"يوم المرأة العالمي" نظرة على تحديات المرأة الفلسطينية في ظل الصراع

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

شهد العالم احتفالات بيوم المرأة في ظل ظروف صعبة تواجهها المرأة الفلسطينية، التي تعاني من انتهاكات حقوقها وانتهاك كرامتها في ظل ظروف مؤلمة من التمييز والعنف المنظم، حالة لم يشهد لها مثيل في تاريخ العالم.

في يوم المرأة العالمي، تتوجّه الأنظار نحو الوضع المأساوي للمرأة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث تتحمل عبء ويلات الحرب وتداعياتها بمفردها، تعاني من التهجير والنزوح في ظروف بائسة تفتقر فيها أبسط مقومات الحياة. يأتي ذلك بعد حرب إسرائيلية غير مسبوقة دخلت شهرها السادس.

قبل أيام، أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه العميق إزاء تقارير تفيد بتعرض نساء وفتيات فلسطينيات في غزة للعنف والاعتقال والاهانة والاغتصاب والإعدام على يد ضباط إسرائيليين، مؤكدًا أن النساء والفتيات ليسوا أهدافًا.

المرأة الفلسطينية: تحديات الحرب والصمود في تقرير الأمم المتحدة

أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن وفاة أكثر من 9 آلاف امرأة وفتاة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. نشر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تقريرًا يوضح أوضاع المرأة الفلسطينية، مُظهرًا حجم المعاناة التي تواجهها منذ بداية العدوان الإسرائيلي. 

الإحصائيات تظهر استشهاد 9 آلاف امرأة من إجمالي 30،717 شهيدًا، ويبين الإحصاء أن 75% من الجرحى، البالغ عددهم 72،156 جريحًا، هم إناث. 

النساء والأطفال شكلوا 70% من المفقودين، البالغ عددهم 7000 شخص.

في الضفة الغربية، استشهدت 4 فلسطينيات منذ انطلاق العدوان في السابع من أكتوبر الماضي. ويظهر التقرير أن 300 امرأة اعتُقلن من الضفة الغربية خلال العدوان، و165 اعتقلن في مدينة القدس المحتلة.

التقرير يبرز أيضًا الصعوبات الصحية التي تواجه النساء الحوامل في ظل التوتر، مع وجود حوالى 60 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، يعاني نحو 15% منهن من مضاعفات صعبة العلاج بسبب نقص الرعاية الطبية.

 ارتفاع ملحوظ في حالات الولادة المبكرة وحالات الإجهاض بنسبة 300%.

تقدم الأمم المتحدة هذا التقرير في إطار يوم المرأة العالمي، للفت الانتباه إلى تحديات المرأة الفلسطينية والظروف القاسية التي تواجهها في ظل الصراع.

معاناة النساء في غزة: حقائق مأساوية خلف الإحصائيات

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، أن إدارة سجون الاحتلال أعلنت عن وجود 260 معتقلة من قطاع غزة تم تصنيفهن كمقاومات.

مع حلول اليوم العالمي للمرأة، كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة عن معاناة نحو 60 ألف امرأة حامل، يعانين من سوء التغذية والجفاف بسبب الهجمات المستمرة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تُعاني نحو 5 آلاف سيدة من ظروف الولادة في ظروف غير آمنة وغير صحية.

خلال فترة الحرب الحالية على غزة، بلغت حصيلة النساء المستشهدات 63 امرأة، منهن 37 أمًا يوميًا. ويستمر النزوح، حيث نزحت 1.9 مليون نسمة منذ اندلاع الصراع، بما في ذلك مليون امرأة وفتاة، مع تزايد عدد الأرامل والصعوبات التي تواجههن في البحث عن الطعام والعيش.

تقول تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان إن الفلسطينيات في غزة يعيشن ظروفًا قاسية في مراكز الإيواء، وتفتقر إمدادات النظافة ومستلزمات الصحة النسائية، مما يؤدي إلى ازدياد الأمراض والعدوى. مع استمرار الحصار، تعيش النساء حالات غير إنسانية، يُضربن فيها مثالًا على الصمود والتحدي.

في سياق مأساوي آخر، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من ارتفاع ملحوظ في حالات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، مع وضع النساء الحوامل في ظروف قاسية، مع تعطيل الخدمات الصحية ونقص الإمدادات الطبية.

ما يعيشه النساء في غزة يمثل تحديات صعبة للصمود والبقاء، ويتطلب تحركًا فوريًا للتخفيف من معاناتهن وتوفير الدعم الإنساني الضروري.

 

مأساة النساء في غزة: الضحايا الصامتات تحت القصف والاحتلال

أكدت المقررة الأممية على تأثير مأساوي للآلاف من النساء في غزة، حيث يفقدن أزواجهن بشكل مروع، وتتزايد الأعداد من الأمهات اللواتي يواجهن الموت بشكل متكرر.

 يتعمد الاحتلال إرغام سكان غزة على التضور جوعًا، وتعتبر المساعدات الإنسانية غير قادرة على الوصول إلى مناطق الحاجة العاجلة.

النساء الحوامل يتعرضن للقصف ونقص الخدمات الصحية، حيث تضطر بعضهن لإنهاء حملها تحت ظروف قاسية. 

يُفرض على النساء أن يولدن دون تخدير أو دعم فعّال في بيئة طبية يعاني جزءًا كبيرًا منها من الدمار.

تشير التقارير إلى حدوث عمليات إعدام مباشرة لنساء فلسطينيات مع أطفالهن خارج نطاق القضاء، مع اعتقال تعسفي واختفاء قسري. 

تعبر المقررة الأممية عن قلقها حيال هذا السلوك اللاإنساني والمهين الذي تتعرض له النساء والفتيات الفلسطينيات.

الاعتقال والتعذيب يستهدف النساء بشكل خاص، حيث يتعرضن للضرب والتنمر وحرمانهن من الرعاية الطبية وحقوقهن الأساسية.

 تتعرض لاعتداءات جنسية واغتصاب، مع تجريد بعضهن من ملابسهن وتصويرهن في أوضاع مهينة أثناء الاستجواب.

 تشير التقارير إلى انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب وارتكاب جرائم حرب، ما يستوجب التحقيق والتصدي لها بشكل فوري.