ما الذي تراعيه الكنيسة أثناء انتقاء رجل الدين؟
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية إنه خلال انعقاد المجمع المقدس، سيتم انتخاب مطرانًا جديدًا على إبراشية نيجيريا من قِبل رؤساء الكهنة أعضاء المجمع.
وعلى خلفية الحدث، نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، دراسة للمطران جورج خضر حول ىلأية انتقاء الكاهن، جاء خلالها “إن من أدق الأمور الرعائية اختيار كاهن، هنا وهناك صار المتدينون يثقون بحكمة الأسقف، هل هذه الحكمة في محلها دائما؟، لا مفر من أن يخطئ المطران أحيانا الاختيار إذا كان يقوم على ترشيح مباشر من فئة من الشعب، لمتدينون فيهم سذجة كثيرون، ولهم عن هذا المرشح أو ذاك ظاهر التقوى، ولا يستطيع الأسقف أن يعرف كل الأفراد المؤهلين للكهنوت في هذه الرعية أو تلك، يتكل عند ذاك على من يثق بهم في المكان وقد لا يحسنون الاختيار، قد لا يُقدرون العلم ويقدمون جاهلا، أو لا يكونون جادين بتقدير الأخلاق، كما لا بد لرئيس الكهنة أن يتقيد بالشروط الرسولية والمجمعية التي تحفظه من الانفعال، فالكتاب يتكلم عن الشيوخ، أي عن رؤساء الجماعة، الذين "يحسنون الرعاية ولا سيما الذين يتعبون في خدمة الكلمة والتعليم".
أضاف: “يجب أن يكون المرشح بلا عيب جسدي أو نفسي ومقبول الصوت وعلى شيء من حسن السيرة، لكن هذا بات أمر غير كافٍ، كما أن التقوى وحدها لا تكفي، هي مطلوبة من كل مؤمن، لأن الكاهن فيحمل مسؤولية الرسالة بنوع أخص وتاليا مسؤولية المعرفة اللاهوتية، وهذا واجب على الكاهن في المنطق نفسه، يا ليتنا راعيناها إذن أن تقصي الجاهل والمرتزق ومن ليس المسيح مبتغاه”.
استطرد: "إن الكنيسة لا تقوم فقط على الخدم الإلهية ولكنها تقوم بالقوة نفسها على التعريف بالكتب المقدسة وما يحفظها ويحيط بها من التراث، أما قال بولس لتلميذه تيموثاوس: "انصرف إلى القراءة (اي قراءة الكلمة) والوعظ والتعليم إلى أن أجيء" ؟ وكذلك (إنتبه لنفسك ولتعليمك)، كم يكون جميلا ذلك اليوم الذي نستطيع فيه أن نشترط إجازة اللاهوت من كل إكليريكي من وظيفة الشماس فما فوق لنكون مطيعين للكلمة الإلهية ولا يبقى لمؤمن عذر في جهله إذ يجد من يرشده إلى المعرفة التي يطلب".
تابع: “أنا واثق أن عندنا من المتلهفين لهذه الدراسة ما يجعل شباننا يقدمون على الدراسة إذا أمّنا لهم حياة كريمة بعد تخرجهم. هذا يفرض تعهد الكنيسة القيام بمعيشتهم فيما بعد، أي هذا يستدعي نظاما ماليا ينتظمون فيه بلا خوف، إن من الأسباب الرئيسية التي تجعل شبيبتنا يتقاعسون عن الخدمة خوفهم من أن يعيشوا مع عائلاتهم دون المستوى المعقول”.
وقبل انعقاد المجمع المقدس لبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا في دير القديس جيورجيوس البطريركي، المعروف باسم "دير مار جرجس"، في منطقة مصر القديمة بالقاهرة؛ قام صاحب الغبطة البابا ثيوذوروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا، بزيارة رعوية إلى إبراشية نيجيريا يوم الأحد 4 فبراير 2024 وتستمر ثمانية أيام، برفقة المتروبوليت جورجيوس مطران غينيا والمُعْتَمَد البطريركي في اليونان، والمشرف على الإبراشية الأرملة في نيجيريا، بعد رقاد مثلث الرحمات المتروبوليت ألكسندروس مطران نيجيريا في شهر يونيو 2023.
جاء ذلك للاطلاع عن كثب على العمل الذي نجزه المتروبوليت ألكسندروس خلال 26 عام وتقييم الوضع القائم. وأثناء إقامته هناك التقى باللإكليروس المحليين الذين طلب منهم البقاء مخلصين لكنيسة الإسكندرية وسائر إفريقيا الكنيسة القانونية الوحيدة في إفريقيا، التي هي الكنيسة الأرثوذكسية والبطريركية التبشيرية القديمة.