زكاة الفطر.. مقدارها وحكم إخراجها عبر الجمعيات الخيرية
زكاة الفطر.. مقدارها وحكم إخراجها عبر الجمعيات الخيرية
تثير قضية إخراج زكاة الفطر من خلال الجمعيات الخيرية تساؤلات مهمة حول جواز هذا العمل ومدى توافقه مع الشريعة الإسلامية، فبينما يسعى بعض المسلمين إلى مساعدة الفقراء من خلال الجمعيات الخيرية، يبحث البعض الآخر عن التوجيه الشرعي لهذا العمل.
وفي هذا الموضوع، سنلقي نظرة على الأحكام الشرعية المتعلقة بزكاة الفطر ومدى جواز إخراجها من خلال الجمعيات الخيرية، لنسلط الضوء على هذا الجانب الهام من الشريعة الإسلامية.
ما هو مقدار زكاة الفطر
اتفق الفقهاء على أن مقدار زكاة الفطر هو صاع من معظم الأصناف باستثناء القمح والزبيب، وفيما يتعلق بالقمح اختلفت الآراء حيث أن الجمهور يرون أنه يجب إخراج صاع واحد من القمح، بينما اعتبر الحنفية أنه يكفي نصف صاع، أما بالنسبة للزبيب فقد اختلفت الآراء بين أنه يكفي نصف صاع وهو رأي أبو حنيفة، أما رأي الجمهور يجب إخراج صاع كامل.
حكم اخراج زكاة الفطر من خلال الجمعيات الخيرية
أكد العلماء أنه يُجوز للمسلم إخراج زكاة الفطر للجمعيات الخيرية بهدف توزيعها على الفقراء، ولكن يُشترط في ذلك أن تكون الجمعيات المعنية موثوقة، كما ينبغي أن يتم صرف الزكاة للمستحقين قبل صلاة العيد، وعدم تأخيرها عن الوقت المحدد لذلك.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر مالًا؟
يتعلق الاختلاف بين الفقهاء حول إمكانية إخراج قيمة زكاة الفطر مالًا بوجود نصوص شرعية وتفسيرات مختلفة، فمعظم المذاهب الفقهية الأربعة يرون أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر حيث لم يرد نص صريح يبين ذلك، بينما قام الحنفية بتأييد إخراج القيمة بدلًا من العين لسهولة ويسر للمحتاجين في يوم العيد، حيث قد لا يكونون بحاجة ماسة للحبوب وربما يكونون بحاجة إلى ملابس أو لحم أو غير ذلك، وبالنظر إلى الظروف الاقتصادية وتوفر الحبوب في الأسواق يُعتبر دفع القيمة في بعض الحالات أفضل ولكن في قلة الحبوب في الأسواق، يكون دفع العين أولى لضمان استفادة الفقراء بشكل أفضل.