مطران فلسطيني: " اوقفوا آلة الموت في غزة فأهلنا هناك لا يستحقون ان يعاملوا بهذه القسوة "
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأن ما يتعرض له مستشفى الشفاء في غزة انما هي عينة عما يحدث في غزة كلها من تدمير وامتهان للكرامة الانسانية واستهداف للمدنيين لا سيما شريحة الاطفال.
وامام هذا الكم الهائل من الدمار والخراب والدماء والشهداء نتسائل اين هو العالم الحر الذي يدعي الديمقراطية والحرص على حقوق الانسان مما يحدث عندنا وما هي نتيجة اجتماع القمة العربية والاسلامية التي صدرت عنها بيانات ولكن لم تغير شيئا من الواقع المأساوي الذي يعيشه اهلنا في غزة.
لقد دمرت نصف غزة ناهيك عن الكم الهائل من الشهداء اما مشهد الاطفال فهو وصمة عار في جبين الانسانية التي لم تتحرك لوقف هذه الهمجية وهذه العدوانية.
ان ما يحدث في غزة اليوم قد كشف الوجه الحقيقي لما يسمى الحريات والديمقراطيات في العالم وكشف زيف الادعاءات بهذه المنظومة التي تدعي الحرص على حقوق الانسان لا بل وعلى حقوق الحيوان فأين هم من الانتهاكات الخطيرة التي تحدث في غزة.
اوليس اولئك الذين يقتلون في غزة بشر خلقهم الله!!! كما خلق كل انسان ولماذا ينظر اليهم باستخفاف وكأنهم من طينة وجبلة مختلفة في حين ان البشر جميعا ينتمون إلى اسرة بشرية واحدة خلقها الله.
واهلنا في غزة هم بشر كما هو كل انسان في هذا العالم، فلماذا يعاملون بهذه القسوة وتستباح حياتهم وتدمر منازلهم ويعتدى على دور عباداتهم ومستشفياتهم وغيرها من المؤسسات في غزة.
هل يظن اولئك الذين يقتلون في غزة ان ما يقومون به هو بطولة فقتل الابرياء ليس بطولة بل هي جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني.
نرفض استهداف المدنيين كل المدنيين ونرفض استهداف الابرياء كل الابرياء بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية فنحن نؤمن باحترام الكرامة الانسانية، والانسان هو اغلى ما نملك، ولذلك فإننا نرفض ثقافة الحروب والعنف والقتل والارهاب واستهداف المدنيين.
ما يحدث في غزة اليوم انما هي جريمة العصر اذ يستهدف الابرياء والفقراء الذين عانوا من الحروب والفقر المطقع ولسنوات طويلة واليوم تنهمر عليهم الصواريخ والقذائف مخلفة المآسي الانسانية والتي لا يمكن وصفها بالكلمات.
نطالب بوقف هذه الحرب والتي يدفع فاتورتها المدنيين والاطفال، فالحروب ليست حلا بل هي شر مطلق وفي الحروب الكل خاسرون ناهيك عما تولده الحروب من احقاد وكراهية وثقافة للانتقام والعنف.
اوقفوا آلة الموت في غزة فأهلنا هناك لا يستحقون ان يعاملوا بهذه القسوة.