الفائزون بجائزة الملك فيصل 2024.. جهود فكرية وعلمية لخدمة الإنسانية
أثبتت جائزة الملك فيصل أهميتها كمنصة تحتفي بالعلماء وجهودهم، فمنذ أن مُنحت لأول مرة عام 1979، فاز بها أكثر من 295 عالمًا ينتمون إلى 45 دولة، حيث تواصل اليوم تتويج المتميزين والفائزين بها على جوائز عالمية رفيعة تقديرًا لجهودهم.
وكشفت أمانة الجائزة عن أسماء الفائزين بالدورة السادسة والأربعين 2024، حيث مُنحت جائزة خدمة الإسلام، بالاشتراك: لجمعية مسلمي اليابان، وللأستاذ محمد السماك ـ لبناني الجنسية، ومُنحت جائزة الدراسات الإسلامية للدكتور وائل حلاق ـ أمريكي الجنسية، فيما حجبت جائزة اللغة العربية والآدب؛ أما جائزة الطب فقد تم منحها للدكتور جيري روي ميندل ـ أمريكي الجنسية، فيما فاز بجائزة العلوم الدكتور هاورد يوان-هاو تشانغ ـ أمريكي الجنسية.
وتستعرض وكالة الأنباء السعودية " واس " بهذا التقرير مسيرة الفائزين بالجائزة لهذا العام، حيث كان للفائز بجائزة العلوم، الدكتور هاورد يوان-هاو تشانغ، مسيرة زاخرة بالإنجازات، حيث ولد في تايبيه، تايوان عام 1972، ودرس البكالوريوس من كلية هارفارد عام 1994، ومن ثم الدكتوراة في علم الأحياء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1998، والدكتوراة في الطب من كلية الطب بجامعة هارفارد عام 2000، ثم أصبح مدير مركز الأنظمة الديناميكية الشخصية بجامعة ستانفورد، كما حصل على جائزة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم في مجال البيولوجيا الجزيئية، وجائزة الباحث المتميز من المعهد الوطني للسرطان.
وقد حصل الدكتور تشانغ على الجائزة نظير إسهاماته الرائدة في تفسير الدور الذي يلعبه الحمض النووي الريبوزي غير المشفر (RNAs) في تنظيم وعمل الجينات. تطويره لوسائل مبتكرة للتعريف بالمواقع المنظمة داخل الحمض النووي الديوكسي (DNA). وكان لهذه الاكتشافات تأثير بالغ الأهمية في تخصص الأحياء الجزيئية وعلم الوراثة، ولها دور مهم في فهم الأمراض البشرية المعقدة.
وفي جائزة الطب، نستقرئ جزءًا من مسيرة الفائز بها لهذا العام الدكتور جيري روي ميندل، حيث ولد في مدينة كوربوس كريستي، تكساس، الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942، وحصل على بكالوريوس العلوم من جامعة تكساس الجنوب غربية عام 1962، ومن ثم حصل على الدكتوراة في الطب عام 1966، ثم أصبح رئيسًا لقسم طب الأعصاب عام 1992، ومديرًا لمركز العلاج الجيني في مستشفى نايشن وايد للأطفال عام 2004، حتى سجلت الجمعية الأمريكية للعلاج الجيني والخلايا جائزة العلوم التحويلية باسمه، وحصل على جائزة الإنجاز الفريد في العلاج الجيني للضمور العضلي الشوكي عام 2017.
وكان الدكتور ميندل قد حصل على الجائزة نظير عمله الرائد في الفحص والتشخيص المبكر، وعلاج المرضى الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي (SMA) والحثل العضلي من نمط دوشين، والضمور العضلي لحزام الأطراف. كونه أول باحث يوضح سلامة وفعالية الجرعات العالية من علاج نقل الجينات بوساطة الارتباط بالفيروس الغدي (AAV) لمرضى ضمور العضلات الشوكي من النوع الأول. وهو علاج تمت الموافقة عليه عالميًا. وقد أظهر البروفيسور ميندل أن تحويل التطورات البحثية ما قبل السريرية لصالح المرضى، يتطلب الشجاعة والالتزام والتصميم.
وحلق بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال الدراسات الإسلامية الدكتور وائل حلاق، والذي ولد في الناصرة، بفلسطين عام 1955، وحصل على البكالوريوس من جامعة حيفا عام 1978، وحصل على الماجستير من جامعة واشنطن عام 1979، ومن ثم حصل على الدكتوراة من جامعة واشنطن عام 1983، وأصبح أستاذًا متفرغًا بجامعة جيمس ميجيل عام 1994، ثم أصبح أستاذًا في مؤسسة أفالون للعلوم الإنسانية بجامعة كولومبيا، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية عام 2009، وحصل على جائزة توبا TOBA في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية عام 2021.
وكان الدكتور حلاق قد حصل على الجائزة بعد تقديمه مرجعية علمية موازية للكتابات الاستشراقية التقليدية المؤثرة في الجامعات العالمية؛ وقد تجلى ذلك في أعماله الكثيرة التي ترجمت إلى العديد من اللغات؛ فضلًا عن نجاحه في بناء دليل لتطور التشريع الإسلامي عبر التاريخ.
وفي جائزة خدمة الإسلام، نشهد هذا العام انقسام الجائزة نحو شخصية اعتبارية في خدمة الإسلام، وجهة إسلامية ناشطة بدولة آسيوية متقدمة، ومن هنا نقدم الشخصية الفائزة بالجائزة الدكتور محمد السماك والذي ولد في بيروت، لبنان عام 1936، ودرس علوم السياسة، الإعلام، والفكر الإسلامي، وحصل على الدكتوراة الفخرية في الإنسانيات من الجامعة اللبنانية الأمريكية، وكان مستشارًا سابقًا للرئيس رفيق الحريري، كما عمل كأمين عام لللجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار في لبنان، وحصل على جائزة مؤسسة "The Fondazione Ducci" للسلام في إيطاليا.
وكان الدكتور السماك قد حصل على الجائزة لمبررات عديدة منها: إسهاماته المبكرة والمتواصلة في تعزيز الحوار الإسلامي – المسيحي، وعمله الدؤوب في تعزيز علاقات الحوار والتواصل مع الآخر، ومشاركاته الفاعلة في المؤتمرات الحوارية بشأن العلاقة بين الإسلام والمعتقدات الأخرى، إضافةً إلى رئاسته وعضويته الفاعلة في العديد من المؤسسات والهيئات والجمعيات التي تعنى بالتسامح والسلام، وكذلك عمق كتبه وأبحاثه، وارتكازها على المنهجية الموضوعية، والرصانة العلمية.
فيما حصلت جمعية مسلمي اليابان على الشق الآخر من جائزة خدمة الإسلام، نظير مسيرتها المتميزة منذ أن تأسست عام 1952م، كأول منظمة إسلامية للمسلمين في اليابان تحت اسم "مجتمع الأصدقاء اليابانيين"، وكان قد أطلق عليها اسم "جمعية مسلمي اليابان" بعد عام من تأسيسها، ومن أبرز أعمالها: إطلاقا برنامج ابتعاث الطلاب للبلدان الإسلامية عام 1957، وإصدار نشرة "صوت الإسلام" عام 1959، كما أنشئت في عام 1961 "جمعية الطلاب المسلمين في اليابان"، واستحدث في عام 1963 الجمعية "جمعية