المركز الثقافي اللبناني الماروني ينظم الصالون الثقافي الثاني بالاسكندرية
نظم المركز الثقافي اللبناني الماروني، بالإسكندرية الصالون الثقافي الثاني بعنوان "التنوع الثقافي: العلاقات المصرية اللبنانية نموذجًا"، برعاية ورئاسة المطران جورج شيحان رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، وذلك بحضور كوكبة كبيرة من قادة الفكر بالمجتمع الإسكندري.
وشارك بالحضور في فعاليات الصالون الثقافي عددا من الشخصيات العامة من بينهم قنصل عام لبنان، علي قرانوح والروائي عمرو عافية، والقس إيهاب حلمي، والموسيقار فريد جزرة، وعدد من القيادات الفكرية.
وقال كلمة المطران جورج شيحان خلال اللقاء: “السادة الحضور يسعدنا ويشرفنا مشاركتكم معنا اليوم لصالوننا الثقافي الثاني عن التنوع الثقافي والعلاقة المصرية اللبنانية نموذجًا له، لما تتمتع به تلك العلاقة من زخم يضرب بجذوره في أعماق التاريخ منذ عصر قدماء المصريين والفينيقيين”.
وتابع: دعوني استشهد بمقولة الأديب المصري الكبير طه حسين التي وصفت واقع العلاقة بين البلدين في المجال الثقافي، ووصفت بدقة واقع النشر والكتابة في عالمنا العربي حينذاك، وهي: القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، والتي أكدت إثراء وريادة الثقافية المصرية، وقوة صوت لبنان الذي مازال يصدح فى محيطه العربى بقوته الناعمة؛ فيؤثر بثقافته على كل الناطقين بالضاد، وشددت على أن العلاقة بين البلدين هي علاقة تناغمية، تكاملية قائمة على الترابط الأخوي الوثيق، وتخلو من أي تنافس، والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة جدًا.
وأضاف المطران شيحان قائلًا: لا يمكن أن ننكر أن الثقافة في لبنان متشعبة المصادر، وتعتبر ثروة لبنان الاستثمارية، وأن لبنان تسعى بشكل دائم للاستفادة منها وتعزيزها، والعمل على نشر وإيصال المفاهيم الثقافية دوليا في مجالات الإبداع والفن والأدب؛ لتصبح بمتناول الدول الشقيقة؛ ما أضفى بظلاله على مصر، فلم يبخل لبنان في النهوض بمجال الصحافة والأدب والفنون في مصر، بل كان لبنان أحد أهم أسباب انفتاح مصر الثقافي، فاستطاع لبنان ضخ دماء جديدة في شرايين الثقافة المصرية، ما زال تأثيره باقيًا حتى الآن، كما لم تبخل مصر على مساندة لبنان دوليا منذ الاستقلال، فكانت القاهرة أول من اعترف باستقلال بيروت في الأربعينات، وليس ذلك فقط، بل شكلت مصر مركزًا بها، للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعا أسفر عن صياغة «الميثاق الوطني»، الذى أسس نظام الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.
لذا تستند العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين على مبدأ الاحترام المتبادل والتشاور المستمر وتنسيق الرؤى والمواقف في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك، والعمل على تطوير تلك العلاقات بشكل دائم ومستمر وزيادة روابط الأخوة بين البلدين.
ومن ذلك المنطلق، عقدنا العزم على أن يكون عنوان صالوننا الثقافي اليوم عن التنوع الثقافي مستشهدين بعلاقة مصر ولبنان كنموذجا يحتذا به، وأرجو أن يسفر ذلك اللقاء عن حوار ثري وبناء يضيف رونقا آخر على تلك العلاقة المتميزة."
في سياق متصل أعلن المطران جورج شيحان، بصفته رئيس مجلس أمناء المركز الثقافي اللبناني الماروني عن انطلاق "أكاديمية داود بركات للإعلامي المحترف"، تحت إشراف كوكبة متميزة من الأكاديميين، والصحفيين من مصر، ولبنان، وذلك استكمالًا لدور لبنان الحيوي في تطوير ودعم الصحافة والإعلام في مصر، وتكريمًا لرموز الإعلام اللبناني، واستعادة لأحد أوجه العلاقات الثقافية بين مصر، ولبنان. فنحن نسترجع التاريخ، لنتأمل حركة الحاضر، ونستنبط من خلالهما مؤشرات للتقدم نحو المستقبل؛ لنفتح آفقًا جديدة لتصورات المستقبل، ونضع معًا حلولا للمشكلات الإعلامية القائمة.
وأكد شيحان أن تأسيس الأكاديمية يأتي استكمالًا لدور لبنان الحيوي في دعم الصحافة في مصر، بداية من الأخوين سليم وبشارة تقلا، مؤسسي صحيفة الأهرام، وجورجي زيدان، مؤسس دار الهلال، ونجيب متري، مؤسس دار المعارف، وروز اليوسف، رائدة المسرح والصحافة، وغيرهم من الأدباء والفنانين اللبنانيين، الذين احتضنتهم مصر، والذين صاروا جزءً أساسيًا من تراثها الفني والثقافي، وصولًا لاختيار بيروت العام الماضي عاصمة الإعلام العربي، ذلك الاختيار الذي دعم دور لبنان القوي في الإعلام والثقافة والعمل على تحقيق التنمية والوعي للشعوب، رغم التحديات التي تواجهها لبنان.
يُذكر أن المركز الثقافي الماروني بالإسكندرية افتتح في الثاني من ديسمبر الماضي، بحضور قنصل عام لبنان بالإسكندرية علي قرانوح، ومجموعة من قادة الفكر بالمجتمع الإسكندري، وكان عنوان أول صالون ثقافي للمركز "المواطنة متعددة الثقافات"