أعضاء القافلة الدعوية بأوقاف الفيوم: التنمر والسخرية يزرعان بذور العداوة والبغضاء
انطلقت اليوم الجمعة، قافلة بأوقاف الفيوم من مسجد سعداوي التابع لإدارة الغرق بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، وذلك بتوجيهات من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وبحضور الشيخ يحى محمد، مدير الدعوة، والشيخ علاء محمود، مدير شؤون الإدارات،والشيخ فتحي عبد الفتاح مسؤول الإرشاد الديني بالمديرية،والشيخ سيد طه، مدير الإدارة،وعدد من الأئمة المتميزين، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع" التنمر والسخرية وأثرهما المدمر على الفرد والمجتمع ".
وأكد العلماء أن التنمر يعني الانتقاص أو النظر بعين الاستصغار أو الاحتقار أو السخرية من الناس وذكر عيوبهم على وجهٍ ينال منهم بالقول أوالفعل أو الإشارة أو الحركة، وهو خُلق ذميم، يتنافى مع الفطرة السليمة والأخلاق القويمة، لذلك شدد الشرع الحنيف على تحريمة والتحذير منه، حيث يقول الحق سَبْحَانَهُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أن يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، فقد وصف الحق سبحانه من لم يَتُب من غمز ولمز الناس بأنه ظالم، ويقول سبحانه: "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ"، ويقول نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه): (بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ، دمُهُ، ومالُهُ، وعِرضُهُ) ومن أسوأ أنواع السخرية السخرية من غير القادرين الذين ينفقون في حدود إمكاناتهم المادية، يقول سبحانه: "الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ".
وأضاف إنه لا شك أن التنمر والسخرية يدمران العلاقات والروابط الاجتماعية القائمة على الأخوة والتواد والتراحم، كما أنهما يزرعان بذور العداوة والبغضاء ويورثان الأحقاد والضغائن بين الناس، حيث يقول الحق سبحانه: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشيطان كانَ لِلْإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ) (المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ)، ويقول (صلوات ربي وسلامه عليه): (لا تَقَاطَعُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا).
وأكد على أن السخرية إذا كانت من أمرٍ جسدي فإنها تحمل تطاولًا على سنن الله (عز وجل) في كونه وحكمته في خلقه، وهو أمر جد خطير على دين المرء ومروءته.
وقد شملت القافلة فعاليات النشاط الصيفي للأطفال،ومقرأة للأئمة،ومقارئ للجمهور.