تجنيد المتدينين.. حاخام اليهود يقف في وجه إسرائيل ويهدد بالمغادرة

تقارير وحوارات

اليهود في اسرائيل
اليهود في اسرائيل

تهدد الشخصية الدينية الأكثر تأثيرًا في إسرائيل، الحاخام الشرقي الأكبر للدولة، يتسحاق يوسف، بمغادرة البلاد في حال تم إجبار اليهود المتدينين على الانضمام إلى الخدمة العسكرية. يعتبر هذا التهديد خطوة جريئة ومفاجئة تهز الرأي العام في إسرائيل.


المتدينون اليهود يغادرون اسرائيل

وأعرب يوسف عن احتجاجه الشديد قائلًا: "إذا تم فرض التجنيد الإلزامي على اليهود المتدينين، فسنغادر جميعًا إسرائيل. سنشتري التذاكر ونغادر". بهذا التصريح، يرغب يوسف في إيصال رسالة صارخة للعلمانيين في المجتمع الإسرائيلي بأنه لا ينبغي أن يكونوا يضعون مستقبل الدولة في خطر.

وأضاف: "الجنود الذين يدرسون التوراة يلعبون دورًا حاسمًا في نجاح الجيش. إنهم يجمعون بين العلم والخدمة العسكرية بشكل ممتاز". بهذه الكلمات، يؤكد يوسف أهمية الدراسة الدينية والصلوات التي يقوم بها طلاب المعاهد الدينية في تعزيز الأمن القومي لإسرائيل.

يعتبر قضية تجنيد اليهود المتدينين، المعروفين بالحريديم، موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمع الإسرائيلي. وفي شهر فبراير/شباط من العام الماضي، دعا رئيس المعارضة يائير لابيد إلى رفض مشروع قانون التجنيد الذي يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية. تسعى الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، لاعتماد مشروع قانون يلزم الحريديم بأداء الخدمة العسكرية ويزيد مدة الخدمة الإلزامية.

وأكد يوسف بقوة قائلًا: "ينبغي على الحكومة أن تدرك أن دراسة وصلوات طلاب المعاهد الدينية توفر الحماية للجيش". يأتي هذا التصريح خلال درس ديني يوم السبت، ويأتي في سياق الجدل الدائر حول قانون تجنيد طلاب المعاهد الدينية للجيش الإسرائيلي، والذي يواجه معارضة من الأحزاب الدينية المتشددة.

تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي

وفي محاولة لتحقيق توافق داخل الائتلاف الحاكم، أصر وزير الدفاع الإسرائيلى، يائير لابيد، على ضرورة تجنيد الحريديم للخدمة العسكرية كبقية المواطنين الإسرائيليين. ويعتقد لابيد أن هذا التجنيد سيعزز المساواة والمشاركة العادلة في تحمل الخدمة الوطنية.

إن تهديد الحاخام يوسف بمغادرة البلاد إذا تم فرض التجنيد الإلزامي على اليهود المتدينين قد أثار جدلًا كبيرًا في إسرائيل. وتحتاج هذه القضية إلى مناقشة وحوار مستفيض بين القوى السياسية والدينية في البلاد لإيجاد توازن بين حقوق الأفراد ومصلحة الدولة.

من المهم أن نلاحظ أن معظم الشخصيات الدينية في إسرائيل لا تدعم موقف يوسف بشأن مغادرة البلاد، وهناك أيضًا آراء متباينة بين الجمهور الإسرائيلي بشأن قضية تجنيد الحريديم. بعض الأشخاص يرون أنه من الضروري أن يتم تجنيد الحريديم للخدمة العسكرية لتعزيز الاندماج الاجتماعي والتعايش في المجتمع الإسرائيلي، بينما يرون آخرون أنه ينبغي الحفاظ على استثناء الحريديم بناءً على قيمهم الدينية والثقافية.

على الرغم من أن الحريديم يشكلون نسبة صغيرة من سكان إسرائيل، إلا أن هذه القضية تحمل تأثيرًا كبيرًا في السياسة الداخلية والدينية للبلاد. ومن المتوقع أن يستمر النقاش والتفاوض حول موضوع تجنيد الحريديم في المستقبل، وربما يتم التوصل إلى حل وسط يحقق توازنًا مقبولًا بين المصالح المتعارضة.