"لحظات توثيق بعدسة موبايل" مبادرة شبابية بالإسكندرية
أطلق فريق من الباحثين المهتمين ومحبي التصوير الفوتوغرافي والأفلام الوثائقية بالإسكندرية مبادرة "لحظات توثيق بعدسة موبايل"، ويعتبر هذا التوثيق بمثابة التطبيق العملي على أرض الواقع بعد عدد من ورش العمل والتدريب وبدأ بزيارة مدرسة سان مارك وعقبها بعد ذلك متحف الإسكندرية القومي بمصاحبة منسقي ومسئولي مبادرة سينما وفن من أجل التنمية.
وبدأ ذلك التوثيق بمدرسة سان مارك في بداية اليوم وبرفقة مدرس الفوتوغرافي هاني المصطفى ومجموعة من متدربي مبادرة "سينما وفن من أجل التنمية" بتوثيق التراث المعماري للمدرسة وتعتبر مدرسة سان مارك هى أحد المدارس الكاثوليكية فى مصر تأسست منذ عام 1928 واستغرق بناء المدرسة ثلاث سنوات وتم افتتاحها رسميًا عام 1928.
وتحتوي مدرسة سان مارك على قبة مميزة تحتوى أسفلها على متحف ضخم يحتوي على مقتنيات الرهبان "الكاثوليك" أثناء رحلاتهم إلى إفريقيا وكل ما جمعوه فى رحلاتهم على مر الأزمنة المختلفة، وجاء ذلك برعاية أحمد المسيري، جوزيف كرم، هاني المصطفى مسئولي مبادرة سينما وفن من أجل التنمية وبالتعاون مع مؤسسة طراحة الثقافية.
ويأتي ذلك ضمن ورش عمل تدريبية داخل المبادرة والتي شملت مراحل إعداد وتكوين الفيلم الوثائقي وأهم الفروق بين الفيلم الوثائقي و"الريبورتاج" وقدمها أحمد المسيري، باحث، وكاتب، وناقد سينمائي، التراث المعماري لمدينة الإسكندرية للدكتور محمد عادل دسوقي، استاذ مساعد عمارة في الأكاديمية العربية للعلوم و"التكنولوچيا".
كما تضمنت الورش أيضًا ورشة التصوير السينمائي لمدير التصوير السينمائي وعضو لجنة الفنون والآداب بالمجلس القومي للمرأة "چوزيف كرم" وورشة التصوير الفوتوغرافي بالموبايل وقدمها هاني المصطفى مصور ومدرس "الفوتوغرافي.
وتهدف المبادرة إلى التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة في مجال الفن والتنمية، لتوظيف سائر الفنون بصفة عامة، والفن السابع "السينما" بصفة خاصة كأحد أهم الفنون البصرية في دعم وتطوير قدرات العديد من الفئات المختلفة مع مراعاة تحقيق مبدأ المساواة في الجنس والعمر والجنسية حتى تصل المبادرة للجميع.
وأطلق هذه المبادرة أحمد المسيري، وهو باحث وناقد سينمائي وكاتب وعضو جمعية كتاب ونقاد السينما المصريين ومستشار فني وثقافي لإحدى المؤسسات الثقافية، وحاصل على ماجستير في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في السينما.
وأثناء جولة التوثيق داخل متحف الإسكندرية القومي، قال الدكتور محمد حسن دكتوراه في الآثار المصرية، "متحف الإسكندرية القومي كان قصر لأحد أثرياء الإسكندرية وهو تاجر الأخشاب أسعد "باسيلي" والذي بنى هذا القصر على الطراز الإيطالي وظل مقيمًا به حتى عام 1954 ثم باعه للسفارة الأمريكية.
وتابع "ظل هذا القصر مقرًا للقنصلية الأمريكية حتى اشتراه المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الثقافة عام 1996 ثم قام بترميمه وتجديده وتحويله إلى متحف مع بداية الألفية الثالثة وتم افتتاح المتحف فى سبتمبر عام 2003.
وأردف "حسن" حديثه عن المتحف قائلًا يحتوي على 1800 قطعة أثرية تشمل جميع العصور بدءًا من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث وتصور تلك القطع حضارة مصر وثقافتها وفنونها وصناعاتها خلال هذه العصور وقد تم إحضار هذه القطع الأثرية من عدة متاحف منها المتحف المصري والمتحف الإسلامي والمتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والآثار الغارقة والآثار الإسلامية بالإسكندرية.
وتحدث "حسن" عن رأيه في فكرة توثيق معمار وتراث الإسكندرية كمدينة قديمة وخاصًا منطقة محطة الرمل وشارع فؤاد بالأخص والذي يقع به متحف الإسكندرية القومي، مبديًا إعجابه بالزمن التوقيتي للمبادرة ويرى أن هذا الوقت المناسب لمثل هذه المبادرات.
