فيتنام تحتفل بذكرى نصرها المجيد واستعادتها للسلام فى الهند الصينية

عربي ودولي

بوابة الفجر

تحتفل فيتنام كل عام بذكري انتصار “ديان بيان فو” التاريخى، الذي حققه الجيش والشعب، فى 7 مايو 1954، الذى أدى إلى توقيع اتفاقية جنيف التى أنهت الحرب واستعادة السلام فى الهند الصينية، مما مهد الطريق لإعادة توحيد فيتنام عام 1975.

فبعد 56 يومًا وليلة من القتال العنيف، دمر الجيش الفيتنامى معقل ديان بيان فو، قتل وأسر 16200 من قوات العدو، وأسقط 62 طائرة، واستولى على جميع الإمدادات العسكرية للقوات الاستعمارية الفرنسية.

يتردد صدى هذا النصر التاريخى بشكل واضح هذه الأيام، حيث تحتفل الأمة بمرور 70 عامًا على القتال البطولى الذى ساهمت فيه الوطنية والتعطش للاستقلال والقيادة العظيمة للرئيس هو تشى مينه والجنرال فو نجوين جياب، إلى جانب الدعم الدولى الكبير.

لم يؤثر انتصار ديان بيان فو على تاريخ فيتنام فحسب، بل غيّر الوضع العالمى، مما مهد الطريق لحركات الاستقلال الوطنى فى البلدان المستعمرة والتابعة.

وبعد 9 سنوات من المقاومة الشاقة، حقق الشعب الفيتنامى عام 1954 انتصار ديان بيان فو، منهيًا، بذلك المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين.

وكانت هذه هى المرة الأولى فى تاريخ العالم التى يهزم فيها جيش "استعمارى" جيشا أوروبيا محترفا.

إن هذا النصر ليس ذا أهمية كبيرة للشعب الفيتنامى فحسب، بل يمثل أيضًا تشجيعًا قويًا لشعوب البلدان المستعمرة الأخرى فى العالم فى رحلتها ضد الحرب العدوانية، سعيًا إلى الاستقلال.

ومع "الإلهام" المسمى فيتنام، وقفت الشعوب المستعمرة فى العديد من الأماكن للإطاحة بالاستعمار واستعادة السيطرة على البلاد، خاصة فى البلدان التى استعمرها الفرنسيين.

بعد معركة ديان بيان فو، عاد الجنود الأفارقة إلى ديارهم حاملين دروسًا من حرب فيتنام وأصبح الكثير منهم جنودًا قادوا حركات التحرر الوطنى فى أوطانهم.

فى عام 1960 وحده، نالت 17 دولة استقلالها، ومن هنا جاء "عام إفريقيا".

كما أن لانتصار ديان بيان فو أهمية تاريخية دولية وفتح حقبة جديدة ومرحلة جديدة فى النضال البطولى للشعوب المستعمرة لتحرير نفسها من نير الإمبريالية البريطانية والفرنسية والبلجيكية والأمريكية.

إن روح ديان بيان فو اليوم هى بمثابة تسليط الضوء على ملايين الأشخاص المضطهدين فى جميع أنحاء العالم، والولاء لتلك الروح المجيدة هو الضمان الوحيد للنصر فى العمل الثورى ضد هيمنة القومية فى آسيا وإفريقيا والأمريكتين.

سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ساهم النصر التاريخى والطريق إلى الاستقلال والحرية للشعب الفيتنامى فى فتح مستقبل مشرق لحركة التحرير لجميع الشعوب فى جميع أنحاء العالم.

سجل هذا النصر فى تاريخ العالم إنجازا بارزا حطم معقل النظام الاستعمارى وشجع النضال من أجل استقلال وحرية الدول المستعمرة فى العالم.

أصبح النصر رمزا للبطولة الثورية وحكمة البلاد وهمتها وإرادتها التى لا تقهر من أجل الاستقلال الوطنى والحرية.

أدى هذا النصر مباشرة إلى التوقيع على اتفاقية جنيف بشأن إنهاء الحرب واستعادة السلام فى الهند الصينية، وخلق الأساس والظروف للشعب الفيتنامى للتقدم نحو النصر فى المقاومة.

الحرب ضد الولايات المتحدة لإنقاذ البلاد وتحرير الجنوب وتوحيد البلاد عام 1975.

شجع الانتصار الكبير على القوة الاستعمارية العملاقة، الشعب الفيتنامى على المضى قدمًا وكسب المقاومة التالية ضد الإمبرياليين الأمريكيين ونظامهم العميل فى جنوب فيتنام لإعادة توحيد الأمة عام 1975، فضلًا عن حربى الحدود مع جيرانها خلال عام 1979-1982.

واليوم، تسعى البلاد وشعبها إلى السير على طريق الازدهار، حيث حققت عملية الإصلاح فى فيتنام على مدى السنوات الأربعين الماضية إنجازات عظيمة ذات أهمية تاريخية.

من بلد فقير ومتخلف، يتوسع حجم اقتصاد فيتنام اليوم باستمرار، حيث بلغ الناتج المحلى الإجمالي العام الماضى 430 مليار دولار أمريكى.

من حيث الحجم، يحتل اقتصاد فيتنام المرتبة الخامسة فى رابطة أمم جنوب شرق آسيا والمرتبة 35 بين أكبر 40 اقتصادًا فى العالم.

أصبحت فيتنام الشريك التجارى رقم 22 على مستوى العالم، حيث تركت فيتنام مجموعة البلدان منخفضة الدخل منذ عام 2008 وستصبح دولة ذات دخل متوسط مرتفع بحلول عام 2030 (حوالى 7500 دولار أمريكى).

تعتبر فيتنام إحدى الدول الرائدة فى تحقيق أهداف الألفية للأمم المتحدة، وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، قامت فيتنام من دولة تحت الحصار والحظر، بتوسيع وتعميق علاقاتها الدبلوماسية مع 193 دولة.

وأنشأت الآن شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع جميع الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ووسعت العلاقات الاقتصادية والتجارية مع 230 دولة وإقليما.

وهذا يدل على أن مكانة فيتنام وسمعتها على الساحة الدولية عالية للغاية، ويبين أيضًا أن "فيتنام صديق وشريك  يعتمد عليه وعضوا نشطا ومسؤولا فى المجتمع الدولى".