الدماء فوق أسطح المنازل... دمار في قرية المغير الفلسطينية بعد غارة المستوطنين الإسرائيليين
شهدت قرية المغير بالضفة الغربية حالة من الدمار بعد غارة شنها المستوطنون الإسرائيليون في 12 أبريل، والتي استمرت لعدة ساعات، فيما لم يتدخل جنود جيش الاحتلال لوقف الهجوم، وسط مخاوف أهل القرية من تنفيذ المزيد من الغارات في ظل قلة وسائل الدفاع عن النفس.
وقرية المغير هي واحدة من عدة قرى فلسطينية داهمها المستوطنون على مدى عدة أيام ابتداء من 12 أبريل، وهو التصعيد الذي بدأ بعد اختفاء فتى إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عامًا، وتم اكتشاف جثته في مكان ليس ببعيد عن المغير في اليوم التالي، وقالت إسرائيل إنه قُتل في هجوم إرهابي.
ووفقًا لوكالة رويترز، قال عبداللطيف أبوعليا، الذي تعرض منزله للهجوم، وقُتل أحد أقاربه، وكان يدعى جهاد أبوعليا برصاص الإسرائليين: “لدينا حجارة وهم لديهم أسلحة ”، والجيش يدعم المستوطنين، لافتًا إلى أن دماء الفلسطينيين تناثرت فوق سطح منزله أثناء محاولاتهم صد المهاجمين باستخدام الحجارة، مؤكدًا أن الهدف بالطبع هو التهجير القسري.
وقال أمين أبوعليا، رئيس المجلس البلدي لقرية المغير، إن 45 فلسطينيًا أصيبوا بأعيرة نارية في الهجوم الذي بدأ بعد تجمع مئات المستوطنين على طريق بالقرب من القرية.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية وصلت قبل وقت قصير من بدء الهجوم وأقامت حواجز على الطرق وطوقتها مما أدى إلى عزل المنازل على مشارف القرية عن وسطها مما يعني عدم تمكن القرويين من الذهاب لمساعدة من يتعرضون للهجوم، مشيرًا إلى أن الجنود منعوا أيضًا سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لعلاج الجرحى.
واتهم “أبوعليا” الجيش الإسرائيلي بتوفير الأمن لغارة المستوطنين، التي قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إنها كانت "بمرافقة قوات إسرائيلية".
وقال الجيش الإسرائيلي إن سيارات الإسعاف “تأخرت لإجراء فحص أمني ثم تم منحها الإذن بالمواصلة”، مضيفًا أنه سيتم فحص الشكاوى المتعلقة بسلوك الجنود الذي لا يتوافق مع الأوامر.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن المستوطنين أحرقوا أيضًا سيارة إطفاء أرسلها الدفاع المدني الفلسطيني إلى المغير خلال الهجوم، وكان يتم تحميل بقاياها المتفحمة على شاحنة عندما زارها صحفيون من “رويترز” يوم الأربعاء.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن المستوطنين أحرقوا 21 منزلا في قرية المغير بشكل كامل، مما أدى إلى تهجير 86 فلسطينيا، وتضرر 32 مركبة، ونفوق أو سرقة نحو 220 رأسا من الأغنام.
وأضافت أنه من غير المؤكد ما إذا كان الرجل الفلسطيني الذي توفي خلال الغارة قد قُتل على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين.
وكان العنف في الضفة الغربية، التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، يتصاعد بالفعل قبل بدء حرب غزة في أكتوبر، مما أدى إلى مزيد من إراقة الدماء في المنطقة.
ويشكل عنف المستوطنين مصدر قلق متزايد بين حلفاء إسرائيل الغربيين، وفرض عدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، عقوبات على المستوطنين الذين يمارسون العنف، وحثت إسرائيل على بذل المزيد من الجهود لوقف العنف.
وفرضت واشنطن عقوبات يوم الجمعة على حليف لوزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف وكيانين يجمعان الأموال لرجال إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف للمستوطنين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المواجهات انتشرت في المنطقة نتيجة مقتل المراهق، وشملت «تبادل إطلاق النار وإلقاء الحجارة المتبادل وإحراق الممتلكات مما أدى إلى إصابة مدنيين إسرائيليين وفلسطينيين».
وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات على المستوطنين العنيفين في الأشهر الأخيرة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي بتاريخ 15 أبريل، إن واشنطن تدين أعمال العنف التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي ضد الفلسطينيين بنفس القوة التي أدانت بها مقتل الشاب الإسرائيلي البالغ من العمر 14 عاما.
وأضاف أن الولايات المتحدة قالت إنها "تشعر بقلق بالغ"، من أن قوات الأمن الإسرائيلية لا تفعل ما يكفي لوقف عنف المستوطنين.
يذكر أن قرية المغير تقع في جزء من الضفة الغربية حيث تتمتع إسرائيل بسيطرة أمنية كاملة بموجب اتفاقيات السلام المؤقتة التي تم توقيعها وقتذاك.