كيف تبوء الجهود الأممية بالإخفاق داخل قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي حتى الآن؟

تقارير وحوارات

كيف تبوء الجهود الأممية
كيف تبوء الجهود الأممية بالإخفاق داخل غزة منذ أكتوبر الماضي؟

منذ أكتوبر الماضي، شهد قطاع غزة تصاعدًا في التوتر والعنف، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمدنيين وزاد من حاجتهم الماسة إلى المساعدة الإنسانية. رغم الجهود الدولية والأممية المبذولة للتخفيف من معاناة السكان، إلا أن الوضع داخل قطاع غزة لم يشهد تحسنًا يُذكر وظلت الظروف الإنسانية تتدهور بشكل مستمر.

تفشي العنف والتوترات الدائرة في المنطقة، إلى جانب الإجراءات القاسية المفروضة على سكان القطاع النازحين، أدت إلى فشل الجهود الأممية في تقديم المساعدات الإنسانية بشكل فعال وفقًا للحاجة الملحة. ورغم التحسن المحدود في التنسيق بين الجهات المعنية، فإن تأخير ورفض تسليم المساعدات واجهتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عند نقاط التفتيش، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في القطاع.

تسعى الفجر في هذا التقرير نحو استكشاف جانبًا من فشل الجهود الأممية داخل قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عقب تنفيذ عملية "طُوفان الأقصى" وحتى الآن، ونلقي الضوء على التحديات التي واجهتها المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات وتلبية احتياجات السكان المتزايدة في ظل الظروف القاسية والتوترات المستمرة.

إسرائيل لا تمتثل لقرار مجلس الأمن 

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اليوم الأربعاء، ضرورة عقد اجتماع عاجل في مجلس الأمن لمناقشة مسألة فرض عقوبات على إسرائيل، وذلك بسبب عدم امتثالها لقرار المجلس الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان.

المطالبة بفرض عقوبات إلزامية على المنتهكين

وأكد نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم أنه يتعين على المجلس النظر في هذه القضية بشكل عاجل ودون تأخير، مشيرًا إلى أن عدم امتثال الدول للقرارات الإلزامية يستدعي فرض عقوبات على المنتهكين.

وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2728، الذي طالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، لم يتم تنفيذه، مما يجعل الضرورة ملحة لاتخاذ إجراءات تصحيحية تجاه الدولة المعنية.

في وقت سابق، صرح نيبينزيا بأن روسيا تدعو إسرائيل إلى الاقتداء بإيران التي قالت إنها لا تريد المزيد من التصعيد.

قلق روسي إزاء استمرار الأوضاع داخل قطاع غزة

كما أعرب نيبينزيا عن قلق روسيا البالغ إزاء استمرار العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، على الرغم من القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي سابقًا والذي يطالب بوقف إطلاق النار.

وقال خلال جلسة سابقة لمجلس الأمن "نحن نشعر بقلق بالغ إزاء هذا التجاهل الصارخ من قبل القيادة الإسرائيلية، بتواطؤ من الولايات المتحدة، بشأن قرار ملزم قانونًا للمجلس".

واعتمد مجلس الأمن الدولي، يوم 25 مارس الماضي، القرار رقم 2728، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، ما يؤدي إلى "وقف دائم ومستدام لإطلاق النار"، وبرفع "جميع العوائق التي تحول دون تقديم المساعدة الإنسانية على نطاق واسع". حسب نص القرار.

يأتي ذلك في وقت تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل شح كبير في الغذاء والماء والدواء والوقود، وتقلص عدد المستشفيات والمراكز الطبية العاملة، التي تقدم الخدمات للسكان.

جهود أممية تواجه العقبات

في ظل التطورات الأخيرة في قطاع غزة، يبدو أن الجهود الإنسانية للأمم المتحدة تواجه عقبات جسيمة تحول دون تحقيق الأهداف المنشودة. حيث أشار رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، آندريا دي دومينيكو، إلى أن المساعدات الإنسانية لا تزال تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى مناطق الحاجة داخل قطاع غزة.

فعلى الرغم من بعض التحسن في التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، فإن تأخيرات كبيرة تواجه عمليات توصيل المساعدات عبر نقاط التفتيش، حيث تم رفض نسبة كبيرة من الطلبات المقدمة لتسليم المساعدات خلال الأسبوع الماضي. هذا الواقع يضعنا أمام تحدٍ كبير، حيث يتنقل العمل الإنساني بين خطوة للأمام وخطوتين للخلف، مما يجعل الوصول إلى الأهداف المرجوة أمرًا صعبًا للغاية.

إن العمل الإنساني المخلص يتطلب التعامل مع التحديات التي تعترضه بشكل فعّال، ولكن مع كل فرصة جديدة تأتي، يظهر تحدي جديد يجب التعامل معه. وهذا يجعل الرحلة نحو تحقيق الأهداف أكثر تعقيدًا وصعوبة.

في النهاية، يظل التزام الأمم المتحدة بتقديم المساعدة الإنسانية إلى سكان قطاع غزة ثابتًا، وعلى الرغم من الصعوبات التي قد تعترض الجهود، فإن السعي لتوفير الدعم والمساعدة للمحتاجين يبقى ركيزة أساسية من ركائز العمل الإنساني العالمي.