القصة الكاملة لتهديد جامعات إسبانية بتعليق تعاونها مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة
تواجه الجامعات الإسبانية تحديًا أخلاقيًا جديدًا في ظل تصاعد العنف في قطاع غزة، حيث أعلنت استعدادها لتعليق أي تعاون مع مؤسسات تعليمية إسرائيلية، ما لم تظهر هذه المؤسسات إلتزام واضح بالسلام.
احتجاجات في عدة دول أوروبية
ففي الفترة الأخيرة، شهدت الاحتجاجات الطلابية اتساعًا وتصاعدًا في عدة دول من أوروبا الغربية، حيث خرج الطلاب للتعبير عن رفضهم للعنف والاضطهاد الذي يعاني منه الفلسطينيون في غزة.
وتأثر الشباب بالحراك الاحتجاجي الذي شهدته الجامعات الأمريكية، وأخذوا منه إلهاما ودافعا للتظاهر والتعبير عن مواقفهم.
قطع العلاقات مع إسرائيل
وتعبيرًا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، طالب المحتجون بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف العمليات العسكرية التي تسفر عن سقوط ضحايا بريئة.
بيان مجلس الجامعات الإسبانية
وفي هذا السياق، أصدر مجلس الجامعات الإسبانية بيانا يدين فيه أعمال العنف ويؤكد تضامنه مع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
وفي بيانه، أعرب مجلس الجامعات الإسبانية عن تضامنه مع الطلاب الذين خرجوا في احتجاجات مؤخرا للتنديد بالعنف في غزة وللمطالبة بوقف الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
وأكد المجلس على ضرورة إيقاف الأعمال العنيفة فورًا والالتزام بالقوانين الدولية الإنسانية.
وفي إطار هذه الاحتجاجات، طالب المجلس بمراجعة العلاقات مع إسرائيل، وفي حالة عدم التزامها بالسلام واحترام القوانين الدولية، فإنه ينبغي تعليق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الإسرائيلية.
ورغم اللهجة الدبلوماسية المستخدمة في البيان، إلا أنها لم ترضي تماما الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، التي استمرت بطابع سلمي في جميع أنحاء إسبانيا.
وأعرب المتحدث باسم المحتجين، سيباستيان غونزاليس، الذي يدرس القانون والعلوم السياسية في جامعة كومبلوتينسي في مدريد، عن رغبتهم في أن تلبي الحكومة ورؤساء الجامعات مطالبهم بقطع العلاقات مع إسرائيل.
وأضاف غونزاليس بأنهم مستعدون لرفع المخيمات عندما تتحقق مطالبهم، في حين سيواصلون المقاومة بشكل سلمي حتى ذلك الحين.
وتأسس مجلس الجامعات الإسبانية في عام 1994، ويضم ما مجموعه 76 جامعة إسبانية، 50 منها عامة و26 خاصة.
وفي إسبانيا، بدأت الاحتجاجات في جامعة فالنسيا في 29 أبريل، حيث نصب الطلاب نحو عشرين خيمة للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.
وامتدت هذه الاحتجاجات إلى جامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك برشلونة، مدريد، إقليم الباسك، أليكانتي، والأندلس.
حرب غزة
في السابع من أكتوبر، اندلعت حرب في غزة بعد تنفيذ هجوم غير مسبوق من قبل حماس على جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصًا، بينهم معظمهم مدنيون، وفقًا لتعداد فرانس برس استنادًا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
كما تم اختطاف أكثر من 250 شخصًا، مع بقاء 128 محتجزين في غزة، وتوفي 37 منهم، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين.
وتعهد الاحتلال برد على الهجوم بـ "القضاء" على حماس، وقامت بتنفيذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في غزة، مما أسفر عن سقوط 34904 قتلى، معظمهم مدنيون، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع الفلسطيني.
وأثارت حرب غزة موجة احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية لأسابيع بكثافة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقود، وانتشرت هذه الموجة بعد ذلك إلى مدن في أوروبا وحتى أستراليا.