فضل الذكر والدعاء ليلة القدر 2024.. ليلة 21 رمضان 1445

إسلاميات

بوابة الفجر

في قلوب المؤمنين تتسارع الأمنيات وتتفجر الدعوات في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، خاصةً في ليلة القدر التي يتوق القلب لرؤيتها والاستماع إلى أمنياتها. لكل لحظة في هذه الليالي فضل عظيم وثواب جزيل، ولكن من بينها يبرز فضل الذكر والدعاء في ليلة القدر، وخاصةً في ليلة الـ21 من شهر رمضان.

تعد ليلة القدر أمانة عظيمة ومنحة لا تعوض من الله تعالى، حيث يمنح المؤمن فيها الفرصة الذهبية لتضاعف الحسنات وتكفير السيئات. وفي هذه الليلة المباركة، ينبغي للمؤمن أن ينغمس في ذكر الله والدعاء، مستغلًا هذه الفرصة الفريدة للتواصل مع الخالق وتحقيق القرب منه.

ليست الأماني والدعوات في هذه الليلة مجرد أحلام تطير في الهواء، بل هي رسائل موصولة إلى الله تعالى، يستجيب لها بعد الصبر والتضرع. ومن أعظم الأذكار التي ينبغي للمؤمن أن يحرص على تكرارها في هذه الليلة الفاضلة هي قوله: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، وكذلك قوله: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا"، وقوله: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا".

إن ليلة القدر هي ليلة الإجابة والقبول، فليكن ذكر الله والدعاء سلاح المؤمن في هذه الليلة، وليكن همه الأساسي تحقيق القرب من الله واستجابة دعائه. فالله عز وجل وعد بالإجابة لمن يدعوه بقلب خاشع وإيمان صادق، وليس هناك أجمل من ليلة القدر لتكون هذه الدعوات مستجابة وهذه الأماني محققة.

 

شرح سورة القدر 

تفتح سورة القدر بتأكيد الله تعالى على أنه نزل القرآن، وهو الكتاب المقدس والمبين، بالإضافة إلى أنه كلام الله الذي أنزله كاملًا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ليتم تنزيله بشكل مفصل على مدار ثلاث وعشرين سنة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وتتميز ليلة القدر بكونها الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وهي ليلة مباركة وعظيمة بفضلها وبركتها وفضيلتها.

وصف الله ليلة القدر بأن فيها يُفرَق فيها كل أمر حكيم، أي يُفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله تعالى في تلك السنة من الأرزاق والآجال، والخير والشر وغير ذلك من أوامر الله المحكمة المتقنة. وقد أورد العلماء خمسة أقوال مختلفة في تفسير معنى "القدر" في هذه السورة، فمنهم من ربطها بالعظمة، ومنهم من ربطها بالضيق والتقييد، وآخرون ربطوها بالحكم والتدبير، والبعض الآخر ربطها بالقدرة والتوفيق، والخامس ربطها بنزول القرآن والرحمة والملائكة.

تلك هي سورة القدر، التي تحمل في طياتها عظمة الليلة المباركة، وتذكيرنا بفضل الله علينا بإنزال القرآن وتبيان الأمور والتدبير في ليلة القدر.

فضائل ليلة القدر

سميت الليلة بهذا الاسم؛ لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة، ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم". وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بقوله الأحاديث.

تعتبر ليلة القدر إحدى أعظم الليالي التي يُحييها المسلمون خلال شهر رمضان، ففيها نزل القرآن الكريم، المعجزة الخالدة التي أُنزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إنها ليلة مليئة بالبركة والرحمة، وتُقدر فيها الأجال وتُوزَّع فيها الأرزاق وتحدث فيها حوادث الليل والنهار.

وقد ورد في السنة النبوية أن قيمة العبادة في ليلة القدر تفوق قيمة العبادة في ألف شهر، ففيها يتنزل الملائكة وهم يحملون الخير والبركة والرحمة، ويعتبرونها فرصة لعتق العباد من النار وتخفيف الآفات والعقوبات.

ومن أعظم فضائل ليلة القدر أن من قام بها بإيمان واحتساب، سيغفر الله له ما تقدم من ذنبه، كما أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف.

وبالرغم من أن هناك اختلافات في تحديد تاريخها بين العلماء، إلا أن الأقرب للصواب هو أن ليلة القدر تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخصوصًا في الليالي الفردية منها.