أحمد فايق يكتب : «إم بى سى مصر» تواصل حملة تدمير الثقافة المصرية والثمن 004 مليون دولار
محمد عبد المتعال هدم استديو كاملاً لنسخ استديو الحياة وتشريد 50 من العاملين وتخفيض أجور البقية للنصف
حينما أراد الشيخ صالح كامل تأجير مدينة الإنتاج الإعلامى صفوت الشريف رفض
منذ أن بدأت حملة «الفجر» ضد ما تفعله إدارة قنوات الـ«إم بى سى» وأصيب الجميع بالخرس، فالإنجليزى «سام مدنر» واللبنانى «بيير شويرى» يسيران دون توقف فى خطتهما لتدمير الإعلام المصرى، حاولا شراء النسبة الغالبة لأهم 3 شبكات فضائية فى مصر «الحياة والنهار ودريم» مقابل 400 مليون دولار، الغريب أن «بيير شويرى» اشترط أن يشترى أيضا وكالة ميديا لاين المصرية مع قنوات النهار، وهو شرط ينهى المنافسة بين الوكالات الإعلانية لصالح وكالة مارونية لبنانية، وهى الخطة التى وقف أمامها إعلاميو مصر بقوة ونجحوا فى وقفها ولو بشكل مؤقت، وصلت رسالة مهمة للإنجليزى الغامض والمارونى اللبنانى وهى أن الإعلام المصرى خط أحمر، وخطتهم لتدمير السينما المصرية لن تمر، فقد مضى العهد الذى يصمت فيه المصريون على سرقة تاريخهم وثقافتهم وهويتهم.
الإنجليزى الغامض والمارونى اللبنانى بحثا عن واجهة لشن حرب مباشرة ضد الإعلام المصرى وكانت واجهتهما المميزة «محمد عبد المتعال» الذى انتقل من قنوات الحياة إلى إم بى سى مصر فى صفقة كبيرة، قرر معها عبد المتعال إعلان الحرب على الجميع، تعاقد مع كل نجوم قنوات الحياة، نقل ما لا يقل عن 100 من فريق عمل الحياة إلى «إم بى سى مصر» بعقود مبالغ فيها، قام بإنهاء تعاقد مجموعة الخمسين الأولى التى بدأت العمل مع إم بى سى مصر، وهى مجموعة من مذيعين ومعدين وفنيين رفضوا تطبيق السياسة الاحتكارية، وبالطبع صمت الجميع أمام تشريد 50 عاملاً مصريًا يعملون فى شركة أجنبية، الحكاية بدأت حينما أجرى مصطفى متولى رئيس القناة اجتماعا مع العاملين، طلب منهم أفكارا للتطوير، مع نقل مكان الاجتماع إلى مقر آخر، وفى اليوم التالى مباشرة جاء ثلاثة لاستقبال العاملين الأول اسمه أحمد فؤاد مدير الـ«إتش ار» وعيسى مساعد محمد عبد المتعال المالى وحنظل المدير المالى لمجموعة إم بى سى، وتم تقسيم العاملين لثلاث فئات، الفئة الأولى عرض عليهم أن يتقاضوا مستحقاتهم المالية ويتركوا القناة لأنه لم تعد لهم حاجة، والفئة الثانية هم من عرضوا عليهم تخفيض رواتبهم للنصف، والفئة الثالثة عرضوا عليهم الاستمرار بنفس الرواتب والمناصب الإدارية، وأدى هذا الاجتماع لاستبعاد 50 من العاملين، والغريب أيضا أن الاستوديو الضخم الذى بنته الشبكة وكلفها الملايين، تم هدمه لصالح بناء استديو جديد يشبه تمامًا استديو قنوات الحياة، وكأن محمد عبد المتعال يريد استنساخ تجربة الحياة بأموال ال«إم بى سى».
الغريب أيضا أن «إم بى سى مصر» قررت إنشاء قنوات جديدة مثل «إم بى سى مصر الآن» و«إم بى سى +» وكأنها شبكة مصرية، ولا أدرى كيف سمحت لهم هيئة الاستثمار بخروج هذه القنوات التى تهدد الأمن القومى المصري، ولا تقل خطورة عن «الجزيرة مباشر مصر» التى تدعم التوجه القطرى، إن ما تفعله القنوات السعودية والقطرية فى مصر لم يحدث فى أى دولة فى العالم، قنوات موجهة تؤثر فى المشهد السياسى المصرى، وتنزع الهوية، وتسيطر على العقول، بل يتاح للعاملين فيها المصريين والأجانب فرصة التجول بحرية داخل مصر، وإجراء بحوث الرأى العام فى شكل أقرب إلى التجسس المشروع.
