بعد توقعات بتجاوز 1.5 مئوية..ماذا ينتظرنا في فصل الصيف؟
لم يشهد فصل الشتاء الاجواء الشتوية القارسة، بل العكس جاءت درجات الحرارة طول فترة الشتاء معتدلة وأحيانًا حارة، مما زادت من توقعات الخبراء بشأن تجاوز درجة الاحتباس الحراري ١.٥ درجة، وزادت معدلات البحث على محرك العالمي جوجل حول ماذا ينتظرنا في فيصل الصيف
العام الماضي سجل أعلي درجة حرارة
وخلال العام الماضي، سجل كوكب الأرض أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق، متجاوزا بذلك الرقم القياسي السابق لعام 2016 بهامش كبير.
وهي المرّة الأولى التي يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو 1.5 درجة مئوية، وهو مؤشر الخطر كما أعلنت عنه اتفاقية باريس 2015.
كسر حاجز ١.5 مئوية
ووفق لمنظمة المناخ الدولية، من المتوقع أنّ يكون عام 2024 العام الأول في تاريخ البشرية الذي يكسر متوسط درجة حرارة الكوكب حاجز 1.5 درجة مئوية.
ويتسبب هذا الحاجز فارتفاع كبير لدرجات الحرارة، لأنه محفّز لوقوع العديد من التحولات المناخية التي لا يمكن السيطرة عليها.
إضرار ارتفاع درجات الحرارة
وعن الاضرار الناجمة عن كسر حاجز ١.٥ مئوية، هي وجود خلال في نظام الشعاب المرجانية الاستوائية، والتي تحتضن نظما بيئية هامة ذات تنوع بيولوجي كبير، وسيتأثر 99% منها، وهو ما قد يهدد حياة الكثير من الكائنات الحية، وبالتالي يهدد مصدر غذاء ودخل أساسي لنحو مليار إنسان.
كما وجد عالم التنوع البيولوجي أليكس بيغوت في جامعة كاليفورنيا؛ أنّه حتى لو استطاعت الجهود الحالية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، فلا يزال هناك 15% من الكائنات الحية تواجه خطر فقدان ما لا يقل عن ثلث نطاقها الجغرافي الحالي بشكل مفاجئ. وهذا الرقم من الممكن أن يتضاعف حتى 30% إذا بلغ متوسط درجة الحرارة 2.5 درجة مئوية.
وإذا تجاوزت الحرارة حاجز 1.5 درجة مئوية، سيرتفع خطر وقوع موجات حر شديدة تتجاوز قدرة أجسام البشر على التعافي منها، وقد تشهد مناطق جغرافية عدّة مثل الخليج العربي وجنوب آسيا وشمال الصين ارتفاعا املحوظ في مستوى الرطوبة، وهو ما قد يسبب مخاطر صحية خطيرة.
خبراء الطقس عام الأعاصير
فيما توقع مركز الأرصاد، أن يشهد طقس فصل الصيف ارتفاع في درجات الحرارة 2024، واطلقوا عليه «زقاق الأعاصير»، منوهين أن الارتفاع في درجات الحرارة قد يكون سببا لموسم مليء بالعواصف
وأكد المركز أن الارتفاع المتوقع، قد جعل ظاهرة النينو تمتد على المنطقة الاستوائية في المحيط الأطلسي، وتشهد المنطقة الاستوائية ارتفاعا غير عادي، في ظاهرة غير مسبوقة.
ووفق دراسات علمية، إلى أن درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية في المحيط الأطلسي تبلغ نحو 68.5 درجة فهرنهايت (20.3 درجة مئوية).
وتواصلنا مع الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، وتوقع أن يشهد فصل صيف عام 2024 درجات حرارة قياسية، مع احتمال كبير لتجاوز الزيادة البالغة 1.5 درجة مئوية في متوسط درجة الحرارة العالمية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، كما ورد في اتفاقية باريس.
وأكد "نصير"،في تصريح خاص للفجر، أن هذا الارتفاع سيؤدي إلى سلسلة من التغيرات المناخية التي لا رجعة فيها والتي لا يمكن السيطرة عليها، على الرغم من أنه من المتوقع أن تنتهي مرحلة إل نيشيمو الحالية، التي تطلق الحرارة في الغلاف الجوي، في أبريل/مايو 2024، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في درجات الحرارة العالمية.
وكشف أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تتوقع أن تظل درجات الحرارة العالمية على الأقل 1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة حتى عام 2024 على الأقل، مع احتمال تجاوز 1.5 درجة مئوية خلال تلك الفترة.
وأوضح عضو البرلمان العالمي للبيئة، أن هذا الارتفاع سيؤثر علي درجة الحرارة على الحياة البحرية، وخاصة الشعاب المرجانية، التي تستضيف أنظمة بيئية متنوعة، حيث يوجد 99 ٪ منها في خطر ملخص
ونصح الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، بضرورة الحد من الاحتباس الحراري، عن طريق استبدال الوقود الحفري بالطاقة الشمسية، والحد من الكثافة السكانية والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة