"منعه من أذية جاره فولع فيه بالبنزين".. أول لقاء مع أسرة السائق ضحية القتل على يد عاطل في كرداسة (فيديو وصور)
"ابعد عن وشي بدل ما أدلق البنزين عليك"، كانت كلمات التهديد من المتهم "عمرو علي عبد الرحيم" 47 عامًا (مسجل خطر)، للضحية "محمد مشرف" 54 عامًا، سائق ميكروباص، في محاولة منه لتهدئه المتهم بعدم مشاجرة جاره في آخر أيام شهر رمضان الكريم، والتي تحولت لواقع ومشهد مأساوي أمام أهالي مركز كرداسة شمال الجيزة، بعدما شاهدوا جارهم والنيران مشتعلة به.
"العيد تحول لمآتم"..داخل منزل الضحية، وكانت أسرته تنتظره على مائدة الإفطار، والفرح يغمرهم باستقبال عيد الفطر، لم يتوقعوا ستكون نهاية سندهم في الحياة بشكل مفزع، صوت صراخ يقترب لمنزلهم، "الحقوا الحقوا..عم محمد بيولع"، لتهرول الأسرة سريعًا، ليشاهدوا النار تحرق جسده بالكامل، بعدما سكب المتهم عليه البنزين مرتين وألقى بالولاعة عليه ليحترق، نتيجة تدخل الضحية لتهدئه المتهم بعدم مشاجرة أحد الجيران، قائلًا له،"صلي على النبي احنا في أيام عيد"، رفض المتهم كلامه، حتى يهدده أن يبعد عنه، بدلًا من أن يلقي عليه البنزين، استمر الضحية في كلامه له، حتى يعود عن فعلته، لم يتوقع أن يسكب المتهم عليه ويحرقه عقابًا له، وفر هاربًا، وفي غضون ساعة، ألقي القبض عليه ليعترف بجريمته بمحضر يحمل رقم 5871 لسنة 2024.
انتقلت محررة "الفجر" لمنزل السائق "محمد مشرف" ضحية القتل على يد عاطل حرقًا في كرداسة، لكشف كواليس الواقعة.
نجل ضحية الحرق في كرداسة: والدي صارع الموت 8 أيام
الحزن يعم أرجاء المنزل، بعدما فقدت الزوجة والإبن سندهم في الحياة، بقلب يحتسره الألم تحدث "مشرف" نجل الضحية "محمد مشرف" 54 عامًا، سائق ميكروباص، بعدما قُتل حرقًا بسكب بنزين على جسده في وضح النهار على يد عاطل ويدعى "عمرو علي" 47 عامًا (مسجل خطر)، بمنطقة كرداسة، "أبويا مات بعد صراع مع الموت بنحو 8 أيام".
نجل ضحية الحرق في كرداسة: الحروق كانت 90% بجسده
وقال نجل الضحية في حديثه إلى "الفجر"، إن الجريمة وقعت يوم 28 رمضان، وظل والدي يصارع الموت داخل العناية المركزة نحو أسبوع، مشيرًا إلى " أن منذ دخوله المستشفى وجميع الأطباء أجمعوا أنه في حالة حرجة، بسبب إصابته بحروق من الدرجة الأولى نحو 90 % جسمه اتحرق، كانت مسالة وقت وهيتوفى".
نجل الضحية: والدي منع المتهم من أذية جاره
"كان بيمنع المتهم من أذية جاره"..كشف "مشرف" نجل الضحية، كواليس مقتل والده، قائلًا، "الجريمة حصلت قبل الفطار بنص ساعة كان آخر يوم في رمضان، وقتها كان الشارع فاضي، والناس كلها رايحة تفطر، والدي كان نازل يجيب خالي عشان كنا عازمينه، وكان لابس جلابية، وقتها قابل المتهم (عمرو) كان ماسك جركن البنزين وفي إيده ولاعه، ورايح يتخانق مع جار لينا، فوالدي وقفه وحاول يهديه، وقاله احنا في رمضان وأيام عيد، صلي على النبي".
المتهم سكب على الضحية بنزين لمنعه من مشاجرة جاره
تابع نجل الضحية كواليس الواقعة في كلامه، المتهم لم يعجبه كلام والدي، وقاله،" مالكش دعوة بيا، وابعد عن طريقي بدل مااعملها معاك"، حينها حدثت مشادة كلامية بينهما دون التعدي بالضرب، وفجأة المتهم مسك جركن البنزين وسكبه على والدي، "كان في واحد ماشي في الشارع جه على وشه البنزين، غير أن الأرض اتغرقت".
المتهم داس على جركن البنزين وغرق والدي ورمى عليه الولاعة وحرقه
"والدي خلع جلبيته بسرعه قبل مايحصل حاجة".. يستكمل الإبن مشهد والده المأساوي الذي رأته الجيران وأهالي المنطقة، قائلًا، "بعد ماوالدي حاول يلحق نفسه ويخلع جلبيته اللي ادلق عليها البنزين، جه المتهم وهو واقف قدام والدي، داس برجله على الجركن وهو في الأرض، خلى كل البنزين اللي فيه يجي فيه، لغاية مابقى كل جسمه بنزين، وفي لحظة كان معاه ولاعه ولعها ورماها عليه، كان منظر صعب".
مشهد أليم كان على مرأي ومسمع الجميع، سقط الضحية على الأرض، والنار تشتعل في جسده، ليهرول الجيران عليه، محاولين إطفائه، بعدما جلب الجيران بطانية، والآخرين لم يصدقوا مايروه، معتقدين أن شئ ما يحترق وليس جارهم.
زوجة ضحية الحرق: شوفت جوزي مولع وبنتي أغمى عليها
صوت صراخ في الشارع..كانت اللحظات الأولى عندما هرول الجيران لمنزل الضحية، ينادون على نجله أو زوجته لملاحقته، تكشف الزوجة والدموع تنهمر من أعينها، قائلة:" لقيت ناس كتير بتصرخ، وجاي تنده على مشرف، الحق أبوك، والناس كانت طالعة بالبطاطين، لإنقاذه، في تلك اللحظة جرينا بسرعة، وأول حاجة شوفتها، "شوفت النار مولعة في جسمه كله، ساعتها مقدرتش استحمل المنظر، وبنتي أغمى عليها، مكنتش عارفة أعمل ايه، ابني جرى هو والجيران للمستشفى لإنقاذه".
الأطباء: الحالة خطيرة والحروق من الدرجة الأولى
"حروق من الدرجة الأولى" تستكمل الزوجة المكلومة حديثها، فور وصول زوجي للمستشفى، دخل العناية المركزة، ولكن الأطباء لم يطمئنونا، لخطورة الحالة، لأن الحروق من (الدرجة الأولى) وأصابت الجسد بالكامل، ظل على جهاز التنفس نحو 8 أيام، قائلة، "الدكتور من تاني يوم قال لإبني والدك مش هيكمل كتير"، وبالفعل في 8 يوم دخول له، كان لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرًا بالإصابات التي لحقت به نتيجة الحرق.
عايزين حقه بالقانون
واختتمت أسرة "محمد مشرف" حديثها، "عايزين حقه بالقانون، المتهم قتله عمد، وسكب عليه البنزين مرتين، مش هنسيب حقه".
كواليس الواقعة وحبس المتهم
أمرت نيابة شمال الجيزة، بحبس عاطل، لاتهامه بقتل سائق حرقًا بعد سكب البنزين عليه، نتيجة مشادة كلامية بينهما وعتاب الضحية له بعدم مشاجرة جاره في كرداسة.
باشرت نيابة شمال الجيزة، التحقيق مع عاطل، لاتهامه بقتل شخص بإشعال النار في جسده بإلقاء مادة البنزين في كرداسة.
سكب عليه البنزين
وكشفت التحقيقات الأولية، أن المتهم أشعل النار في الضحية، بعد مشادة كلامية بينهما حاول المجني عليه منعه من إلقاء البنزين على آخر، فعند معاتبته، تطورت المشادة، فسكب عليه البنزين، حتى لقى مصرعه.
القبض على المتهم
تلقي قسم شرطة كرداسة، إخطارا من المستشفى بوصول شخص مصاب بحروق في مناطق متفرقة من جسده، إثر سكب مادة بنزين على جسده في كرداسة.
وبإجراء التحريات، تبين أن وراء الواقعة، عاطل (مسجل خطر) سكب مادة بنزين على المجني عليه، مما أسفر عن وفاته.
حرر محضر بالواقعة، واحيل للنيابة لمباشرة التحقيقات.