بعد وفاته.. مشوار حافل لـ "صلاح السعدني" مع الفن
توفي اليوم الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا، وذلك حسبما أعلن نقيب الفنانين المصريين، أشرف ذكي، عبر حسابه في موقع "انستجرام". ستُقام الجنازة في مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد في القاهرة، ومن المقرر أن تقام في وقت متأخر من عصر اليوم الجمعة.
حياة صلاح السعدني
صلاح السعدني، الممثل المصري الشهير، وُلد في 10 مايو 1943 في مدينة المنيا في مصر. بدأ حياته الفنية في مسرح جامعة القاهرة حيث كان يدرس في كلية الزراعة، وكانت بداية صعبة لكنه استطاع تحقيق النجاح والاعتراف بفضل موهبته الفنية الاستثنائية.
شارك في العديد من الأعمال الفنية على مدار مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، حيث قدم أدوارًا متنوعة تراوحت بين الكوميديا والدراما والأكشن. تألق السعدني في السينما والتلفزيون بأدواره المميزة التي تركت بصمة في قلوب الجمهور.
رغم تميزه في الفن، إلا أنه كان يفضل الابتعاد عن الأضواء والحفاظ على حياته الشخصية بعيدًا عن الضوضاء الإعلامية. استطاع أن يبقى وفيًا لمبادئه وقيمه الأخلاقية طوال مسيرته الفنية.
صلاح السعدني ومشوار التمثيل
بدأ السعدني مهنته التمثيلية في منتصف الستينيات، حيث قام بدور صغير في مسرحية "لوكاندة الفردوس" التي لعب بطولتها عبد المنعم مدبولي وأمين الهنيدي. حقق العديد من الأدوار في المسرح والسينما والتلفزيون، قبل أن يتاح له الفرصة لإثبات موهبته والظهور في أعمال أكبر خلال فترة السبعينيات.
خلال فترة السبعينيات من القرن العشرين، قدم الفنان صلاح السعدني مساهمات استثنائية في صناعة السينما المصرية، حيث أبدع في عدد من الأفلام البارزة التي تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الفن العربي. بين هذه الأعمال، نجد "الأرض"، "أغنية على الممر"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"، و"العمر لحظة"، إضافةً إلى دوره اللاحق في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرًا" بجانب الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، الذي ساهم في اكتشاف موهبته.
وصل السعدني إلى ذروة نجاحه بعد اعتذار الفنان سعيد صالح عن تجسيد شخصية "العمدة سليمان غانم" في مسلسل "ليالي الحلمية"، حيث تولى الدور بتميز واستطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا برفقة يحيى الفخراني، وبتعاونه مع المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، أصبح المسلسل واحدًا من أبرز الإنجازات في تاريخ الدراما العربية.
على الرغم من الشهرة والنجاح، اختار صلاح السعدني الابتعاد عن عالم التمثيل في صمت تام قبل عشر سنوات، وذلك تزامنًا مع احتفاله بعيد ميلاده السبعين. قراره هذا لم يكن مجرد إنهاء لمسيرة فنية، بل كان تعبيرًا عن احترامه لذاته وللفن الذي خدمه طوال حياته المهنية.
توفي السعدني في 19 أبريل 2024 عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركًا وراءه إرثا فنيًا لا يُنسى وذكريات جميلة في قلوب محبيه.