تفسير الدعاء المأثور في شهر شعبان: اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان وسر أغلى بطاقة
في مقابلة على برنامج "يوميات الرسول" المذاع على قناة صدى البلد، قام الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بشرح دعاء مأثور يقال في شهر شعبان: "اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان وسر أغلى بطاقة"، وقد قدم تفسيرًا لهذا الدعاء وأهميته.
أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم أن دعاء "اللهم بلغنا رمضان" يُردّد لأن رمضان هو الشهر الذي يُغفر الله فيه الذنوب. واستدل على ذلك بحديث نبوي يقول: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر".
وأشار إلى أن النبي ﷺ حث المسلمين في حديث آخر على الاستزادة والاستعداد لشهر رمضان، حيث قال: "استكثروا فيه من أربع خصال؛ خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى بكم عنهما؛ أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون الجنة، وتعوذون من النار".
وأوضح أن شهادة أن لا إله إلا الله هي أساس الرسالة الإسلامية والدين، وتعد أحد أركان الإسلام الأساسية.
وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم أيضًا إلى حديث نبوي آخر يقول فيه الرسول ﷺ: "إن الله سيخلّص رجلًا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فيُنشر عليه تسعة وتسعين سجلاًّ، كل سجلٍّ مثل مدِّ البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول الله: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى! إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم.
فتخرج بطاقةٌ فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدعبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك، فيقول: يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟"، فيُجيب الله: "إنك لا تُظلم"، ثم تُوضع السجلات في كفة والبطاقة في الكفة الأخرى، فيطاش السجلات وتثقل البطاقة، وذلك لأن شهادة أن لا إله إلا الله لا تثقل مع اسم الله شيء.
وبناءً على هذه التفسيرات، يمكن توضيح أهمية الدعاء المأثور "اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان وسر أغلى بطاقة". فالدعاء يعبر عن رغبة المؤمنين في أن يبارك الله لهم في شهر شعبان، ويُعينهم على الاستعداد والتحضير لشهر رمضان الذي يعد فرصة لمغفرة الذنوب والتقرب إلى الله. كما يعكس الدعاء أهمية الاعتناء بالشهادتين اللتين تشكلان أساسًا للإيمان والتقوى، وأهمية السعي للجنة والابتعاد عن النار في الحياة الدنيا والآخرة.