القدس.. انتشار الأعمال التطوعية في شهر رمضان
أقيم في القدس على مدى الأسابيع الماضية أيام تطوعية، وهي أيام مخصصة للتطوع لمساعدة الناس وفعل الخير والعطاء، فخلال نهار رمضان، كانت هُناك مُبادرات عديدة لشباب من شرقي القُدس جاءوا للتطوع في المستشفيات وحول المدارس والأحياء، وفي منطقة الأقصى.
وقال أحد مُديري المدارس الذين شاركوا في المُبادرة، إننا فخورون برؤية النشاط الإيجابي للشباب الشرقي باعتبارهم في مقتبل العمر ويعملون على التطوع لفعل الخيرات ويساعدون الضعفاء ويعطوا المحتاجين.
بمجرد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، يلفت انتباههم شبان متطوعون يمسكون حبالا طويلة يفصلون بها مسارات النساء عن الرجال، ينتشرون في ساحات المسجد لإسناد الحراس في خدمة رواد المسجد خلال الشهر الكريم.
وتأسست لجنة النظام في المسجد الأقصى تحت مظلة بعض الشباب المتطوعين من مدينة القدس الشرقية، عندما ظهرت الحاجة الماسة لوجود متطوعين يحافظون على الهدوء والأمن ويمنعون الظواهر السلبية التي لا تخلو منها ساحات المسجد.
يمين باب الأسباط، قال الشاب المقدسي محمد حماد (21 عاما) الذي قال إنه راقب منذ صغره عمل لجان النظام في المسجد الأقصى وكذلك فرق الأعمال التطوعية في المستشفيات وحول المدارس وغيرها ولطالما تمنى الانضمام لها، حتى تمكن من ذلك قبل عدة أيام، ويقتصر عمل لجنة النظام على شهر رمضان المبارك، لأن عدد المصلين قد يصل إلى ثلاثمئة ألف مصل، معظمهم يأتون من خارج مدينة القدس ويحتاجون لتوجيهات لإرشادهم.
يقول الشاب المتطوع "عملنا يتمثل في تخفيف أزمة المصلين في ممرات الأقصى وعند الأبواب عبر فصل الرجال عن النساء عند دخول المسجد ومغادرته، كما تقع على عاتقنا مهمة إيصال الأطفال المفقودين إلى ذويهم، والقضاء على الظواهر السلبية كالبسطات والتسول والسرقات وغيرها".
ويتوزع الشبان - الذين يصل عددهم إلى مئتين - على مواقع مختلفة، ولكل منهم دور يقوم به، فبينما يمنع بعضهم صعود الرجال إلى صحن الصخرة المشرفة، يقف آخرون عند الأبواب والممرات لتسهيل الحركة، ويتجول غيرهم في مواقع يحددها المسؤولون عنهم حسب الحاجة، وكذلك بعضهم يكون عند المستشفيات.
وفيما عثر أحد المتطوعين على طفلة مفقودة وتوجه بها إلى مكتب الأحوال لتسليمها لذويها، قال أحد المتطوعين الشباب أنه علم بلجنة النظام التطوعية في الأقصى قبل عدة أيام، حينما كان يتطوع في إحدى مستشفيات المدينة المقدسة.
يضيف المتطوع: "في هذا العمل نجتهد شهرا كاملا دون انتظار مكافأة مالية من أحد بل نحتسب الأجر والثواب عند الله، المشاعر التي تتملكني خلال تطوعي في شهر رمضان عظيمة لأنني أسير في خدمة أمة كاملة، فأساعد مئات الآلاف وأحافظ على الأقصى من الظواهر السلبية.. إنه الشعور بالطمأنينة وبركة المكان".