بعد جلسة محكمة العدل.. "مهران" لـ "الفجر": مرافعة مصر فضحت جرائم الاحتلال ومهدت لمزيد من الضغط الدولي
في مرافعة للتاريخ وصفعة جديدة توجهها مصر للكيان المحتل، تواصلت المعركة القانونية الحاسمة بين مصر وإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، حيث أعلنت المحكمة عن تشكيلة الوفد المصري المؤلف من خمسة دبلوماسيين بارزين يتولون مهمة تمثيل مصر في هذه المرافعة التاريخية، ويتضمن الوفد السفير حاتم كمال الدين، سفير مصر في هولندا، والمستشارة القانونية لوزير الخارجية المصري، ياسمين موسى، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء من سفارة مصر في لاهاي، وهم محمد سمير سالم، وماريهام يوسف، وشريف عبدالعزيز.
وخلال المرافعة وجهت مصر العديد من التهم إلى الكيان المحتل ومن بينها منع وصول المساعدات الإنسانية من العالم إلى قطاع غزة والسماح بعنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك التخطيط لاقتحام رفح التي يسكنها مليون و300 ألف فلسطيني.
وأشارت مرافعة مصر إلى قتل ما يزيد عن 29 ألفًا من الفلسطينيين الأبرياء خلال أحداث حرب غزة الأخيرة والتسبب في نزوح ما يزيد عن 1.3 مليون فلسطيني وفرض المجاعة والحصار وطرد الفلسطينيين من أراضيهم ونقل المستوطنين للأراضي المحتلة ليصل عددهم إلى 750 ألفًا
فضح جرائم الاحتلال
ومن جانبه، علق الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام، عضو الجمعية الأوروبية للقانون الدولي على المرافعة التي قدمتها مصر أمام محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي، متطرقًا إلى الخطوات المتوقعة وموقف الولايات المتحدة.
وقال مهران في تصريحات خاصة لـ "الفجر": "لقد استطاعت مصر تسليط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وكذلك إبراز الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، مما يوجب علي محكمة العدل الدولية إصدار قرار يؤكد بموجبه أن استمرار الاحتلال وممارساته غير مشروعة ويدعو إسرائيل للانسحاب الفوري".
وأكد الخبير القانوني أن المرافعة المصرية أمام المحكمة شكلت منصة مهمة لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني أمام الرأي العام العالمي.
وبين أن الوفد المصري استعرض بالتفصيل الوجه القبيح للاحتلال؛ بدءًا مما ارتكبه من التطهير العرقي والتهجير القسري في الضفة الغربية وانتهاءً بالحصار اللاإنساني المفروض على غزة، لافتا إلي وجود خطوات قانونية وسياسية لاحقة على المستوى الدولي لمحاسبة إسرائيل، مشددا علي أن مصر ستواصل جهودها لعزلها ووأد محاولات تزييف الحقائق.
كما نوه الدكتور مهران إلي أن المرافعة المصرية أمام محكمة العدل الدولية مهدت الطريق أيضا أمام خطوات عملية لمزيد من الضغط الدولي على إسرائيل، قائلا: "بفضل تسليط الضوء على حجم معاناة شعبنا الفلسطيني، أصبح الرأي العام العالمي أكثر وعيًا بالانتهاكات الإسرائيلية وأشد تعاطفًا مع القضية الفلسطينية".
وأضاف أن ذلك سيدفع بدوره المزيد من الدول والبرلمانات لاتخاذ إجراءات عملية كفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل أو مقاطعة التطبيع معها مثلما حدث من البرازيل.
الفيتو الأمريكي
وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من الاحتلال الإسرائيلي، قال مهران لـ "الفجر":"من المتوقع استمرار سياسة الدعم الأعمى لإسرائيل والاعتراض على أي قرار يدينها وعرقلة مجلس الأمن عن القيام بعمله.. لكن التغيير ممكن مع تصاعد الموجة المناهضة للصهيونية داخل أمريكا".
واختتم مهران تصريحاته بالقول:"سنواصل النضال القانوني والسياسي من أجل كشف زيف الرواية الإسرائيلية.. فالحقيقة لا محيد عنها مهما طال الزمن، ولن يتم السكوت عن الامر حتى تصحيح المسار.. فهذا هو بداية الطريق الصحيح نحو مزيد من العزلة الإسرائيلية وإضعاف موقفها التفاوضي بما يؤدي لإنهاء احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية".