كريم كمال: برحيل الأنبا بيسنتي خسرت مصر والكنيسة واحدا من أهم رموزها
نعى كريم كمال الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة ورئيس دير القديس الأنبا برسوم العريان الذي رحل عن عالمنا منذ قليل. قال إن مصر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية فقدتا أحد أهم رموزهما الدينية والوطنية على مدى أكثر من نصف قرن.
وأضاف “كمال” في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن نيافة الأنبا بيسنتي خدم بأمانة كراهب وسكرتير لقديس العصر البابا شنودة الثالث، وكذلك أسقفا عاما، وأسقفا لحلوان والمعصرة، حيث اهتم بالنفوس بشكل كبير ولم يميز في خدمته بين غني وفقير، بل كان يتصف بالسخاء تجاه كل محتاج يطرق أبوابه دون النظر إلى دينه. وقد أنشأ مستشفى الأنبا برسوم العريان الكبير بالمعصرة وجهزه بأحدث الأجهزة كمستشفى خيري يخدم الجميع، سواء مسلمين أو مسيحيين.
وتابع أنه على الرغم من إجراء نيافته عملية قلب مفتوح منذ سنوات طويلة، إلا أنه لم يتوقف عن إقامة القداديس اليومية والافتقاد وبناء الكنائس، حيث تحولت في عهده مطرانية حلوان إلى مركز ديني ووطني كبير.
وأوضح أن نيافته كانت أحد أهم رموز الوحدة الوطنية على مدى عقود طويلة، حيث كان له دور بارز في التصدي للفتن الطائفية ونشر الخطاب الديني المعتدل، إلى جانب إقامة مائدة إفطار رمضان كل عام في دير الأنبا برسوم، والتي كان يشارك فيها كل رموز السياسة والوطن.
ولفت إلى أن نيافته كان راهبًا ناسكًا يخدم بأمانة ويعيش حياة زاهدة، حيث لم يمتلك سيارة طوال خدمته، وعندما كانت تأتي له سيارة هدية من محبيه، كان يبيعها ويضع أموالها في الخدمة، مؤكدًا "لن أمتلك سيارة ما دام هناك من يحتاج إلى أي شيء".
واختتم بالقول إن نيافة الأنبا بيسنتي كان مثالًا للراعي الصالح الذي يصعب تكراره، وبوفاته اليوم فقدت مصر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومجمعها المقدس رمزًا وطنيًا ودينيًا كبيرًا. يعزي في مصر والكنيسة وفي أنفسنا بهذه الخسارة الفادحة.