واشنطن بوست: تزايد التوترات بين البيت الأبيض ونتنياهو

عربي ودولي

بوابة الفجر

 

أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فى تقرير نشرته أمس الأول الثلاثاء بأن نهج الرئيس الأمريكى جو بايدن تجاه الحرب التى يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من ١٥١ يومًا، لم يحظ بالقبول من جميع الجهات.

ويرى منتقدون من اليسار أن البيت الأبيض تسبب فى حدوث إبادة جماعية فى القطاع، حيث أسفرت الحملة العسكرية التى تزعم إسرائيل أنها «ضد حركة حماس» عن مقتل ما يزيد على ٣٠ ألف فلسطينى فى غزة غالبيتهم من النساء والأطفال، وتهجير غالبية السكان، مما أدى إلى تحويل المنطقة المحاصرة بأكملها إلى كابوس إنسانى يمتلئ بالأنقاض.

 

 

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل حظيت بدعم واضح من واشنطن، سواء من حيث المساعدات العسكرية الملموسة أو الدعم الدبلوماسى فى المحافل الدولية، مما أثار انزعاج الحلفاء الأوروبيين فى أماكن أخرى.

وفى هذا السياق، ذكرت الصحيفة أن النقاد من اليمين، بما فى ذلك فى الحزب الجمهوري، يعتبرون أن بايدن لا يقدم الدعم الكافى لإسرائيل بشكل واضح، خاصة بالمقارنة مع ترامب ودعمه المفرط لنتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.

 

 

وأضافت الصحيفة أن بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين يدعمون التحالف بين ترامب ونتنياهو، يشعرون بالاستياء من تحول بايدن وتوجهاته الرمزية التى تهدف إلى إعادة التوازن فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بما فى ذلك فرض عقوبات على بعض المستوطنين الإسرائيليين المتورطين فى أعمال عنف ضد الفلسطينيين، كما وصف القرار الأخير الذى يدين المستوطنات بأنه تناقض للقانون الدولي، معارضًا بذلك مواقف ترامب.

ووفقًا للتقرير الذى نشرته الصحيفة الأمريكية أن هناك جهودًا مكثفة يجريها المسؤولون الأمريكيون ونظراؤهم العرب لبحث الخطوط العريضة المحتملة للوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة.

 

 

فى السياق نفسه؛ دعت نائبة الرئيس كامالا هاريس حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى الانضمام إلى الشروط المطروحة لتحقيق وقف فورى لإطلاق النار، مشددة على ضرورة أن تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث تتزايد التقارير عن الوفيات جراء سوء التغذية والمرض فى ظل الأوضاع الإنسانية المتردية.

وبشأن العلاقات بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أفادت الصحيفة بأن التوترات المتزايدة بين الجانبين برزت هذا الأسبوع فى واشنطن، حيث احتفظ البيت الأبيض بمسافة بعيدة عن نتنياهو ولم يعرض عليه الدعم المطلوب، وبدلًا من ذلك، اجتمع مسؤولو الإدارة الأمريكية مع منافسه الوسطى بينى جانتس، وهو عضو فى الحكومة الإسرائيلية، لبحث الأوضاع وتقديم ما يلزم من توجيهات.

 

 

وعلى هذا النحو، وصل جانتس إلى واشنطن لعقد اجتماعات مع مسؤولى الإدارة والمشرعين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث يُعتبر زعيمًا إسرائيليًا أكثر عقلانية ومقبولية من قبل الإدارة الأمريكية مقارنة بنتنياهو، وهو ما يعكس استمرار الدعم الأمريكى لإسرائيل ولكن بشكل أكثر حيادية وتوازنًا فى ظل التطورات الراهنة فى المنطقة.

وتدرك الإدارة الديمقراطية حالة الغضب المتزايدة بشأن الحرب المستمرة فى غزة، وتبذل جهودًا لتحقيق الاستقرار وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الإنسانية التى يعانى منها السكان فى قطاع غزة.

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، تم رفض زيارة جانتس من قبل مكتب رئيس الوزراء، مما أثار انتقادات من حلفاء نتنياهو اليمينيين.

واتهم وزير المالية اليمينى المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بتسليط الضوء على جانتس بأنه شريك فى مشروع إدارة بايدن، الذى يهدف إلى تنشيط عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما يشمل إنشاء دولة فلسطينية طال انتظارها.

تؤكد تقارير «واشنطن بوست» أن نتنياهو لم يخف معارضته لإقامة دولة فلسطينية، وأن رؤيته تتعارض مع رؤية بايدن بشأن ما بعد الحرب، فيما يشير محللون إسرائيليون إلى أن نتنياهو يعتمد على الحرب لتحقيق بقائه السياسي، مما يعرقل أى جهود للحوار حول تنازلات للفلسطينيين، بما فى ذلك إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

 

 

وتوضح الصحيفة أن جانتس وقادة آخرون يسعون بصعوبة لتعزيز السيادة الفلسطينية وتحديد مصيرها، بينما يعتبر مسؤولو الإدارة الأمريكية أنهم أكثر استعدادًا للمستقبل المتوقع بعد الحرب، والذى يشمل إعطاء السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بشكل تدريجي.

وبشكل عام، يرى البيت الأبيض أنه من الضرورى المضى قدمًا فى عملية السلام، بينما تعتبر حكومة نتنياهو ضرورة المحافظة على الانتصارات العسكرية ومنع أى تنازلات تقود إلى إنشاء دولة فلسطينية، وذلك لإرضاء الأحزاب اليمينية المتطرفة فى ائتلافها الحاكم.