ما مصير ليبيا خلال الفترة القادمة؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

ليبيا
ليبيا

مع تطور الأوضاع في ليبيا خصوصًا بعد تعرض منزل رئيس الحكومة الليبية المنتهي ولايته عبدالحميد الدبيبة بمنطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، لقصف صاروخي.

الأمر الذي جعل المواطنين يتساءلون ما هو مصير خلال الفترة القادمة خصوصًا بعد استضافة جامعة الدول العربية اجتماع ضم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس الأعلى للدولة؟.

كل ذلك جعل بوابة «الفجر» تتواصل مع المتخصصين والمحليين السياسيون من أجل كشف السيناريوهات المحتملة خلال الفترة القادمة واستطعت الدولة الليبية تشكيل حكومة موحدة.

الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

استضافة جامعة الدول العربية اجتماع ضم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، جاء في إطار دعم الملكية الليبية الخالصة للتسوية السياسية، وتعزيز دور المؤسسات الليبية في استيفاء جميع الأطر اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت".

استهدف الدبيبة


خلال الأيام القليلة الماضية استهدف منز عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة “الوحدة الوطنية المؤقتة” في ليبيا، منطقة حي الأندلس بالعاصمة طرابلس، لقصف صاروخي، التزم الدبيبة الصمت.

التخلص من المؤامرات 


من جانبه قال المحلل السياسي الليبي ورئيس التجمع الوطني للمصالحة، الدكتور إدريس محمد، إن ما حدث بعد انعقاد المؤتمر التحضيري، من جدل حول بعض المطالب الثانوية، لا يجب أن يقف حائلا حول الاستمرار في إنجاح مشروع المصالحة في ليبيا

وأضاف “محمد” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن ما حدث يُعتبر نوع من المناورات السياسية التي يعرضها ممثلو كل طرف مفاوض لتحسين موقفه التفاوضي ليس إلا، وهو متوقع في أي مرحلة من مراحل تطبيق مشروع المصالحة الوطنية العادلة التي ينادي بها كل مواطن ليبي حر شريف، بالإضافة إلى أن سبب الخلاف ليس سياسيا وإنما عسكريا، يمكن أن يحال إلى لجنة 6+6 العسكرية، للنظر فيه، والتوصل إلى حل توافقي.

الدكتور إدريس محمد 


وتابع حديثه قائلًا: “أما مشروع المصالحة الوطنية العادلة هذا مشروع وطني بامتياز، وهو يشغل بال كل الشارع الليبي، وهو ما يؤكد أن الخلاف القائم ليس خلافا بين عموم الشعب الليبي، وإنما يدخل في المناكفات السياسية بين البرلمان من جهة، والمجلس الأعلى للدولة، وبين المؤسسة العسكرية في الشرق والغرب”.

أكد المحلل السياسي الليبي ورئيس التجمع الوطني للمصالحة،  أن عندما يتم التخلص من المؤامرات الخارجية (المباشرة وغير المباشرة)، التي تقف ضد خيار الشعب الليبي في إقامة الاستحقاق الانتخابي، سنجد حكومة موحدة وجيش موحد ورئيس ليبي منتخب.

توحيد الصف هو الحل 


نوهت الإعلامية علياء العبيدي، المتخصصة في الشأن الليبي، إلى أن  الصورة الآن في ليبيا غير واضحة من أجل معرفة هل سنشهد انتخابات رئاسية أو برلمانية خلال الفترة القادمة أم لا؟ ويرجع ذلك عدم توضيح الأهداف المطلوبة خلال الفترة المقبلة.
واضافت «العبيدي» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يحاول خلال تلك الفترة توحيد الصف الليبي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية من أجل عودة ليبيا إلى مكانتها الدولية.

علياء العبيدي 


استكملت المتخصصة في الشأن الليبي في حديثها قائلة:" أن الشعب الليبي من يستطيع أن يحدد مصيره من خلال التمسك والوحدة والبعد عن التفرقة بين بعضهم البعض".

حل الأزمة في ليبيا

أما بخصوص استهداف الدبيبة قال محمد فتحي الشريف، الباحث والمحلل السياسي، إن “قصف منزل الدبيبة بالصواريخ يعد استكمالا للمشهد العبثي الذي تعيشه الدولة الليبية منذ 2011 حتى اليوم، حيث إن المليشيات المسلّحة المتمركزة في طرابلس ومصراتة وغيرهما، تعد قنابل موقوتة تنفجر في أي لحظة”.

كشف محمد الشريف، في حديث خاص لـ”الفجر”، سبب استهداف الدبيبة قائلا: “من الممكن أن الاستهداف جاء بسبب تصريحات وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية عندما صرّح وقال إنه سيتم النظر في أمر تفكيك المليشيات بعد شهر رمضان”.

أكد الباحث السياسي أن “المليشيات في ليبيا أقوى من الدولة، وما حدث تلويح بالقوّة واعتراض على أي مسار سلمي” مشيرًا إلى أن الأزمة الليبية لن تنتهي إلا بحدوث أمرين؛ الأول حدوث المصالحة والآخر تفكيك الفصائل المسلحة، لكن هذا الأمر لن يتم إلا بإرادة دولية وتوحيد المؤسسة العسكرية والنظر في التكوينات المسلّحة في الغرب الليبي.

محمد فتحي الشريف 


ويختتم الشريف تصريحاته قائلا إن “التفجير ينذر بأن هناك قلاقل قد تشهدها البلاد عندما يتم إقرار أي مشهد سياسي أو اتفاق يقضي بعقد المصالحة في ليبيا على سبيل المثال”.

تقسيم ليبيا

ولفتت مروة محمد، المتخصصة في الشؤون الليبية،  إلى أن الانقسام الموجود بين الشرق والغرب يؤثر على استقرار ليبيا بشكل سلبي واستمراره يعني تقسيم ليبيا لذلك يجب توحيد الصف الليبي في أسرع وقت من أجل استعادة شرعية المؤسسات ووضع حد للانقسام الحالي ومن ثم إجراء الانتخابات والوصول بعد ذلك إلى مرحلة الاستقرار الدائم.

اضافت «محمد» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى ليبيا تأتي في إطار السعي لمواجهة نفوذ بعض الدول المنافسة في المنطقة لا سيما موسكو حيث تتطلع واشنطن لتكون ليبيا مركزا لها تجاه القارة الأفريقية، وهي بالطبع تريد إدارة الأزمة بما يتناغم مع مصالحها وتوجهاتها.

 مروة محمد 

اختتمت المتخصصة في الشؤون الليبية، أن ليبيا استقبلت وفد إيطالي رفيع إلى بنغازي مؤخرًا بقيادة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي في تعبير عن نهج برجماتي تعتزم روما اتباعه أيضًا تجاه الشرق الليبي وهو طرف مهم يمكن الاعتماد عليه في الاستقرار الداخلي لليبيا والتحكم في تدفقات الهجرة وحتى نفوذ بعض الدول في منطقة المتوسط.