بين جدل الباحثين وتوقعات تتحقق وعلم غير مُفضَّل

عاجل - كيف تصدُُق تنبؤاته هذه المرَّة؟ عالم الزلازل الهولندي يثير الرعب من جديد.. وهذه مفاجأة!

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

على مدار سنة وأكثر، ويكتب هذا الرجل، العروف بكونه خبيرًا جيولوجيًا وباحثُا في الزلازل والكوارث الطبيعية والمدمرة، متنبِّئًا أو متوقعًا - شئت أن تقول - بحدوث زلازل في أكثر من منطقة حول العالم وأكثر زمن.

كعادته يكتب توقعاته، فيخرج هذه المرَّة على العالم، بالكثير من القلق والفزع والرعب في قلوب الناس، عبر حسابه على موقع إكس (تويتر سابقًا)، خلال تغريدة جديدة عن زلزال مُنتظر جديد، آخرها، حذّر من حدوث زلازل، خلال اليومين القادمين، مشيرًا: "قد تكون مدمرة".

ونشر الخبير الهولندي فرانك هوغربيتس، عبر حسابه في "إكس"، تغريدة يحذر فيها من حدوث زلازل خلال اليومين القادمين، بالإضافة إلى النشاط الزلزالي بشأن وقوع زلزال كبير في الأيام القليلة المقبلة.

مفاجأة

صدقت توقعاته العالم الهولندي المثير للجدل فرانك هوجربيتس، حيث ضربت 10 هزّات على الأقلّ تايوان في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت الموافق 27 أبريل 2024، بالتوقيت المحلي.

 بلغ أقوى الزلازل المذكورة سلفًا، 6.1 درجة، حسب ما أفادت الإدارة المركزية للأرصاد الجوية، وهو الأمر الذي توقعه وحذر منه هوجربيتس في تغريدة نشرها أمس الجمعة على حسابه في "إكس".

ماذا لدى هذا العالم؟

لا يوجد حتى الآن وفق العلماء والخبراء أي طريقة للتنبّؤ بوقوع الزلازل، لا من خلال حركة الكواكب ولا غيرها، محذّرين من أشخاص ينتحلون صفة خبراء يبثّون الذعر والقلق بين الناس بهدف الشهرة أو جمع التفاعلات على مواقع التواصل. فالعلماء والخبراء والجيولوجيين يدحضون ما يزعُم به "فرانك" من نظريات تربط بين التنبُّوء والزلازل.

وكان راصد الزلازل قد نبه في أحدث تحذيراته، بتغريدة نشرها أمس على حسابه في "إكس"، من هندسة جديدة وتحركات في الكواكب قد تؤدي إلى نشاط زلزالي خلال اليومين المقبلين في تايوان ومحيطها.

كما أردف أن تلك الدلائل تعني أن هناك احتمالًا بحدوث هزة قوية في 27/28 أبريل.

وعلق العالم على الصورة في صفحته على منصة "إكس" قائلا: "حدث تجمع واضح للهزات القوية (M ≥ 5.6) مع هندسة الكواكب (القمم الأرجوانية / الحمراء) في فترة التنبؤ".

مضيفا: "الذروة القمرية العالية أمس يمكن أن تؤدي إلى هزة قوية في 27/28 أبريل بتايوان. سيتم نشر فيديو جديد في وقت لاحق".

لا صحَّة لنظرية تربط بين الزلازل وعلم التنبُّؤ

برغم ما توافقه الظواهر من توقعات العالم الهولندي، فإنَّ كافة العلماء يعتبرون نظرياته المثيرة للجدل غير علمية ولا يرون أي علاقة بين حركة الكواكب ونشاط الزلازل على الأرض. 

العلماء يشيرُون إلى أن العلم الحديث نجح في توقّع الأحوال الجويّة والظواهر الفلكيّة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن طريقة للتنبّؤ بوقوع الزلازل. عليهم أن يحذروا من الأشخاص الذين ينتحلون صفة الخبراء لنشر الذعر والقلق بهدف الشهرة أو التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.

