إيران تستعد للرد على إسرائيل بأسلحة روسية
أدت غارة جوية إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل إلى مقتل جنرالين إيرانيين وأدت مباشرة إلى قرار إيران إطلاق طائرات دون طيار وصواريخ ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، يوم الاثنين إن الهجوم الإيراني “سيُقابل برد”.
وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه في شهر مارس الماضي، دعت إحدى شركات تصنيع الأسلحة الروسية وفدًا من الإيرانيين إلى جولة تسوق لكبار الشخصيات في مصانع الأسلحة التابعة لها. وقد حظي الزائرون السبعة عشر بوجبات غداء وعروض ثقافية، وفي اليوم الأخير، قاموا بجولة في مصنع يصنع المنتجات التي ما دام رغبت طهران في الحصول عليها: أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة لإسقاط طائرات العدو.
ويخضع المصنع، NPP Start، الموجود في مدينة يكاترينبرج، لعقوبات أمريكية لدعمه حرب روسيا ضد أوكرانيا. ومن بين منتجاتها منصات إطلاق متنقلة ومكونات أخرى للمدفعية المضادة للطائرات - بما في ذلك نظام S-400 الروسي، والذي يصفه المحللون العسكريون بأنه قادر على اكتشاف وتدمير الطائرات المقاتلة الشبح التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة.
ووصفت وثيقة روسية مسربة، وهي جزء من رسائل البريد الإلكتروني الإيرانية المسروقة التي نشرتها مجموعة من القراصنة على الإنترنت في فبراير، الجولة بأنها عرض "للإمكانات العلمية والتقنية والقدرات الإنتاجية" التي يمكن أن تقدمها روسيا لإيران.
وذكرت الصحيفة أنه سواء أدت الزيارة مباشرة إلى عملية شراء غير معروفة أو لا. إلا أن الرحلة ترمز إلى ما يصفه مسؤولو الاستخبارات بأنه شراكة استراتيجية عميقة بين موسكو وطهران خلال العامين الماضيين منذ الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا - وهو تحالف يمكن أن يظهر كعامل مهم بينما يفكر القادة الإسرائيليون في توجيه ضربات عسكرية محتملة ردًا على مئات الطائرات دون طيار والصواريخ التي أُطلقت ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تطور العلاقات بين روسيا وإيران
فتحت إيران فصلًا جديدًا خطيرًا في علاقاتها مع روسيا من خلال الموافقة في عام 2022 على توريد الآلاف من الطائرات دون طيار والصواريخ في ساحة المعركة لمساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا. وقد ساعدت العلاقات الموسعة الآن على تعزيز الاتفاقيات بين موسكو وطهران، بما في ذلك تعهد روسيا بتزويد حليفتها بطائرات مقاتلة متقدمة وتكنولوجيا دفاع جوي، وهي أدوات يمكن أن تساعد طهران في تعزيز دفاعاتها ضد أي غارة جوية مستقبلية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة وذلك وفقًا لما قاله مسؤولي المخابرات وخبراء الأسلحة الأمريكيين والأوروبيين والشرق أوسطيين. حيث تحدث هؤلاء المسؤولون للصحيفة بشرط عدم الكشف هويتهم.
وقال المسؤولون والخبراء إنه من غير المعروف عدد الأنظمة التي تم توفيرها ونشرها، لكن التكنولوجيا الروسية يمكن أن تحول إيران إلى خصم أقوى بكثير، مع قدرة معززة على إسقاط الطائرات والصواريخ.
وأضافوا أن صفقات الأسلحة، التي لم يتم الكشف بعض تفاصيلها حتى الآن، هي جزء من تعاون أوسع يشمل الإنتاج المشترك لطائرات عسكرية دون طيار داخل روسيا، وتبادل تكنولوجيا مكافحة التشويش، وتقييمات ساحة المعركة في الوقت الحقيقي للأسلحة المنشورة ضد قوات الناتو المجهزة في أوكرانيا. كما أشاروا إلى أن هذا التعاون يجني فوائد كبيرة لكلا البلدين، مع رفع مكانة إيران من حليف صغير إلى شريك استراتيجي.
