سفير فرنسا بالقاهرة: الفرانكفونية وسعت حدودها الأصلية لتصبح جسرا مشتركا بين بلداننا وشعوبنا
قال سفير فرنسا لدى مصر إيريك شوفالييه إن بلاده ستستضيف قمة الفرانكفونية القادمة والمقرر انعقادها في الرابع من أكتوبر القادم وتستمر لمدة يومين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم بمقر إقامة سفير فرنسا بالقاهرة بمناسبة بدء شهر الفرانكفونية، بحضور مجموعة من السفراء والدبلوماسيين من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية من بينهم سفراء الأرجنتين ورومانيا وبلجيكا وزامبيا، وممثلون عن وزارة الخارجية والمنظمة الدولية للفرانكوفونية.
وأعرب السفير عن سعادته لاجتماع مجموعة السفراء الفرانكفونيين اليوم بمقر الإقامة للتأكيد على الالتزام بالقيم التي تدافع عنها المنظمة الدولية للفرانكفونية وأمينتها العامة، لويز موشيكيوابو، وهى التعاون والتضامن والتبادل والاحترام والتعددية اللغوية والتعددية الثقافية.
وأضاف أن الفرانكفونية وسعت حدودها الأصلية، وأصبحت تحت رعاية الدكتور بطرس بطرس غالي جسرا مشتركا للقيم السياسية الأساسية بين بلداننا وشعوبنا لتمتد من كندا إلى إفريقيا، ومن جزر الأنتيل إلى جزر المحيط الهندي، ومن شواطئ المحيط الأطلسي إلى سواحل المحيط الهادئ.
وأوضح أننا نعيش لحظة اضطراب تاريخي، فالحروب وأزمة الغذاء والطاقة والأوبئة والكوارث الطبيعية تدعونا إلى الاصطفاف حول القيم، والتي نحتفل بها هذا المساء، في مصر.. مشيرا إلى ان بلاده سعيدة بالأولوية المعطاة دوليًا للفرانكوفونية.
ورحب السفير الفرنسى بالحضور، مشيرا إلى أن برنامج الاحتفال بشهر الفرانكفونية فى مصر سيكون مصدرًا للاكتشافات والتبادلات واللقاءات الفريدة حيث يجتمع الابتكار والإبداع وريادة الأعمال باللغة الفرنسية.
من جانبها، قالت نادين مراد ممثلة وزارة الخارجية إن شهر مارس الذي أصبح "شهر الفرانكوفونية" سيكون كما هي العادة في مصر حافلا بالفعاليات على اختلاف أنواعها، والتى تجمع بين السينما والأغنية والعروض والقراءات والمؤتمرات التي تشهد على التنوع الاستثنائي.
وأكدت بهذه المناسبة على أن مصر تتمتع بعلاقة مميزة طويلة الأمد مع الفرانكوفونية، يرعاها تاريخها وثقافتها وعلاقاتها السياسية، مذكرة بأن مصر لعبت، منذ انضمامها إلى الحركة الناطقة بالفرنسية عام 1983، دورا رائدا في تطوير هذا المجال وإبراز نفوذه كوسيلة للتعاون والتنمية.
وأضافت أن الدكتور بطرس بطرس غالي، الذي كان ناشطا متحمسا للفرانكوفونية ومدافعا كبيرا عن قيمها، يعتبر من خلال عمله "الأب" للفرنكوفونية المؤسسية والسياسية والشاملة، وقد تم انتخابه كأول أمين عام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية في قمة هانوي عام 1997، مما ساهم في إعطاء الفرانكوفونية بعدها السياسي الكامل.
وأوضحت أن مصر ترحب بجامعة سنجور بالإسكندرية، "الجامعة الدولية الناطقة بالفرنسية في خدمة التنمية الإفريقية"، والتي كانت إحدى الجهات الخمسة المشغلة مباشرة للمنظمة الدولية للفرانكفونية منذ عام 1989.
وأكدت أن الدولة المصرية تولى أهمية كبيرة لدعم هذه المؤسسة الناطقة بالفرنسية ذات البعد الإفريقي وتطويرها، كما يتضح من دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع بناء الحرم الجامعي الجديد داخل المركز الجامعي بمدينة برج العرب الجديدة، ومن المقرر افتتاح المبنى الذي أقامته الحكومة المصرية على مساحة 44 ألف متر مربع تقريبا، العام المقبل، ومن المتوقع أن يضاعف قدرة الجامعة على استضافة ما بين 200 إلى 400 طالب مع توفير السكن والرياضة والمرافق الترفيهية.
وأكدت على استمرار مجالات التعاون بين مصر والمنظمة الدولية للفرانكفونية في النمو والتنوع، لذلك استضافتها القاهرة بعثة استطلاعية اقتصادية للفرنكوفونية في فبراير 2023 شارك فيها أكثر من مائة شركة وفعالية اقتصادية، وتم تنظيم منتدى اقتصادي حول هذا الموضوع، كما تدعم مصر بشكل كامل جهود المنظمة الدولية للفرانكفونية في مجالات التوظيف وريادة الأعمال وتمكين المرأة والشباب، وكذلك التحول الرقمي ومكافحة تغير المناخ.