منذ بداية الحملة وصلنى العديد من الرسائل والمكالمات الهاتفية بعضها كان يهدف بطريقة غير مباشرة إلى إيقافى والبعض الآخر حاول معرفة مصادر المعلومات، والغالبية العظمى مندهشة من صمت الدولة المصرية على هذه القنوات،أعتذر عن نشر هذه الرسائل لأن المساحة لا تكفى وسأكتفى بنشر رسالة مهمة وردت على بريدى الإلكترونى تحمل الكثير من الأفكار قدمها المهندس محمد الدسوقى قائلا: «مشكلة الشعب المصرى فاكر انه بيفهم فى كل حاجة هو خبير فيها.. على سبيل المثال:
1- خبير فى التحكيم ومع ذلك بيخسر القضايا رغم أن لدينا خبراء تحكيم على مستوى عالٍ يعملون بالخارج ولا نختار إلا أناسًا بعينهم كل مرة وكل مرة نخسر على سبيل المثال سيان.
2- الكل بيفهم فى السياسة.
3- الكل بيفهم فى كرة القدم وجميع الألعاب.
4- الكل بيفهم طب.
5- الكل بيفهم الإدارة والاقتصاد حتى الجنس ..خبراء بالبرشام والمخدرات.
أولاً: - محمد على باشا، قام بإرسال المصريين إلى الخارج للتعليم لنهضة مصر وهذا ما فعله أهل الخليج والشام مما ساعد فى نهضة هذه البلاد وأصبح الجميع يحترم القانون فى الشارع والحياة.
ثانياً: عندما أقامت مصر مدينة الإنتاج الإعلامى كان المفروض أن يشتريها أو يأخذها أو تؤجرها محطة الشيخ صالح كامل إلا أن مقالا كتبه الأستاذ / السيدالغضبان إلى صفوت الشريف مفاده سؤال: هل تستطيع دخول مدينة الإنتاج الإعلامى بعد؟ ذلك وكان الجواب رفض صفوت الشريف عرض الشيخ صالح كامل مما جعله ينقل إدارة قنواته إلى الأردن كلها.
ثالثاً: تم بيع جميع أصول أفلام السينما إلى روتانا والـA.R.T، والعوض على الله
رابعاً: من بعـد 30 يونيـو 2013 جميـع القنـوات المحـلية نقلت جميع الأحداث مباشرة وكشفت كذب قناه الجزيرة مما جعل الناس تثق فى قنوات والفضائيات المصرية.
خامساً: الإخوة اللبنانيون تجار ثم تجار ثم تجار يعرفون عدة لغات ويصرفون ببذخ ويبهرونك ونحن لا نقرأ العقود جيداً وفى النهاية تخسر قناة الحياة لماذا؟ لأن الطمع ثم الطمع وسرعة الكسب ولو مع «بيير شويرى».
أما منى الشاذلى: فهى التى خسرت قناة دريم لأن وائل الإبراشى كان أسدًا من أول يوم ظهور له بالبرنامج وساعده على ذلك أنه من القناة وكان يقدم برنامج الحقيقة.
وبالمناسبة شريف عامر سوف يخسر مثل منى الشاذلى ندعو الله أن يحمى مصر من أبنائها الطماعين والحاقدين والمتأسلمين أمثال الإخوان».
هنا انتهت رسالة المهندس محمد الدسوقى التى نشرتها بالكامل دون تدخل فيها، لكن لى بعض الملاحظات عليها إذا كان صفوت الشريف أوقف عملية تأجير مدينة الإنتاج الإعلامى للشيخ صالح كامل، فهو يتحمل مسئولية نهب تراث السينما المصرية، وسرقة نيجاتيف الأفلام بدعوى شراء الحقوق، فقد تجاهل وزير إعلام المخلوع مبارك السرقة الممنهجة لتراث مصر، رغم كل ما كتب تحذيرا له، وكأنه كان متواطئا، فالأنظمة القمعية عادة لا تهتم بالثقافة وتعتبرها عبئا ثقيلا عليها، بالنسبة لعقلية صفوت الشريف وما بعده نيجاتيف 5 آلاف فيلم مصرى لا يعنى شيئا، لكن بالنسبة للسعودية وقطر ودول أخرى، هم يعنون تاريخ وثقافة مصر، أفلام رصدت مشاعر المصريين طوال أكثر من قرن، يكفى الحالة التى صنعتها قناة التليفزيون العربى حينما عرضت برامج أرشيفية عن مصر فى الستينيات، هذا المشروع العبقرى الذى كان وراءه المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق والمخرج عمر زهران رئيس قناة نايل سينما، والذى جعل كل المصريين يجلسون أمام شاشات التليفزيون العربى يفخرون بتاريخهم، وتوقف فيما بعد بأوامر من جمال مبارك الذى كان يكره عبد الناصر ومصر الستينيات.
قنوات «إم بى سى مصر» تكمل طريق هدم الثقافة المصرية الذى بدأته «روتانا» والـ«إيه ار تى»، فقد نجحت هذه القنوات فى نهب تراث السينما المصرية، ودمرت نجوم الغناء المصريين، والآن التفتوا إلى الإعلام المصرى لتدميره.