"تواصل أهل الجنة وأهل النار".. الحقيقة في القرآن الكريم
هل يتحدث أهل الجنة مع أهل النار؟ هذا السؤال الذي يشغل بعض الأفكار في عالم الغيب، ولا يعرف سرّه إلا الله.
أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا الاستفهام على موقعها الرسمي، موضحةً كافة التساؤلات حول تواصل أهل الجنة وأهل النار.
في القرآن الكريم، جاء في الآية 44 من سورة الأعراف: "ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين".
وفي الآية 100 من سورة الأنبياء: "لهم فيها زفير وهم لا يسمعون". فكيف يتم التواصل بين أهل الجنة وأهل النار وفقًا لما جاء في الآية الأولى، وهم لا يسمعون كما جاء في الآية الثانية؟
في إجابتها على هذا السؤال، أوضحت دار الإفتاء في الفتوى رقم 4247 أن القرآن الكريم يوضح التباين في حالات أهل النار، فمرة يُحشرون صُمًّا كما يحشرون عميان، وذلك ضمن إطار العذاب الذي يتعرضون له في الآخرة.
يُشار إلى ذلك في الآية 97 من سورة الإسراء: "ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًا".
قالت دار الإفتاء إن الله أحيانًا يُسمع أهل النار نداء أهل الجنة ويمكنهم الرد عليه، في حين يُجعلهم في توابيت من النار في أحيان أخرى.
وقد صرح ابن مسعود رضي الله عنه بأنهم يُجعلون في توابيت من النار، مسمارها من النار، ثم تُوضع هذه التوابيت في توابيت من النار الأخرى، ويُلقون في أسفل الجحيم، ليروا أنهم لا يعذبون في النار سواهم. وتلا ذلك قوله تعالى: "لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون".
وبحسب دار الإفتاء، فإن أهل النار لا يسمعون الأصوات التي تنفعهم، ولكنهم يسمعون أصوات المعذبين من الملائكة الذين يقومون بتعذيبهم.
وإذا كان الضمير في "وهم فيها لا يسمعون" يشير إلى أهل النار، فلا إشكال، أما إذا كان يشير إلى المعبودين فلا بأس، ويعني أنهم لا يسمعون صراخهم وشكواهم، ولكنهم يسمعون إجابة دعواتهم ونصرتهم، وفقًا لقول القائل: "سمع الله لمن حمده"، أي أجاب الله دعاءهم.