هل ينجح نتنياهو في تطبيق خطة ما بعد الحرب؟
منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة يحاول الاحتلال الإسرائيلي الترويج إلى عودته للسيطرة على قطاع غزة من جديد، الأمر الذي رفضته السلطة الفلسطينية منذ اليوم الأول.
مع استمرار الصراع خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين يكشف عن خطته بعد الحرب في غزة التي يستهدف فيها احتلال قطاع غزة من جديد.
خطة نتنياهو لما بعد الحرب في غزة
قدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة إلى مجلس الوزراء الحربي مساء الخميس الماضي.
وتتضمن الخطة التالي:
• تخطط إسرائيل بشكل خاص للحفاظ على "السيطرة الأمنية" في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي فرضية سارعت السلطة الفلسطينية إلى رفضها.
• تنص الوثيقة على تفكيك حركتي حماس والجهاد وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
• كما تنص على أن تتولى القوات الإسرائيلية الإشراف الأمني "على كامل منطقة غرب الأردن" برا وبحرا وجوا "للحؤول دون تعزيز العناصر الإرهابية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإحباط التهديدات الصادرة عنها تجاه إسرائيل".
• جاء في الخطة أيضا أنه بعد انتهاء الحرب، "سيحتفظ الجيش الإسرائيلي بحرية غير محددة زمنيا للعمل في جميع أنحاء القطاع من أجل منع عودة النشاط المسلح".
• ردّت السلطة الفلسطينية على المقترح على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الذي اعتبر أن ما يطرحه نتنياهو من خطط "الهدف منها استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية
رد حماس على الخطة
انتقد أسامة حمدان عضو حركة حماس في مؤتمر صحافي عقده في بيروت، خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما بعد الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أنها آيلة إلى الفشل.
وصرح حمدان للصحافيين: "بالنسبة لليوم التالي في قطاع غزة، نتنياهو يقدم أفكارا يدرك تماما أنها لن تنجح. اليوم يقدم ورقة يكتب فيها مجموعة من أفكاره المكررة".
وأضاف: "هذه الورقة لن يكون لها أي واقع أو أي انعكاس عملي لأن واقع غزة وواقع الفلسطينيين يقرره الفلسطينيون أنفسهم".
وتابع أن "القراءة لهذه الورقة ولقرار رفض الاعتراف بأي دولة فلسطينية يعكس أمرين لا بد أن يتوقف الجميع أمامهما لا سيما الداعين إلى تسويات سياسية على نمط أوسلو وغيرها، الأول أنه يرفض قطعا الاعتراف بدولة فلسطينية ويرفض الاعتراف بكيانية فلسطينية، وهذا يدفع لسؤال إن كان هو وأمثاله مؤهلين لبحث سياسي مع الفلسطينيين".
جعجعة إعلامية
وأوضح أن الأمر الثاني هو إصرار نتنياهو "على الفصل بين الضفة وغزة وعلى الفصل ما بين القدس والضفة، وهذا يعني أن هذا الكيان مخططه الحقيقي هو الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتفتيتها".
ومن جانبه قال إياد العبادلة الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني، إن ما زعمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من تقديم خطة لليوم التالي للحرب على غزة والتي أتت في أقل من صفحة ونصف وفق ما نشره الإعلام العبري بن ترقى لمجرد وجهة نظر قبل أن تكون خطة مشيرا إلى أن ما طرحه نتنياهو لا يمثل ولا يعكس الواقع في الميدان ولا علاقة له بذلك فهو يتحدث وكأنما قطاع غزة أصبح مستوطنة صغيرة المساحة لذلك لا تعدو كونها (جعجعة إعلامية) للحد من الضغوطات الأميركية والدولية التي طالبوه مرارا بتحديد رؤيته لليوم التالي للحرب على غزة وكان يتهرب من الرد في كل مرة لأنه فعليا لا يملك رؤية أو خطة واضحة المعالم وان ما طرحه لا يمت بصلة للواقع.
وأضاف «العبادلة» في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، وإذا ما ربطنا الأحداث ببعضها نرى أن الاحتلال الإسرائيلي لازال يواجه مقاومة شرسة في قطاع غزة ولازال لا يملك المعلومات الاستخبارية الكافية عن قدرات المقاومة وهذا ما دلل عليه العدول في خطاباته الأخيرة حيث كان يتحدث في بداية الحرب عن القضاء على حماس ومن ثم تجاوز عن هذا المصطلح لان حماس أو المقاومة الفلسطينية هي فكرة والفكرة لا تموت وتبقى راسخة في الأذهان وتتناقلها الأجيال، كنا أكد أن ما طرحه نتنياهو لا يرقى لمستوى خطة وإنما كانت عبارة عن بالون اختبار لقياس رد الفعل الأميركي والدولي.
وأكمل حديثه، أن نتنياهو يعي تماما أن اليوم التالي للحرب سيكون بدء العد التنازلي في حياته السياسية نتيجة للإخفاق في ملف السابع من أكتوبر إضافة إلى ملفات الفساد والرشوة الآخرة التي يواجه القضاء فيها، لذلك هو يطيل أمد الحرب قدر الإمكان في محاولة منه للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه.
وأشار إلى أن مقترح تسليم مناطق القطاع لإدارات محلية وفق طرحه، على مر التاريخ أثبت قطاع غزة ان لا أحد يستطيع أن يملي عليه أو يفرض عليه شروطًا أو إدارات رغما عنه، وقطاع غزة جزء لا يتجزأ من فلسطين وشعبه هو من يقرر المصير ولا يستطيع أحد ان يملي عليهم كما فعلت الإدارة الأميركية في أفغانستان والعراق.
وتابع أن مصر الراعي الأول والمرجع الأساسي لكل الاتفاقيات الفلسطينية وخصوصا فيما تخص قطاع غزة الذي يعتبر الخاصرة الأمنية الرخوة لها لن تسمح بتمرير مخطط نتنياهو ولن تستطيع حكومة الاحتلال فرض تغيرات ديمغرافية دون الرجوع إلى مصر وموافقتها، وهذا يبرهن أن إسرائيل الذي ضربت بعرض الحائط كل القرارات الدولية لم تستطيع أن تتجاوز القرار المصري الرافضة لشن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة أو أن تقيم جدارا لوجستيا على محور فيلادلفيا.
ونوه المحلل السياسي الفلسطيني بأن مصر دور ريادي وقوي في المنطقة وتمتلك من الملفات والأوراق القوية التي تلزم إسرائيل بعدم تجاوز الخطوط المصرية الحمراء.
حلم الانتصار
وأوضح الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن نتنياهو طرح تلك الخطة منذ اليوم الأول ولم يتغير في تلك الخطة حتي مع ما حدث في قطاع غزة من دمار وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الاحتلال فشل في عودة المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطنات الغلاف، مشيرًا إلى أن نتنياهو يحاول إنشاء قوي مدنية مستخدمين في ذلك جوع والوضع الصعب لأبناء قطاع غزة لذلك يقوم بترويج أنهم استطاعوا إنشاء قوي مدنية فلسطين ضد حركة حماس ولكن ذلك غير صحيح.
واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن نتنياهو يحاول من خلال تلك التصريحات تحقيق أي انتصار في قطاع غزة ولكن ذلك لن يحدث على حساب الشعب الفلسطيني.