أحمد فايق يكتب : هدايا الجيش للمصريين
بعد القضاء على 1000 إرهابى فى سيناء وتدمير 800 نفق.. عام 2014 بدون إرهاب
هل تتذكر المشهد الشهير يوم جمعة الغضب الأولى 28 يناير 2011 حينما خرجت سيارة الحرس الجمهورى فى طريقها إلى التليفزيون، أصيبت السيارة بعطل مفاجئ، ونزل الجنود يدفعونها بأيديهم فى مشهد يوضح حال الجيش المصرى وقتها، هذا المشهد يكشف كيفية إدارة مجلس طنطاوى العسكرى للمرحلة الانتقالية الأولى، وكيف وصل بنا الحال إلى تسليم مصر على المفتاح لمحمد مرسى وعشيرته، فقد كان مظهر الجنود يدل أيضا على حالة الإهمال التى عانى منها الجيش طوال فترة المخلوع مبارك، مشاهد لم يشفع لها سوى النزول الثانى للجيش بعد 30 يونيو، فقد ظهرت للمرة الأولى مدرعات ومركبات عسكرية حديثة، الجنود يرتدون ملابس عسكرية نظيفة ومرتبة مع دروع واقية للرصاص، يحملون فى أيديهم أحدث الأسلحة، بنيانهم الجسمانى قوى يؤكد على الكفاءة القتالية، لقد بدا الجيش مختلفا هذه المرة، مثل اختلاف شخصيتى السيسى وطنطاوى، المشير طنطاوى والفريق سامى عنان كبيران فى العمر، تعلما فى روسيا، يخفيان أكثر مما يبديان، يميلان إلى العمل فى الظلام، يهويان الاختباء فى الثكنات، السيسى تعلم فى أمريكا، يميل إلى استعراض قدرات الجيش، ويفخر بجنوده ومعداته وهويته وقوميته، وخلال عام واحد نجح فى تطوير ورفع كفاءة القوات المسلحة.
الجيش خلال عام 2013 نجح لأول مرة منذ 33 عاما فى تحقيق فكرة تنوع مصادر السلاح، وعقد صفقة عسكرية مع روسيا بلغت قيمتها 2 مليار دولار للمرة الأولى منذ طرد الخبراء الروس من مصر، إن أهمية إعادة العلاقات العسكرية بين مصر وروسيا وبين مصر والكتلة الشرقية بصفة عامة ستؤدى إلى تطوير 30% من تسليح الجيش المصرى وهو سلاح روسى بالأساس، يعمل فى الخدمة منذ العلاقات العسكرية السابقة، والتطوير يعنى استبدال طائرات ميج وسوخوى قديمة بطائرات ميج وسوخوى حديثة، كما أن روسيا قادرة على تزويد مصر بطائرات توازى فى قوتها الأباتشى الأمريكية، وهذا يعنى تطويرًا شاملاً للقوات الجوية المصرية فى حالة قبولها العرض الروسى، وأن تصبح مصر هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى تجمع بين قوة مقاتلات الـ«f16» الأمريكية وبين حداثة وقوة مقاتلات السوخوى والميج الروسية، كما عرضت روسيا على مصر أيضا تزويدها بنظم دفاع جوية جديدة، حيث من المعروف أن مصر تمتلك واحدة من أعقد وأنجح منظومات الدفاع الجوية فى العالم، وهى منظومة تجمع بين التسليح الشرقى والغربى فى نفس الوقت وتواجه الطائرات الشرقية والغربية أيضا.
الجيش نجح فى القضاء على 1000 إرهابى فى سيناء مابين قتلى وجرحى ومسجونين، وقضى على 35 بؤرة إرهابية، ونجح فى ضبط 700 «بيارة» أو مخزن لتهريب الوقود، كانت تستخدم فى نهب دعم المصريين، كما نجح الجيش فى تدمير 800 نفق وضبط ملايين من قطع السلاح قادمة من الشمال والجنوب والشرق والغرب، فقد انضمت تركيا مؤخرا إلى قائمة الدول التى تهرب سلاح إلى مصر عبر البحر الأبيض المتوسط، وتتبقى الهدية الكبرى التى سيقدمها الجيش للمصريين فى عام 2014 وهى تصفية سيناء تماما من الإرهاب.
الهدية الثانية التى سيقدمها الجيش فى 2014 هى إنتاج أول سيارة مصرية مائة بالمائة من المصانع الحربية، وإنتاج أول طائرة بدون طيار لأول مرة، حيث اعلنت إسرائيل مؤخرا أنها بدأت فى خط إنتاج طائرة بدون طيار، وتركيا وإيران يفعلان نفس الشىء، ورفض الجيش المصرى أن يلعب دور المتفرج وقرر تبنى مجموعة مشروعات تقدم بها مهندسون شباب لعمل أول طائرة مصرية بدون طيار.