هكذا رد العالم الهولندي 

يقول العالم الهولندي إنَّ ما ينشرهكان مبنيًا على زلازل تاريخية في هذه المنطقة، مشيرًا نحو أنَّه كانت هناك زلازل تحدث بالقرب من المنطقة المتوقعة، ما يعَّ بالنسبة إليّ مؤشرًا جعلني أصدر هذا تحذيرًا عامًا.

وعلى ماذا اعتمد على هذه التنبؤات، وبخاصة زلزالي تركيا وسوريا المدمِّرين،  أكَّد  أنَّ اعتماده على الزلازل التاريخية، مصدرًا لهذه التنبُّؤات، ففي عام 526  قبل الميلاد، كان هناك زلزالا ضخمًا، وتوفي به نحو 200 شخص في المنطقة، ولهذا في مطلع فبراير 2023، رغب في إصدار تحذير من وقوع زلزال بنفس الضخامة في وقت قريب.

وحول الهزَّات الارتدادية وتوقيت الاستمرار وعودة الاستقرار للمناطق المذكورة، أجاب، عبر حوار له بفضائية الغد،  أنَّه بالنظر بالتحديد في موقع أواتجاه القمر نعرف أنَّه الرابع للسادس من فبراير  -حينها - نعرف أنه يكون هناك وضع خطير، فتمت معرفة وجود هزَّا ارتدادية، وهذا ما يصبح مؤشرًا لحدوث الزلازل ومقياسًا لشدَّتها.

علم غير مفضَّل 

وبحسب الحوار الذي أجراه المحاور تليفزيونيا عبر تقنية البث المباشر، قال أن مصدر معلوماته، فضّليأتي من خلال معلومة أنَّ الضغط في المنطقة تغير كثيرا بحدوث الزلزال الضخم، وهناك إمكانية كبيرة وأكثر احتمالًا من وقوع زلزال في مناطق مجاورة مثل لبنان ومصر، نافيًا كون ذلك صدفة، أمَّا العلماء تجاهلوا تأثير القمر والكواكب، وهذا مالم يُثبت في البحوث، ولكن من خلال بحوث موسَّعة قد تم مناقشة تأثير الكواكب علىى ظواهر كهذه، لكن المشكلة هنا تظل منحصرة في التوافق بين العلماء، وهذا يرجع لاختلاف المناهج الناظرة لمواقع الكواكب والقمر، ولهذا يمكن تسمية ذلك بعلم غير مفضَّل، حسب تصريحه.
 

جدير بالذكر أنَّ آخر توقعات العالم الهولندي كانت في نوفمبر 2023، تعليقًا وتحذيرًا من احتمالية حدوث زلزال كبير بالمنطقة بسبب كم المتفجرات التي قصفتها إسرائيل على غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.


ونشر العالم الهولندي المثير للجدل على حسابه في منصة “X”: "على العالم أن يجبر إسرائيل على وقف هذا الجنون. وبصرف النظر عن الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، فإن هذا القصف سيكون له في نهاية المطاف تأثير زلزالي كبير على المنطقة، وسيؤدي إلى تسريع حدوث زلزال كبير على طولا  البحر الميت".

ولكن نظرة أخيرة للموقف كاملًا، يقول العلم الحديث، بأنَّ شرط النظرية قبول التعميم، وأن تندرج في مصاف أعلى درجات الإدراك العلمي للظاهرة، فتقدم الشروحات والتفسيرات حولها، كما يجب أن يكون لديها قابلية للتطبيق على نطاق واسع يخدم التعميم المذكور، دون أي حالات خاصة أو استثناءات. إلَّا أنَّ أسئلة تنطرح بدورها: 

الأول: لماذا لا يمكن اعتبار ما يقدِّمُه الباحث الهولندي طفرة علمية جديدة يمكن البحث حولها أو أن يلتقيه المتخصصون والمراكز البحثية لعرفة جذور حقيقة نظريته العلمية؟

الثاني: لماذا دومًا أغلب تصريحاته تقتصر عبر تغريدات مواقع التواصل الاجتماعي؟

الثالث: ماذا لو بقيت التوقعات وبقي الجدل العلمي دون نقطة التقاء؟