خاصة إلى الفجر، إنه بعد 6 سنوات فقط من الافتتاح بدأت تظهر آثار لتسريبات مياه وغيرها على باطن العقود وبعض الأعمدة والقباب في الجامع.
وتابع المصدر، أن المقصورة الأصلية للجامع والتي تظهر في الصور القديمة غير موجودة حاليًا، كما أن الأعمدة الأصلية ملقاة في الجزء الشرقي من الجامع.
بحث وتحقيق
وبالرجوع إلى البيانات الصادرة من وزارة السياحة والآثار حول هذا الموضوع، تبين أنه في يوم 15 مايو 2018، صرح المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار في ذلك الوقت، أن القطاع الغربي للمسجد كان يعاني من انخفاض مستوى الأرضية عن مناسيب الشوارع الخارجية المحيطة به مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بداخله، وانهيار أجزاء كثيرة من الجدران والأعمدة والأكتاف الحاملة للمسجد، وفقدان السلامة الإنشائية لها، واندثار معظم زخارفه، وهو ما دفع الوزارة للتدخل الفوري وإعداد مشروع لترميمه، وإسناده إلي شركة متخصصة بتكلفة إجمالية تصل إلى ٢٥ مليون جنيه.
وشملت أعمال الترميم القطاع الغربي للجامع بمساحة 2400 متر مربع، شملت أعمال تدعيم أساسات المسجد والمباني والأرضيات والقباب وعزلها بنفس المواصفات الفنية والأثرية، وأعمال النجارة ودورة المياه وأعمال الكهرباء، وأعمال الترميم الدقيق للمنبر ودكة المبلغ واللوحات التأسيسية، وأعمال الهندسة الالكترونية. بتكلفة بلغت 17 مليون جنيهًا.
القطاع الشرقي
أما عن القطاع الشرقي للجامع فقد قال المهندس وعد في ذات التصريح، إنه تم فك المئذنة طبقًا لقرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية حيث كانت تعاني أضرار جسيمة، وكذلك فك الحوائط والقباب والأعمدة، ووضع الأساسات الخازوقية بهذا القطاع. للعودة للتصريح اضغط هنا
المحراب الأصلي في القطاع الشرقي
وحسب كلام رئيس قطاع المشروعات السابق المهندس وعد أبو العلا، فإن الجزء الشرقي لم يعد فيه عناصر معمارية قائمة، إلا أنه في يوم 26 يناير 2021م، صرح الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية آنذاك، ردًا على اتهامات بأن الترميم أفسد محراب جامع زغلول، بأن المحراب المقصود موجود في الجزء الشرقي وليس الذي تم ترميمه، للعودة للتصريح اضغط هنا
وزاد على تصريح رئيس القطاع تصريح آخر صادر عن عماد غريب حماد مدير ترميم أثار رشيد والبحيرة، حيث أكد على كلام رئيس القطاع، بأن ما تم ترميمه هو محراب القطاع الغربي، وأن محراب القطاع الشرقي لم يتم ترميمه بعد، للعودة للتصريح اضغط هنا
يذكر أن الدكتور محمود درويش مدير آثار منطقة رشيد سابقًا وأستاذ الآثار بجامعة المنيا حاليًا قال ردًا على رئيس القطاع حينها: «عندما تسلمت العمل برشيد عام 1977 كان المسجد في حالة جيدة ومفتوح للصلاة ورأيت المحرابين، فصور المحرابين ترجع إلى نهاية سبعينات القرن الماضي، وهي التي تحمل الحقيقة لا الكلام المرسل وموضوع الثلاثينات واعتمد الرد على تقرير المنطقة الأثرية والتي تتحمل المسئولية كاملة وقد تجاهلت الحقيقة وكان الأولى أن تقدم الصورة الأصلية للمحراب للمرممين كما هو متبع في قواعد الترميم بشكل عام، وهم في ذلك لا ذنب لهم حيث نفذوا ما قدمته المنطقة للعودة للتصريح كاملًا اضغط هنا
من نصدق؟
وهنا نجد أننا بين أحد أمرين، إما أن كلام رئيس قطاع المشروعات وأنه لا محراب لأن المحراب تم فكه ضمن أعمال القطاع الشرقي، وإما أن المحراب موجود في القطاع الغربي، وتم تغيير معالمه تمامًا، حيث حصلت بوابة الفجر للمحراب قبل وبعد الترميم وإليكم الصور.
كما حصلت بوابة الفجر الإلكترونية على صور للقطاع الشرقي من الجامع ووجد أنه أرض فضاء، فيها عدد من الأعمدة الأثرية المقاة بإهمال، وليس فيه أي عناصر معمارية سواء محاريب أو غيره، وهو ما يتفق مع كلام رئيس قطاع المشروعات السابق.
كما حصلت الفجر على صورة للمئذنة القديمة، والسؤال هل كانت تستحق الفك، ولماذا تم فك المئذنة، وأين ذهبت؟
وعلى ذلك فيكون جامع زغلول الأثري قد تم تغيير معالم المحراب الأصلي له، وكذلك فك مئذنته، وكذلك المقصورة الرئيسية، والجانب الشرقي للجامع كله أيضًا تم فكه، علاوة على ذلك فإن الجزء الغربي من الجامع والذي تم افتتاحه بعد ترميمه بتكلفه 17 مليون جنيه به تسريبات على الجدران.