الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس جاورجيوس الشهيد
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس جاورجيوس، الشهيد، وولد جرجس في مدينة اللدّ في فلسطين سنة 280. مات والدُه شهيدَ إيمانه فربّته أمّه تربيةً مسيحيّةً صحيحة. دخل إلى الجنديّة والتحق بجيش الإمبراطور وترقّى إلى رتبة قائد ألف وأمسى مقرّبًا من الملك.
وأصدر الملك ديوكليسيانس أمرًا يطلب فيه من رعاياه جميعًا تقديم البخور للآلهة، فارضًا على المسيحيّين الخضوع لأوامره. فتقدّم جرجس ومزّق الأمر المعلّق في ساحة المدينة. فأمسكه الجنود وقادوه إلى البلاط الملكيّ. حاول الإمبراطور استمالة جرجس فلم يستطع. حينئذٍ أمر بتعذيبه.
فلاقى جرجس أمرّ العذاب، إذ طُرح في أتّونٍ مضطرمٍ فلم تؤذه المياه المغلية. جرّته خيول جامحة في وسط المدينة حتّى تفجّرت الدماء من جسده الغضّ. حاول الملك مرّةً ثانيةً ملاطفته علّه يعود عن إيمانه. وإذ وجد فيه بعض الموافقة قاده إلى معبد الإله أبلّون. ولمّا دخلوا إلى المعبد، طلب جرجس من التماثيل أن تتحطّم أمامه إذا لم تكن سوى أصنام من حجر. فانهارت التماثيل الضخمة أمامه. عندئذٍ غضب القيصر وأمر بقطع رأس جرجس، وتمّ ذلك سنة 303م.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الآب هو هو، وعلينا أن نؤمن بذلك. أمّا الابن، فيعجز عقلنا عن إدراكه ويتلعثم كلّ حديث يودّ أن يتناوله... فهو في الواقع، المولود من غير المولود، الوحيد المولود من الأوحد، الحقّ المنبثق من الحقّ، الحيّ المولود من الحيّ، الكامل الآتي من الكامل، القدرة من القدرة، الحكمة من الحكمة، المجد من المجد، "هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى وبِكْرُ كُلِّ خَليقَة".
من أين لنا أن نفهم ولادة الابن الوحيد من غير المولود؟ هذه الولادة ليست انشقاقًا أو انقسامًا...: "فَتعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب" فهذا ليس تبنيًّا، لأنّ الابن هو ابن الله الحقيقيّ، وهو القائل "مَن رآني رأَى الآب.". لم يأتِ إلى الوجود كسائر الكائنات، لِيُطيعَ أمرًا، لأنّ... له الحياة في ذاته، كما أنّ الذي ولده هوله الحياة في ذاته هو كامل، ذاك الآتي من الكامل، لأنّ الذي يملك كلّ شيء قد أعطاه كلّ شيء. الآب والابن يملك كلّ منهما سرّ هذه الولادة.