الفجر تنشر كلمة وزير الخارجية المغربي خلال الدورة 161 للجامعة الدول العربية
وجه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الشكر للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والأمانة العامة على التنسيق والتعاون المثمر والروح البناءة التي سادت خلال الستة الأشهر الماضية، مؤكدا استمرار بلاده بقيادة الملك محمد السادس، في دعم كل ما يرمي إلى تعزيز العمل العربي المشترك.
وقال بوريطة خلال الدورة 161 لمجلس جامعة الدول العربية، إن المملكة المغربية تولت رئاسة الدورة 160 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري في سياق مشحون بالتوتر واندلاع مواجهات مسلحة بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وما خلفته ولا تزال من آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ومن تخريب ودمار وحصار شامل، في خرق واضح لكل القوانين الدولية والقيم الإنسانية.
وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن التطورات المتسارعة في المنطقة غرضت تحديات حقيقية ومصيرية على الأمن القومي العربي بمختلف تجلياته الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما استدعي متابعة مستمرة من مجلس الجامعة بمستوياته الثلاث على مدى خمسة أشهر، لتدارس سبل التحرك السياسي والدبلوماسي لوقف دوامة العنف وتحقيق السلام والأمن، واحتواء مخاطر القضاء على ما تبقى من آمال للتعايش السلمي في المنطقة.
تابع: "وفي هذا الإطار، دعت المملكة المغربية بتعليمات الملك محمد السادس وبالتنسيق مع الأشقاء في دولة فلسطين، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، بتاريخ 11 أكتوبر 2023، وشددنا فيه على ضرورة وقف إطلاق النَّار وتجنب استهداف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ومنع محاولات التهجير القسري، وهي نفس الأولويات التي جدد القادة التأكيد عليها في القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية، بالرياض بتاريخ 11 نونبر 2023، إلا أن التعنت الإسرائيلي، الموسوم بدافع الانتقام، وفشل مجلس الأمن، حالا دون تحقيق تلك الأولويات."
وأكد أن إمعان إسرائيل في انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بفرضها حصارا كاملا على قطاع غزة يشمل قطع المياه وحظر دخول الغذاء والوقود والأدوية، فضلا عن إقدام قواتها البرية بالتوغل داخل القطاع، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، استوجبت تحركا عربيا ودوليا عاجلا من أصحاب الضمائر الحية، للتخفيف من وطأة ذلك الحصار على سكان غزة.
وأشار إلى أنه كان من الطبيعي أن تبادر المملكة المغربية بتعليمات من الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إلى إرسال كميات مهمة من المساعدات الإنسانية العاجلة شملت مستلزمات غذائية وطبية، تكفلت السلطات المصرية مشكورة بإدخالها عبر معبر رفح، وأخرى تولت وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، بتسليمها للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية الرئيسية المعنية بحالات الطوارئ الصحية والاجتماعية الناجمة عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
ووجه الملك محمد السادس بتخصيص 100 منحة دراسية إضافية، وذلك في ضوء ما يوليه للقضية الفلسطينية العادلة من عناية كريمة وتضامن فعلي وموصول في هذه الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن من يظن أن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط سيتحقق عبر الحلول العسكرية أو مخططات تهجير الفلسطينيين فهو مخطىء، موضحا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تكريس نزعة الاستعداء والانتقام والتطرف، والزّج بالمنطقة في دوامة لا متناهية من الفوضى والعنف.