فلسطين.. عيد تقشفي في الضفة الغربية
يأتي الاحتفال بعيد الفطر وسط إجراءات تقشفية نسبية في جميع أُسر الضفة الغربية، وسط التعاطف مع وضع سكان قطاع غزة، ونظرا للوضع الاقتصادي الصعب في الضفة الغربية، والذي لا يسمح للكثير من الناس للتسوق وشراء الطعام والملابس الجديدة والتسوق.
ويعيش الفلسطينيون عيد الفطر هذا العام على وقع الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، الذي انعكس على الضفة الغربية، حيث قتلت بهجة عيد الفطر في البلدات والمدن الفلسطينية هناك، وبدت أسواق مدن رئيسية في الضفة الغربية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وحتى عيد الفطر شبه فارغة من المتسوقين، وسط دعوات لجعل العيد مقتصرًا على الطقوس الدينية.
ونشر فلسطينيون في الضفة الغربية دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجعل عيد الفطر هذا العام مقتصرًا على الصلوات وزيارة الأرحام، واقتصار الضيافة على التمر والقهوة بسبب الفقر وضيق الحال.
وقال مواطن فلسطيني يُدعى حامد فيزو، وهو يجلس على قارعة الطريق وسط رام الله: "لا يوجد عيد، والحرب مستعرة في غزة، كما لا يوجد لدينا عمل نقتات به وننفق على لوازم العيد واحتفالاته"، وأضاف: "شعبنا ليس لهم إلا الله، والعيد هذا العام سيقتصر على أداء الصلاة وزيارة الأرحام".
بدوره، يقول فلسطيني آخر حمدي العادلي (71 عامًا) وهو من بلدة صفا قرب رام الله: "لا يوجد أي فرحة ما دام اخوتنا في غزة جائعون ويعانون من ويلات الحرب ودمارها"، وأضاف بينما كان في أحد أسواق رام الله: "نحن في الضفة شعب واحد مع غزة، نتكاتف معهم، وشعور الألم في قلب كل فلسطيني بالضفة".
وتابع: "لا يوجد بهجة لرمضان والعيد هذا العام، والأوضاع صعبة للغاية، والناس دون ملبس ولا مأكل ولا منزل"، متسائلًا بحرقة: أي عيد سيأتي؟ وتضرع إلى الله "أن تتوقف الحرب المستمرة منذ 6 أشهر.
بدورها، تقول فلسطينية تُدعى نجاة صبري، وهي من مدينة نابلس شمالي الضفة، أنها لم تشتر هذا العام مستلزمات العيد من ملابس وأحذية وغيرها، وتضيف "سيغيب لأول مرة من بيوتنا كعك العيد وتقتصر الضيافة على التمر والقهوة".
وعن العيد في السنوات السابقة، قالت صبري: "في كل عام تجتمع العائلة عشية العيد ونصنع كعك العيد وسط بهجة وسرور، حيث تسود أجواء من الفرح، لكن هذا العيد جاء مع غصة كبيرة، آلاف الشهداء والمصابين في غزة، بيوت دمرت، ولا مكان للفرحة".
وتبدو أسواق مدينة رام الله كما بقية مدن الضفة الغربية شبه فارغة من المتسوقين قبيل العيد، وقال التاجر حسام سليم: "الأسواق فارغة، وأعداد المتسوقين قليلة جدًا قياسًا مع كل عام، حيث كانت الأسواق تعج بالناس ولا تجد موطئ قدم".