خلال اجتماع اليوم " الفيدرالي الأمريكي " يحسم مصير الفائدة وسط ترقب الأسواق العالمية
من المتوقع أن يحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند أعلى مستوى لها خلال 23 عامًا، وهو ما يتراوح بين 5.25% و5.5%، في اجتماعه الخامس على التوالي الذي سيعقد اليوم الأربعاء 20 مارس ويأتي هذا بعد تأكيد صناع السياسة النقدية في تصريحات سابقة على أهمية الثقة في أن معدل التضخم يسير في مسار مستدام نحو 2% قبل أي تعديلات على أسعار الفائدة.
أسعار الفائدة
من المتوقع أيضًا أن يصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعات اقتصادية ربع سنوية جديدة، ويراقب المستثمرون بشكل كبير ما يعرف بمخطط النقاط الذي يعطي رؤى حول تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة وتوقيت تلك الخطوات.
في السابق، أشارت التوقعات في ديسمبر الماضي إلى حدوث تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بنسبة ربع نقطة مئوية بحلول نهاية عام 2024. في الوقت نفسه، ارتفع معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع إلى 3.2% في فبراير الماضي من 3.1%، وانخفض معدل التضخم الأساسي دون التوقعات عند 3.8%. وهذا يشير إلى صعوبة دفع معدل التضخم إلى المستوى المستهدف، خاصةً فيما يتعلق بتضخم الخدمات.
مقياس التضخم الرئيسي
يعتقد معظم المسؤولين أن مقياس التضخم الرئيسي سينخفض من أكثر من 3% في نهاية عام 2023 إلى أقل من 2.5% في نهاية العام الحالي.
بالنسبة للمستثمرين، يتساءلون ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سينتظر فترة أطول قليلًا قبل خفض أسعار الفائدة بسبب القراءات القوية لمعدل التضخم في الآونة الأخيرة.
تشير توقعات الاقتصاديين إلى أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يضعوا خطر الركود في المقدمة في هذا الأسبوع. ومع ذلك، قد يؤدي هذا الخطر إلى تغيير التفكير في البنك خلال الفترة المتبقية من العام، مما يشير إلى احتمالية خفض أسعار العندما يتعلق الأمر بتوقعات الفائدة حول السياسة النقدية الحالية ويمكنك متابعة أخبار الاقتصاد والسياسة النقدية والتطورات الأخيرة في بنك الاحتياطي الفيدرالي للحصول على تحديثات حول سعر الفائدة وقرارات البنك المستقبلية.
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
يركز المستثمرون في السوق الأمريكي بشكل مكثف على ما إذا كان المسؤولون ما زالوا يتوقعون ثلاثة تخفيضات أم اثنين فقط، ليبقي أمامهم المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول والذي سوف يبحثون فيه عن أدلة حول ما إذا كان التخفيض الأول لا يزال ممكنًا في يونيو، كما تتوقع أسواق العقود الآجلة حاليًا، أو في وقت لاحق.
وأكدت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ليزا كوك، إن المسؤولين رفعوا أسعار الفائدة فوق 5% في الصيف الماضي كرد فعل حكيم على الخطر المتمثل في بقاء التضخم فوق نسبة 3%، وأضافت في خطاب ألقته في فبراير الماضي، أن هذا الخطر تضاءل رغم أنه لم يختف.
وتابعت، بينما نكتسب ثقة أكبر في أن تراجع التضخم المستمر والمستدام، فإن هذه التوقعات المتغيرة ستبرر التغيير في سعر الفائدة.
وأكد جيفري شميد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي في خطاب ألقاه الشهر الماضي: ليست هناك حاجة لتعديل موقف السياسة بشكل استباقي، بالنظر إلى التضخم الذي يتجاوز الهدف والطلب القوي وانخفاض البطالة.
ولا يشعر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بالقلق من أن التضخم سيظل أعلى من 3%، حتى بعد الارتفاع الذي شهده خلال شهر فبراير 2024، فمن المرجح أن يكون التضخم وفقًا للمقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي أقل من ذلك.
ويري مستثمرون أن مصدر القلق حاليًا أن التضخم يستغرق وقتًا أطول ليصل إلى 2% لأن تضخم الخدمات يظل ثابتًا وبطيئًا في الانخفاض، وبدلًا من رفع أسعار الفائدة، يمكن للبنك الفيدرالي الأمريكي أن يستجيب لذلك من خلال الانتظار لفترة أطول لخفض أسعار الفائدة.
و أشار جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي إلى أن البنك يسير على الطريق الصحيح لخفض أسعار الفائدة بحلول منتصف العام، ما دام أن بيانات التضخم الشهرية أكدت لهم أن الاتجاه الهبوطي لا يزال قائمًا، وقال للمشرعين في الكابيتول هيل، «عندما نحصل على هذه الثقة، ونحن لسنا بعيدين عن ذلك، سيكون من المناسب خفض مستوى القيود حتى لا ندفع الاقتصاد إلى الركود».