أسير فلسطيني يكتب تاريخ الصمود.. قصة الظلم والشهادة داخل سجون الاحتلال
قضاء الأسير الفلسطيني الجديد نحبه في سجون الاحتلال الإسرائيلي لم يكن سوى جزء مظلم من القصة، رغم أن كاميرات الأمن في السجون تراقب كل حركة وتسجل جرائم الاحتلال، إلا أن هناك ما يحدث بعيدًا عن أعين العالم، أماكن مظلمة لا تكشفها الكاميرات، ومن بين تلك الجرائم المخفية، كانت تجربة الأسير الشهيد المسن أحمد رزق قديح، أحد المعتقلين الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي استشهد داخل سجون الاحتلال.
الأسير الشهيد قديح
مع وفاة الأسير الشهيد قديح، يرتفع عدد الشهداء الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال ومعسكراته إلى 12 شهيدًا منذ السابع من أكتوبر، من بين هؤلاء، أربعة من غزة، بما في ذلك الشهيد قديح، ولا يزال هناك شهيد آخر غير معروف بعد، وإلى جانبهما يضاف الشهيد المصاب والمعتقل محمد أبو سنينة من القدس الذي استشهد في مستشفى هداسا بسبب إصابته.
جريمة استشهاد الأسير المسن، الذي كان على وشك إكمال عامه الثامن، فتحت الباب للحديث عن الانتهاكات المروعة التي يرتكبها الاحتلال في سجونه ومعتقلاته، وخاصة الأمور السرية التي انتشرت بشكل كبير منذ حدوث عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر.
إن استشهاد الأسير الشهيد قديح هو مجرد نقطة ضوء في ظلام القمع والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، هذه الأحداث تثير قضية الأسرى وتجبرنا على النظر في المعاناة اليومية التي يعيشها الأسرى وأهاليهم، وتجعلنا نسأل عن العدالة والحقوق الإنسانية المنتهكة.
إن حكاية الأسير الشهيد قديح وغيره من الأسرى الفلسطينيين تعكس معاناة شعب بأكمله، وتدعونا إلى التوعية والتحرك الفعلي لدعم حقوق الأسرى وإنصافهم.
قصة تعذيب أحمد قديح
في حادثة صادمة، تعرض الأسير الشجاع لأفعال تعذيب شديدة تحت أيدي الاحتلال الإسرائيلي، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بأن الشهيد أحمد رزق قديح، البالغ من العمر 78 عامًا، تعرض لتجربة مروعة بعد اعتقاله خلال الغارة البرية التي نفذها الاحتلال في خان يونس في فبراير 2024.
وفقًا لشهادة أحد المعتقلين الذي تم الإفراج عنه مؤخرًا، تعرض الشهيد للتعذيب بشكل مروع بعد اعتقاله وتم استشهاده في أحد المعسكرات، دون الكشف اسم المعسكر بالضبط.
ووفقًا لشهود العائلة، تعرض الأسير لعذاب قاس قبل استشهاده، حيث طلب من المعتقلين أن يتوضأ ويتناول طعامه، ولكنه استشهد أمام أعينهم بعد دقائق فقط. ومن ثم تم نقل جثته إلى جهة غير معروفة.
الشهيد قديح، الذي لم يعانِ قبل اعتقاله من أي أمراض مزمنة، كان أبًا لـ11 طفلًا، توفي أحدهم بعد استشهاده في عام 2008، وأشارت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إلى أن الاحتلال لم يعلن عن استشهاده، ممارسًا بذلك جريمة الإخفاء القسري التي يستخدمها بحق المعتقلين في غزة.
وتأتي هذه الجريمة في إطار العدوان والإبادة الجماعية المستمرة ضد شعب غزة، وأكدت الهيئة ونادي الأسير في بيانهما أن التصاعد المستمر لعدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال منذ أكتوبر الماضي يعكس سياسة الانتقام المنهجية والتعذيب والجرائم الطبية التي تستهدف الأسرى والمعتقلين في غزة.
وتُذكر المؤسسات الحقوقية المختصة بأنها طالبت مرارًا المؤسسات الدولية بالتدخل لوقف جريمة الإخفاء القسري الممنهجة، التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المعتقلين في غزة دون رقابة.