أكمل الدين أوغلو: سعيد بعودة المياه إلى مجاريها بين مصر وتركيا
أعرب الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي عن سعادته للعودة إلى مصر بعد أول زيارة له لمصر عام 1964، حيث تلقى تعليمه فى كلية الآداب جامعة عين شمس.
وقال الدكتور أكمل إن الأتراك فى مصر وتراثهم الثقافي شكلت النموذج المصرى العثمانى، مؤكدا أن دراسته ككاتب للتعرف على أسرار هذه العلاقة استغرقت 40 عام من العمل المتواصل، مشيرا إلى أن الكتاب تناول أبرز النتائج الإيجابية لهذه الثقافة وأثرها.
واستعرض الكاتب أبرز الأسماء التى أثرت على الأدب العربي من شخصيات لها أصول تركية ومنهم أمير الشعراء أحمد شوقى والأديب يحيى حقى، وأثنى على مدينة القاهرة ودورها الحضارى والثقافى العالمي الكبير فى العالمين العربي والإسلامي.
وأعرب عن سعادته بأن المياه عادت إلى مجاريها بين مصر وتركيا، حيث أن العلاقة بين البلدين واجبة فالشعبين المصري والتركي شقيقين، مؤكدا أن هناك اندماج كامل بين الشعبين.
وأقامت سفارة تركيا في القاهرة ندوة تاريخية وفكرية حول التراث الثقافي التركي في مصر، بمشاركة العديد من الضيوف البارزين والمثقفين والأكاديميين والصحفيين المصريين.
وخلال الندوة، التي أقيمت تحت رعاية سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن، ألقى الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، محاضرة في سياق كتابه "الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي"، والذي كتبه بجهد وعناية كبيرة.
ووفق بيان صادر عن سفارة تركيا في القاهرة، فالعمل الذي كتب مقدمته رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، هو نتاج أكثر من أربعين عاما من العمل؛ ويسلط الضوء على الثقافة التركية خلال الفترة العثمانية لم تكن منتشرة قبل وصول محمد علي باشا إلى الحكم في مصر، ويحاول أن يوضح كيف اكتسبت الثقافة واللغة التركية العثمانية كثافة وانتشارًا في مصر مقارنة بالفترة السابقة، نتيجة الاهتمام الكبير وسياسات الابتكار التي اتبعها محمد علي باشا، المحب الكبير لمصر ومؤسس مصر الحديثة. كما يكشف الكتاب أيضًا كيف تشكلت النسخة «العثمانية المصرية» نتيجة هذا التطور الثقافي الذي اتخذ من إسطنبول في البداية نموذجًا في مصر، وكيف ظلت منتجات وتأثيرات هذه الثقافة قائمة حتى اليوم.
ويناقش الكتاب أيضا كيف تم تبني الثقافة التركية العثمانية في مصر من قبل صفوة من السكان المحليين الناطقين بالعربية، فضلا عن المتحدثين باللغة التركية القادمين من خارج مصر، وذلك بفضل المدارس الجديدة التي تم إنشاؤها والعدد الكبير من الكتب التركية التي أنتجتها مطبعة بولاق الشهيرة، بجهود كبيرة من محمد علي باشا وأسرته الكبيرة الحاكمة، ما أدى إلى ظهور الوجه الثقافي "المصري العثماني" إلى جانب الوجه الثقافي "التركي العثماني" في مصر.
ويعد هذا المُؤَلَف، الذي يبحث في الوجود الثقافي التركي الذي تطور مع الأتراك الذين يعيشون في مصر والمؤلفات المكتوبة وآثار هذه الثقافة التي بقيت حتى يومنا هذا، هو الأول من نوعه في هذا المجال فيما يتعلق بـ "الاتراك في مصر وتراثهم الثقافي".
وفي نهاية الندوة تم عرض الفيلم الوثائقي بعنوان "قدرية" الذي يتناول الأميرة المصرية "قدرية بنت السلطان حسين كامل" والذي كتب نصه سفير تركيا بالقاهرة السيد صالح موطلو شن.
وقالت سفارة تركيا في القاهرة إن الذكرى الغالية للأميرة "قدرية" ومساهماتها في مصر وتركيا والمجتمعات التركية والمصرية كادت أن تُنسى، إلا أن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي" هو الذي أعاد تلك الذكرى والمساهمات إلى النور مرة أخرى.