بعد حادثة صغير شبرا الخيمة.. ماذا تعرف عن الدارك ويب؟

تقارير وحوارات

طفل شبرا الخيمة
طفل شبرا الخيمة

كشفت النيابة العامة غموض حادثة العثور على جثة طفل في منطقة شبرا الخيمة، حيث كان الطفل أحمد.س، البالغ من العمر 15 عامًا والمقيم في محافظة القليوبية، ضحية لعصابة تعمل في تجارة الأعضاء، وأكدت النيابة أن هذه العصابة استخدمت خدمة "فيديو كول" للتواصل والتفاوض بين أفرادها، وقد قاموا ببيع فيديو الجريمة بمبالغ ضخمة عبر مواقع الإنترنت غير المشروعة المعروفة بـ "الدارك ويب".

تفاصيل الجريمة وعلاقتها بـ "الدارك ويب"

وبحسب التحقيقات، تبين أن المتهم الذي يقيم في مصر كان يتواصل مع شخص آخر في الكويت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد طلب منه إحضار طفل وقتله لاستخدام أعضائه في عمليات سرقة الأعضاء، تم تسجيل عملية القتل وبيع الفيديو الخاص بها بمبالغ ضخمة عبر المواقع غير المشروعة في "الدارك ويب".

و أعلنت النيابة العامة نتائج التحقيقات الأولية في القضية رقم 1820 لسنة 2024، التي تتعلق بالعثور على جثة الطفل في أحد الشقق المستأجرة في شبرا الخيمة، استمرت التحقيقات والتحريات لمدة تقارب الأسبوع، وأظهرت أن الجريمة تمت بدافع وهمي وهو تجارة الأعضاء.

تم تعيين مراهق لم يبلغ من العمر 17 عامًا لتنفيذ المخطط الشيطاني، ولكن الدافع الحقيقي له كان تصوير مقطع فيديو لجريمة سرقة الأعضاء لكسب ثروة سريعة دون بذل أي مجهود، وذلك بواسطة شخص آخر يتحكم فيه ويغريه بمبالغ مالية كبيرة.

وتم القبض على المتهم واستجوابه، واعترف بارتكاب الجريمة بناءً على طلب من مصري يقيم في الكويت والذي تعرف عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المخصصة لتجارة الأعضاء البشرية.

أقر المتهم بأن المحرض طلب منه اختيار طفل لسرقة أعضائه مقابل مبلغ مالي قدره 5 ملايين جنيه، وعرض الطفل عليه عبر تقنية “فيديو كول”، طلب منه المحرض أيضًا أن يقتل الطفل.

الدارك ويب

"الدارك ويب" هو مصطلح يشير إلى جزء مظلم من الإنترنت، حيث يتم تبادل المعلومات والبيانات بشكل غير قانوني وغير مراقب، يتميز الدارك ويب بالمواقع والمنتديات التي لا تظهر في محركات البحث العادية وتحتاج إلى برامج خاصة للوصول إليها.

تتضمن هذه المواقع بيع وشراء المخدرات، والأسلحة، والمعلومات السرية، بالإضافة إلى خدمات غير قانونية مثل تأجير قراصنة الكمبيوتر والاحتيال ببطاقات الائتمان.

يعود أصل الدارك ويب إلى تطور الإنترنت نفسه، حيث بدأ الأمر بالمنتديات والمجتمعات السرية التي تعمل على تبادل المعلومات والمحتوى غير المشروع، تطورت هذه المنصات مع مرور الوقت لتشمل مواقع البيع والشراء السوداء والتي تعمل بتقنيات التشفير لإخفاء هويات المشترين والبائعين.

الدارك ويب (Dark Web) غير مرئي لمحركات البحث التقليدية والتي لا يمكن الوصول إليها باستخدام المتصفحات الشائعة مثل جوجل كروم أو فايرفوكس. تشكل الدارك ويب جزءًا من الإنترنت العميق (Deep Web)، والذي يشمل الصفحات التي لا تظهر في نتائج البحث العادية.

يعتبر الدارك ويب بيئة معقدة ومتنوعة تحتضن أنشطة مختلفة، تشمل الأنشطة القانونية والغير قانونية. يتم الوصول إلى الدارك ويب عبر شبكة مخفية تسمى "تور" (Tor) والتي تقدم التشفير والطرق المتقدمة لحماية هوية المستخدمين.

ومن المهم ملاحظة أن استخدام الدارك ويب قد يكون غير قانوني في بعض البلدان، لذا يجب مراعاة القوانين المحلية قبل التعامل معها.


قصة Silk Road والدارك ويب

ربما تكون أبرز قصة مرتبطة بالدارك ويب هي قصة "Silk Road"، وهي سوق غير قانونية تعمل على الدارك ويب. تأسست Silk Road في عام 2011 بواسطة روس أولبريخت، وكانت تعتبر أحد أكبر أسواق المخدرات على الإنترنت. كانت المعاملات تتم باستخدام البيتكوين، وكانت المنتجات تشمل المخدرات والأسلحة والمعلومات السرية. قُبض على مؤسس Silk Road في عام 2013 وتم إغلاق السوق.


قصة القراصنة الإلكترونيين

يعتبر الدارك ويب موطنًا للعديد من القراصنة الإلكترونيين والمجرمين السيبرانيين. واحدة من القصص البارزة هي قصة "AlphaBay"، وهي سوق أخرى للمخدرات والسلع غير القانونية. تم اعتقال مؤسس AlphaBay في عام 2017، وتم إغلاق السوق تحت تدخل من السلطات الأمريكية والقوات الشرطة الدولية.

قصة التسريبات والمعلومات السرية

يستخدم الدارك ويب أيضًا كوسيلة لتسريب المعلومات السرية والحساسة. قد تتذكر قصة "ويكيليكس" (WikiLeaks)، وهي منظمة تسرب المعلومات التي نشرت العديد من الوثائق السرية والمستندات الحكومية على الإنترنت، بما في ذلك تسريبات حول الأمن القومي والجيوسياسة. على الرغم من أن ويكيليكس ليست مقتصرة على الدارك ويب، إلا أنها استخدمت هذا الجزء المظلم من الإنترنت كوسيلة للتواصل والحفاظ على سرية المصادر.

قصة القرصنة المالية

يستغل بعض القراصنة الإلكترونيين الدارك ويب لتنفيذ عمليات احتيال مالي وسرقة المعلومات المالية. يقومون بتطوير برامج خبيثة والتلاعب في البيانات المالية والتجارية للاستفادة المالية الغير قانونية. هذه القصص غالبًا ما تكون متعلقة بالاختراقات المصرفية وسرقة بطاقات الائتمان.