وقالت هانا نوت، مديرة برنامج أوراسيا لمنع الانتشار النووي في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي: "لم تعد ديناميكية الراعي والعميل، حيث تمتلك روسيا كل النفوذ. حيث أصبح الإيرانيون يستفيدوا من هذا التغيير. لقد تجاوزت طبيعة علاقتهما مجرد الحصول على الأشياء. فهناك نقل للمعرفة، وهناك مكاسب غير ملموسة."
ووصف مسؤولو الاستخبارات روسيا بأنها "تقدم" اتفاقيات تم التفاوض عليها سرًا لتزويد إيران بطائرات سو-35، وهي واحدة من القاذفات المقاتلة الأكثر قدرة في روسيا وتحديث كبير محتمل للقوات الجوية الإيرانية التي تتكون بشكل أساسي من طائرات أمريكية وسوفيتية أعيد بناؤها يعود تاريخها إلى ما قبل 1979. وقال المسؤولون إن روسيا تعهدت أيضًا بتقديم المساعدة الفنية لأقمار التجسس الإيرانية وكذلك المساعدة في بناء الصواريخ لوضع المزيد من الأقمار الصناعية في الفضاء.
لا يوجد دليل علني على تسليم طائرات Su-35؛ قد يكون التعطيل بسبب تأخير إيران في دفع ثمن الطائرات، وفقًا لمسؤول استخباراتي أمريكي وشرق أوسطي لديه معرفة تفصيلية بالصفقة.
استعدادات إيران ضد أي ضربة أمريكية أو إسرائيلية محتملة
وعلى الجانب الدفاعي، سعت إيران منذ فترة طويلة إلى الحصول على أفضل مدفعية للصواريخ الروسية المضادة للطائرات لحماية منشآتها النووية والعسكرية ضد أي ضربة أمريكية أو إسرائيلية محتملة. وفي عام 2007، أبرمت طهران صفقة لشراء نظام إس-300 الروسي المضاد للطائرات، لكن موسكو أخرت توريد الأسلحة وسط ضغوط من الولايات المتحدة والقوى الأوروبية. وانتهى الحظر الذي فرضته إيران على نفسها في عام 2016، وأصبحت صواريخ إس-300 الإيرانية جاهزة للعمل في عام 2019.
وسعت إيران منذ ذلك الحين إلى شراء نظام S-400 الروسي الأكثر قدرة، على الرغم من أنه ليس من المعروف علنًا ما إذا كانت موسكو قد تحركت لتوفير مدفعية S-400.
تم تجهيز بعض أنواع نظام S-400 برادارات يمكنها التغلب على تكنولوجيا التخفي التي تستخدمها الطائرات الحربية الحديثة. وقد نشرت روسيا نظام S-400 لحماية قواعدها العسكرية في سوريا، وتشكل المدفعية تهديدًا مميتًا محتملًا للطائرات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية التي تعمل أحيانًا في المجال الجوي السوري.
وقال كان كاسابوغلو، وهو زميل بارز في معهد هدسون في واشنطن، إنه إذا تم تسليم الصواريخ الروسية الجديدة المضادة للطائرات والأنظمة المضادة للشبح، والتي تم نشرها لحماية القواعد الموجودة تحت الأرض والمنحوتة في الجبال الصخرية، فمن المؤكد أن تجعل المجال الجوي الإيراني "مكانًا أكثر خطورة".
وقال كاسابوغلو: "هذا مهم في الوقت الذي يتحرك فيه النظام بسرعة ودون رادع نحو القنبلة". بالإضافة إلى ذلك، قال إن "أي تعامل مع إسرائيل سيتم في المجال الجوي الإيراني، حيث ستتمتع طهران بميزة اللعب على أرضها".