الفجر تنفرد بصور حصرية.. نكشف سر اختفاء السرير الفضي لقصر الأمير محمد علي
انتشرت عبر صفحات التواصل الاجتماعي عدد من الصور لسيدة مع القاعة العلوية لسراي العرش في قصر الأمير محمد علي توفيق في منطقة المنيل، وهي خالية من السرير الفضي الشهير والخاص بأمينة هانم إلهامي والذي كان معروضًا في تلك القاعة منذ عام مضى.
وتواصلت بوابة الفجر الإلكترونية مع مسؤولي قصر المنيل والذين أعلنوا أن السرير موجود ولم يتم سرقته أو اختفاؤه كما يدعي البعض وأن السرير تم نقله من مكانه الذي كان معروضًا به حتى نهاية عام 2022 إلى معامل الترميم لكي يتم صيانته تمهيدًا لعرضه في المتحف الخاص بالقصر والذي سيضم كل مقتنيات الأمير محمد علي توفيق.
الفجر تنفرد بصور حصرية… نكشف سر اختفاء السريرالفضي لقصر الأمير محمد علي
ومن ناحيته أكدت آمال صديق مدير عام متحف قصر المنيل في تصريحات خاصة لـ الفجر، أن مقتنيات المتحف يتم صيانتها بشكل دوري ومستمر، وهناك العديد من القطع التي يتم عرضها في يمعارض خاص داخل القصر في قاعة العرض المؤقت بسراي الإقامة، وأن القطع بكاملها سيتم عرضها في المتحف الخاص والذي سيتم افتتاحه قريبًا.
فيما أوضح محمد البرديني مدير في متحف قصر المنيل في تصريحات إلى الفجر، أن المرممين في متحف قصر المنيل قد انتهوا من ترميم السرير وتم تغليفه ووضعه في القاعة المخصصة لعرضه في المتحف الخاص بشكل مؤقت حتى يتم وضع سيناريو العرض للمتحف ككل وذلك في وقت قادم قريب ثم افتتاحه للزيارة.
وأعلن متحف قصر المنيل أنه لا يوجد ما يخفى على أحد وأن السرير تم إعلان نقله منذ عام كامل، وقد سمح المتحف بالتقاط الصور للسرير في مقره الجديد إمعانًا في المصداقية الكاملة مع جمهوره من محبي التراث والثقافة.
نبذة عن السرير
والسرير كان يوجد بالطابق الثاني بالقاعة الشتويه لسراي العرش في قصر الأمير محمد علي بالمنيل، وهو يخص أمينة هانم إلهامي وهي الزوجة الوحيدة للخديو محمد توفيق والذي تولى حكم مصر في أواخر شهر يونيو عام 1879 بعد خلع أبيه الخديوي إسماعيل.
أنجبت أمينه هانم إلهامي من الخديو توفيق الأمير عباس حلمي الثاني، والأمير محمد علي توفيق، والأميرات نازلي ونعمة وخديجة، وأوقفت أمينه هانم حياتها واهتمامها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية ولذلك لقبت بأم المحسنين.
والسرير مصنوع من الفضة الخالصة، وهو أحد 4 أسرة أهداها الخديو إسماعيل لأبنائه الأربعة، وكانت أفراح أبناء الخديوي إسماعيل عام 1873 أسطورية بما يكفي لذكرها في التاريخ تحت اسم «أفراح الأنجال» حيث استمرت 40 يوم متتالية بمعدل 10 أيام لكل أمير وأميرة، وأهدى الخديو لكل إبن من أبنائه «توفيق وحسين كامل وحسن وفاطمة» سريرًا من الفضة الخالصة وزنه أكثر من نص طن واعتبر كل واحد منها تحفة فنية لا تقدر بثمن.
من بين الأسرة الأربعة لا يزال سريرًا واحدًا موجودًا،، وهو الخاص بالخديوي توفيق، وكان معروضًا في متحف المنيل بجناح الوالدة باشا في القاعة الشتوية، ثم تم نقله إلى المتحف الخاص.
السرير وزنه نحو 850 كيلو من الفضة ويتميز بالجمال والروعة في النقوش والزخارف، وربما السبب أنه الوحيد الباقي أن الأمير محمد علي توفيق أوصى بقصره وما يحويه من كنوز أن يتم تحويله لمتحف بعد وفاته حتى من قبل 1952.
الثلاثة أسرة الباقية لا نعرف مصيرها من بعد عام 1952 لكن منهم سرير تم بيعه روبابكيا على الرصيف في الخمسينات «نسخة السلطان حسين كامل» تحت اسم ورثة زوجته السلطانة ملك.
والمفاجأة الأغرب أن هناك نسخة طبق الأصل ظهرت في ديكور فيلم «الناس اللي تحت» تحديدًا في غرفة نوم ماري منيب في الفيلم، والسؤال هنا هل اشتراها الاستديو كروبابيكيا دون معرفة قيمته التاريخية؟! غير معروف السبب ولا مصير السرير الأثري بعد ذلك.لكن يبقى مؤكدًا أنه من نماذج التحف الأثرية القليلة في العالم والباقية حتى الآن.