فى عام 2014 سينتهى الجيش من العمل على تطوير واستكمال 4 طرق ضخمة وهى طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، وطريق السويس وطريق الإسماعيلية، بالإضافة إلى استكمال طريق الصعيد السريع.
الجيش نجح خلال عام 2013 فى رفع كفاءة جميع الوحدات العسكرية، وتم تجديد كل الدبابات التى تخدم فى العمليات، وأصبحت مصر خالية من أى دبابة قديمة، وتم استبدال القديم بالجديد، كم تم تجديد كل المركبات والمدرعات القديمة التى يملكها الجيش، مع الارتقاء بالحالة الفنية والإدارية لوحدات القوات المسلحة.
هل تتذكر الشاويش عطية أو صف الضابط الذى وقع فى غرامه المصريون من خلال أدوار رياض القصبجى فى أفلام إسماعيل ياسين، لكن دائما الشاويش عطية كان فيه عيب خطير، وهو أن مستواه التعليمى أقل، ولا يفكر فى العمليات مثل الضباط، فهو مثل الآلة التى تنفذ دون تفكير، فى عام 2014 سينتهى الشاويش عطية بشكله التقليدى، بعد تطوير معهد ضباط الصف بالقوات المسلحة، وستتخرج دفعة جديدة من الشاويش عطية لكن على طريقة ضباط الصف الأمريكان، الذين يشاركون فى العمليات، وعلى مستوى تعليمى عال، ويجيدون اللغات أيضا.
هل تعلم أن نتائج اختبارات القبول بالكليات العسكرية أثبتت أن هناك نسبة كبيرة من المتقدمين يعانون من فيروس سى «الكبد الوبائى»، وهذا ماجعل معامل القوات المسلحة تعمل على محاولة اختراع مصل لعلاج المصابين من فيروس سى، ونجحوا فى اختراع جهاز يكشف عن مرض فيروس سى عن بعد، وربما تنجح تجاربهم العلمية خلال 2014 فى إعلان مصر دولة خالية من فيروس سى.
الجيش يستعد الآن للإعلان عن صفقات تسليح جديدة مع الصين، بعد نجاح مشروع تصنيع أول طائرة مصرية صينية للتدريب وهى «كى 8» ، ومن المتوقع أن تكون صفقة التسليح الأكبر خلال الفترة القادمة، وهناك صفقات أخرى سيتم الإعلان عنها مع روسيا وفرنسا وبعض الدول من الكتلة الشرقية، ورغم كل الضغوط الأمريكية التى عانت منها مصر مؤخرا، إلا أن 2014 سيشهد صفقات تسليح جديدة مع أمريكا ووصول قطع غيار السلاح فى مواعيدها، بعدما اكتشف الأمريكان أن شراكتهما الاستراتيجية مع مصر مهددة بالضياع، وأن الروس قرروا الدخول كمنافس لهم على مصر، وهذا ما أدى إلى اتصالات شبه دورية بين «تشاك هيجل » وزير الدفاع الأمريكى مع الفريق السيسى، وعد فيها هيجل باستمرار برامج المعونة العسكرية الأمريكية.
2014 سيشهد ايضا تخريج أول دفعة أطباء من كلية الطب العسكرية، والكلية هى أول كلية عسكرية متخصصة فى الطب بعد فصلها عن الفنية العسكرية، وسيتم تخريج 200 ضابط طبيب لا يقلون كفاءة أو قدرات عن أى طبيب فى أمريكا أو فرنسا، سيعملون فى المستشفيات العسكرية، وسيخدمون أيضا المدنيين.
كما ستشهد القوات البحرية صفقات تسليح قوية سيتم الإعلان عنها قريبا، حيث يهدف الجيش خلال الفترة القادمة إلى تحديث الأسطول البحرى، ورفع كفاءته على المستوى البشرى والتسليح فى نفس الوقت، حيث من المعروف أن البحرية المصرية أقوى قوات بحرية على مستوى شرق المتوسط، ورغم كل ماتفعله تركيا معنا إلا أنها خسرت الكثير حينما أوقفت مصر مناوراتها العسكرية معها، فحينما بدأت مصر مناورات عسكرية مع تركيا قال رئيس الأركان التركى إن البحرية المصرية والتركية حينما يعملان معا فإنه معهما يكتمل فكا الكماشة على البحر الأبيض المتوسط، الآن تركيا خسرت مصر وقواتها البحرية، لأن أردوغان اختار جماعته فوق مصالح دولته، فالجميع يعلم جيدا أن دولا مثل قبرص واليونان يتمنون إقامة مناورات بحرية مع مصر فهل يحدث هذا فى 2014 ؟!