هل وافقت إسرائيل على هدنة جديدة في قطاع غزة؟
مرت سبعة أشهر على الدمار والخراب والحصار، وعاش أهالي قطاع غزة جميع أشكال الاغتيالات والدمار وهدم المنازل وتشريد الأسر وقتل الأطفال، حتى في شهر رمضان المبارك والعيد.
وقد قال مسؤولان إسرائيليان اليوم الأربعاء إن إسرائيل وافقت خلال محادثات في مصر حول وقف لإطلاق النار في غزة على تنازلات تتعلق بعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع، لكنهما يشككان في رغبة حماس في التوصل إلى اتفاق.
ووفقًا للمسؤولين المطلعين على المحادثات، فإن إسرائيل ستسمح بعودة 150 ألف فلسطيني إلى شمال غزة دون فحوصات أمنية، استنادًا إلى اقتراح أميركي بشأن الهدنة.
من جانبها، ستطلب حماس تقديم قائمة بأسماء الرهائن النساء والمسنين والمرضى الذين تحتجزهم وما زالوا على قيد الحياة.
ومع ذلك، رفض مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعليق على هذه الأنباء.
وأكدت حماس يوم الثلاثاء أن آخر اقتراح تسلمته من الوسطاء المصريين والقطريين لا يلبي مطالبها، لكنها ستدرسه بشكل أعمق قبل الرد.
وقال المسؤولان الإسرائيليان إن تقدير إسرائيليا يشير إلى عدم رغبة حماس في التوصل إلى اتفاق حاليًا.
وفي سياق متصل، كشف مسؤول إسرائيلي مشارك في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن لشبكة "سي إن إن" الأميركية أن حماس تزعم عدم قدرتها على تحديد مكان 40 رهينة سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
وتصر حماس على ضرورة إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم.
كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية اليوم الأربعاء أن حركة حماس قد أبدت رفضها للخطة الأميركية المقترحة لوقف النزاع المؤقت في غزة.
ونقلت الصحيفة، عن وسطاء، أن حماس قد رفضت الخطة الأميركية بشكل كبير وتعتزم بدلًا من ذلك طرح خطتها الخاصة لوقف الصراع، الذي دام لمدة 6 أشهر مع إسرائيل.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن هذا الرفض يظهر "الخلاف الواسع بين الطرفين"، مع تأكيد ثقة حماس الكبيرة في أن الضغط الدبلوماسي والمحلي على إسرائيل سيؤدي إلى إنهاء الحرب، مما يمنح الحركة اليد العليا في المفاوضات.
وتسعى حماس إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للجنود الإسرائيليين من غزة، بمقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
من جهتها، أعربت إسرائيل عن استعدادها للتفاوض بشأن الاقتراح الأميركي لهدنة مؤقتة، لكنها تصر على مواصلة حملتها العسكرية.
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني حتى الآن، مع نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير مساحات شاسعة من القطاع.
وعلى الرغم من سحب إسرائيل معظم قواتها البرية من جنوب غزة هذا الأسبوع بعد أشهر من القتال، إلا أنها تخطط لشن هجوم على رفح في جنوب القطاع، حيث يوجد الآن أكثر من نصف سكان غزة.
وعلى الرغم من تعهد نتنياهو بإجلاء المدنيين من رفح قبل ملاحقة قوات إسرائيلية لعناصر حماس المتبقية هناك، إلا أن هذا التعهد لم يخفف القلق الدولي.
والجدير بالذكر أن الحرب بدأت عندما شنت حماس هجومًا على جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، وما زال نحو 130 منهم محتجزين في غزة.