الأنبا يواقيم يرأس صلوات قداس عيد استشهاد الأم دولاجي في الأقصر
ترأّس نيافة الأنبا يواقيم أسقف عام إسنا وأرمنت للأقباط الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، صلوات قداس عيد تذكار أستشهاد الشهيدة الأم دولاجي وأولادها الأربعة، وذلك بكنيستها بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر.
وشارك نيافته في الصلوات، أباء كهنة الإيبارشية، ورهبان الأديرة والكنائس الأخري، وخورس الشمامسة وجمع خفير من الشعب القبطي.
وكان قد احتفل أقباط مدينة إسنا جنوب الاقصر، مساء أمس الإثنين، بعشية عيد أستشهاد الأم دولاجي وأولادها الأربعة، وذلك بكنيستها وسط مدينة إسنا، تحت رعاية وبحضور صاحب النيافة الأنبا يواقيم أسقف عام إسنا وأرمنت، وبحضور أباء كهنة الإيبارشية، ورهبان الأديرة والكنائس الأخري، وخورس الشمامسة والشعب القبطي، وتخلل ذلك تطييب الأنبوبة التى تحوى رفات الأم دولاجى وأولادها الأربعة، والطواف بالمقصورة الخشبية المرسوم عليها الأم دولاجى وأولادها الأربعة داخل الكنيسة.
ونشأت الأم دولاجى في مدينة أسنا التى كان كرسى الإسقفية بها من زمن الأنبا أمونيوس أسقف إسنا، وتعتبر الأم دولاجى واحدة من أشهر قديسات الصعيد الأعلى، التى برهنت للعالم أن محبة المسيح لا يقاسمها أى من الماديات أو الفانيات، فبزعت شفيعة ليس لهذه المدينة فحسب، بل للعالم بأسره.
وكانت أرملة ولها أولاد أربعة وهما: صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس وكانوا يعملون بالزراعة، ويذكر التاريخ أنها كانت غنية ووزعت ما لديها من مال علي الفقراء والمساكين، وكانت هذه السيدة تسلك حسب وصايا الإنجيل حافظة كلمة الله فى قلبها مُحبه للجميع، حتى شب أولادها مثلها ثابيتن فى الإيمان، لا يزعزعهم تهديد أو وعيد.
وحدث ذاك يوم أن أرسل دقلديانوس الطاغية الوالى “أريانوس” وإلى أنصنا كى يبيد المسيحين فى كل مدن الصعيد ويقضى على كهنتهم ورهبانهم، وكانت منطقة أسنا محط أنظاره إذ أنها كانت غنية بقديسها من الأكليروس والعلمانين، وعندما دخل الوالى أسنا تقابل مع أربعة صبيان يسوقون دابة تحمل بطيخًا من الحقيل، فأستوقفهم وأراد أن يختبر من خلالهم مدى تغلغل المسيحية فى تلك البلد، فأمرهم بالسجود للأوثان فأبى الفتيان بكل قوة وعزم وإيمان، فحاول معهم بالإغراء، فلم يفلح فأخذ يهددهم ويتوعدهم بأن يلحق بهم صنوفًا من التعذيب والالآم، ورغم كل هذا وقفوا أمامه بثبات معلنين إيمانهم بالمسيح، وما هى إلا لحظات حتى طار الخبر إلى أمهم الشجاعة دولاجى فأسرعت من بيتها إلى الحقل حيث كان أولادها الاربعة يقفون فى حضرة الوالى، وكان الوالى يعتقد أنها سوف تثنيهم عن إيمانهم، إلا أنه فوجىء بها وهى تثبتهم فى الإيمان معلنة مسيحيتها جهرًا أمام الوالى والذى إمتلاء منهم غيظًا وأمر بإلقائهم جميعًا فى السجن.
وهما فى السجن ظهرت لهم السيدة العذراء مريم صباحًا، وأخذت تشجعهم وتخبرهم بأن السيد المسيح قد أعد لهم مكانًا أبديًا فى ملكوت السموات، وما لبث وأن إستدعاهم الوالى مرة أخرى وطلب منهم التبخير للآلهة الوثنية فإذ بالأم دولاجى تصرخ فى وجهه، وحوالها أولادها لتؤكد مسيحيتها، وهم يقولون نحن نرفض عبادة الآلهة الكاذبة. نحن مسيحيون.
ويذكر التاريخ أن الوالى أمر بذبح أولادها على ركبتيها واحدًا تلو الآخر وهو يترقب لحظة تراجعها، إلا أن إيمانها القوى هى وأولادها كان يفوق كل تعذيب وكل قسوة، وبعد أن ذبح أولادها أمام عينيها قطع رأسها وهى فى غمرة صلواتها وترتيلها للسيد المسيح.
ولا تزال أجسادهم المقدسة محفوظة بالكنيسة التى تحمل أسمها بمدينة أسنا في محافظة الأقصر، وتعيد الكنيسة تذكار أستشهادهم كل عام فى اليوم السادس من شهر بشنس كل عام، والجدير بالذكر أن الأنبا يوأنس أسقف أسنا هو من كتب عن سيرة الشهيدة العظيمة الأم دولاجى وأولادها الأربعة.