القصة الكاملة لتهديد إيران من جديد بالرد القاسي
نفذت إيران هجومًا واسع النطاق على إسرائيل، حيث شمل الهجوم مئات الصواريخ والطائرات المسيرة، وذلك ردًا على الاستهداف الذي تعرضت له قنصليتها في دمشق.
وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم الثلاثاء، إن رد إيران سيكون حازمًا على أي تحرك يستهدف مصالحها، مما يعكس استمرارية السياسة الإيرانية في التصدي للتهديدات على مدى السنوات العديدة.
وعلى الرغم من التصريحات القوية، فإن الأفعال الفعلية لم تصل إلى مستوى التصعيد المحتمل، خاصة بعد حوادث بارزة مثل استهداف القيادي البارز في الحرس الثوري قاسم سليماني ومبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
وجاءت تصريحات رئيسي بعد يوم من إعلان إسرائيل عزمها الرد على الهجوم الإيراني الذي شنته طهران بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ.
وقد أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية يوم الثلاثاء أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى دول المنطقة تؤكد أن الرد على الهجوم الإيراني لن يعرض استقرار المنطقة للخطر.
فوفقًا للتقارير، من المرجح أن يتم الرد على طهران بطريقة تجنب الانجراف نحو حرب شاملة، وبشكل يحظى بتأييد الولايات المتحدة.
وفي الهجوم الذي وقع ليل السبت، أطلقت طهران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ردًا على القصف الذي استهدف قنصليتها في دمشق في أبريل.
ونجحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها، في اعتراض الجزء الأكبر من هذه الصواريخ والطائرات المسيرة.
حيث رد الإيرانيين على استهداف قنصليّة دمشق جاء دون إظهار قوة ملموسة، ما لم يتناسب مع التهديدات التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون بعده.
فعلى الرغم من التهديدات المتكررة بالرد على هجمات إسرائيل، إلا أن الردود عادة ما تكون عبر وكلاء في المنطقة، وليس بشكل مباشر من قبل إيران.
ولكن بعد هجوم دمشق، تغيرت هذه النهجية إلى مواجهة مباشرة، مما أثار تساؤلات حول احتمال تصاعد الصراع في المنطقة خلال الأيام القادمة. ومع فشل نحو 50٪ من الصواريخ الإيرانية في الوصول إلى أهدافها، يثير ذلك أسئلة حول قدرات إيران الصاروخية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أفشل الهجوم بشكل شبه كامل، حيث تمكن من التصدي لأكثر من 99٪ من الأهداف العدائية التي وصلت لإسرائيل.
فيبدو أن الهجوم الإيراني كان مخططًا مسبقًا وموجهًا توقيته، حيث أشارت تقارير إعلامية غربية وإسرائيلية إلى وجود مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لتحديد نطاق الهجوم لتجنب إلحاق أضرار بالغة بالجانب الإسرائيلي والحاجة لرد يتجاوز نطاق الصراع الحالي.
كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، بأن إسرائيل نقلت رسالة إلى دول المنطقة، مؤكدة أن الرد على الهجوم الإيراني لن يضع استقرار هذه الدول في خطر.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قرار القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل بالرد بشكل واضح وحاسم على الهجوم الإيراني.
وأكد مصدر إسرائيلي أن سلاح الجو قد استكمل استعداداته للرد، بهدف منع الإيرانيين من إقامة معادلة جديدة.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن الرد على طهران من المحتمل أن يتم بطريقة تجنب الانجراف نحو حرب شاملة، وبطريقة تكون مقبولة من قبل الولايات المتحدة.
وقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش سبل الرد بحيث لا يثير غضب الحلفاء ويحافظ على فرصة بناء تحالف دولي ضد طهران.
وتوقع مسؤولون أميركيون أن يكون الرد الإسرائيلي محدود النطاق، مع توقعات بشن ضربات ضد القوات الإيرانية ووكلاء طهران خارج الأراضي الإيرانية.
وأكد المسؤولون الأميركيون أنهم لم يتلقوا إعلامًا رسميًا بشأن قرار إسرائيل النهائي بشأن الرد، مما يعني أن الرد قد يحدث في أي وقت دون سابق إنذار.