وأضاف لافتًا إلى مدى شغف وحب المتدربين للمبادرة والتراث المعماري برغم عدم دراستهم للتاريخ باستثناء مدربة واحدة التي قامت بدراسة التاريخ المعماري مؤكدًا على أهمية دور الجهات الحكومية ووزارة السياحة والآثار في دعم مثل هذه المبادرات بالموافقة على التصريحات اللازمة للتصوير والتوثيق لتراث الإسكندرية المعماري.
ويقول المثقف والروائى السكندرى تامر صلاح الدين" أكبر فائدة عملية نتجت عن هذه الورشة هى التأثر بالتيارات المدرسية والأكاديمية المتعددة التى نتجت عن تفاعل المتدربين متنوعى الخلفيات العلمية والثقافية مع المدربين المحترفين والذين كان هدف الورشة التوثيقى لتراث الإسكندرية العمراني واضحًا أمامهم، وهذا أكد على تأثر المواطن السكندرى بروح وتاريخ المدينة، واهتمام الكثيرين من أبنائها بالحفاظ على توثيق ما تبقى من تاريخ مبانيها الحديثة والمعاصرة".
وأردف "صلاح الدين" "أنتجت الورشة أيضا روحًا جماعية تبحث فى الزوايا المتعددة للعمارة الخديوية والتى تتضمن طرزًا إيطاليًا ويونانيًا وانجليزيًا وفرنسيًا وسويسريًا وألمانيًا وبالطبع طرز عربية وإسلامية، كما ألقت الضوء على فن العمارة الحديثة والمعاصرة وحرص أبناء الإسكندرية من كل الجنسيات على تجويد وتجميل منشآتهم السكنية والتجارية وفقا لأحدث نظم الهندسة والبناء والديكور فى عصرهم، ما ميز المدينة عن أغلب مدن البحرالمتوسط.
وأكد الدكتور، سعيد النادي، مدرس إعلام في معهد الإسكندرية العالي للإعلام وهو أحد المتدربين بالمبادرة، على أهمية الزيارة لمدرسة سان مارك حيث المظاهر المعمارية الفرنسية وزيارة متحف الإسكندرية القومي والذي يتميز بالطراز الإيطالي موضحًا أنها زيارة مثمرة لدى المتدربين ونتج عنها توجيهات طوال الوقت أثناء التوثيق على أرض الواقع من قبل المدربين لإظهار الجانب الإبداعي لدى كل متدرب على حدة.
فيما تحدثت الكاتبة هند البنا عن مدى استفادتها من المبادرة قائلة "كان من الضروري تطبيق كل شىء أخدناه في الورش على الطبيعة وبالنسبالي طبقت كل شىء وكل زوايا التصوير اللي تم تدريبنا عليهم أثناء الورش وبدأت اركز أكتر على الصورة أنا عايزاها تطلع أزاي، وبقيت عايزة أصنع من كل شىء قدام عيني مشهد جميل.
وأشارت مريم عبد العزيز مهندسة مدنية وأحد المتدربات بالمبادرة، إلى اهمية اليوم وخاصًا بعد إنهاء مجموعة من الورش في كتابة السيناريو والتصوير السينمائي والفوتوجرافي، وأثناء التوثيق أخذت بعين الاعتبار تطبيق إنشاء فكرة السيناريو لتصوير الفيلم الوثائقي، موضحة "أكتر
ما أمتعني باليوم هو ما قصه علينا الدكتور محمد حسن عن تاريخ المتحف أثناء الجولة بداخله فهو ليس مجرد مكان خاص بشخص إنجليزي وحسب بل شخص قرر يبني مبني على الطراز الإيطالي ثم يتحول لسفارة بعد وفاته بعد ذلك متحف قومي كما هو الآن.
فيما أبدى هشام سامي عمر كبير مونتيري تليفزيون الإسكندرية إعجابه في أحداث اليوم وتوثيق التراث بالموبايل موضحًا أن برغم خبرته الكبيرة في التعامل مع الكاميرا التصويرية الا ان علاقته بكاميرة الموبايل تكاد تكون "ضعيفة "ومع ذلك استطاع من خلال الورشة التدريبية في المبادرة التطور السريع وظهر ذلك أثناء التوثيق بداخل مدرسة سان مارك ومتحف الإسكندرية القومي، ويرى أن من خلال توثيق الصور والفيلم الوثائقي يرى أن المتدربين بذلك يحصدون المجهود المقدم من جانب المدربين في المبادرة في أيام قليلة حصلوا فيها على معلومات جمة.
واختتم هاني المصطفى المدرب الفوتوغرافي بالمبادرة ل "الفجر " أنه شاهد وتابع بعينيه صورهم في بداية اليوم وفي نصه وفي آخره وشفت مستوى التقدم الرهيب كل ما الممارسة بتزيد" مؤكدًا على أهمية الممارسة المستمرة للتصوير ففي كل مرة يقوم بها المتدرب بالتصوير تصبح جودة صورته أفضل إلى أن يصل للاحترافية.