«بعد نقل الأثريين»... خبير: عيون موسى مهددة بالاندثار ومقابر أثرية مفتوحة بسيناء
مازالت تتوالى عواقب نقل الأمين العام لعدد 217 موظفًا من سيناء «آثاريين وإخصائيين ترميم وإخصائيين مساحة وأملاك وإداريين وأمن» معظمهم عناصر على درجة عالية من الكفاءة والخبرة بالعمل في سيناء مما أدى إلى فراغ فى العناصر البشرية المؤهلة بهذه المناطق
«بعد نقل الأثريين»... خبير: عيون موسى مهددة بالاندثار ومقابر أثرية مهملة بسيناء
ومن ناحيته أشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن أهل منطقة عيون موسى يشكون من عدم تواجد آثاريين في المنطقة، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار في 10 فبراير 2018 عن افتتاح المنطقة للزيارة بعد أعمال ترميم وتطوير منطقة عيون موسى وقد تكلفت المرحلة الأولى 3 مليون جنيه، تضمنت ترميم وصيانة 7 آبار مع إنشاء تندات وممشى للآبار وتجهيز عشش ومحلات لأهل المنطقة لبيع المشغولات اليدوية للزوار بسيناء ومحافظة السويس
اقرأ أيضًا: نقل 217 من العاملين بالسياحة والآثار بسيناء.. وخبير يعلق: تفريغ ليس له مبرر (مستندات)
وأشار رئيس قطاع الآثار المصرية وقتها إلى أن المرحلة الأولى تضمنت أيضا تجهيز المدخل الرئيسي للمنطقة وتنفيذ منظومة إضاءة على أحدث النظم العلمية مع نظم إضاءة حديثة للمظلات والأفران التراثية، وأكد أنه تم تفعيل رسوم التذاكر وطبعها لزيارة منطقة آثار عيون موسى استعدادا لاستقبال الزائرين، أول أبريل2018، حيث تراوحت أسعار التذاكر ما بين 40 جنيها للأجنبي و20 للطالب، بينما بلغت 10 جنيهات للمصري و5 جنيهات للطالب مع إعفاء طلاب المدارس والجامعات وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح الدكتور ريحان بأنه لم يحدث أى شىء مما صرح به رئيس قطاع الآثار المصرية بالوزارة حيث لم تفتتح منطقة عيون موسى للزيارة ولا الأهالى تسلموا محلات وكان هناك مفتش آثار مقيم بالمنطقة يشرف عليها ولكن بعد نقل الآثاريين هُجرت تمامًا وكأنها لا تتبع الآثار ويشتكي الأهالي من هذا الإهمال حيث كانت مصدر رزق لهم قبل الترميم، ولكن بعد الترميم تم إغلاقها وإهمالها وهو ما قد يؤدى إلى ردمها وضياع الملايين التى أنفقت عليها.
وتابع ريحان أنه نتيجة إلى نقل الآثاريين وندرة مفتشى الآثار أصبح من الصعب المرور على المواقع الأثرية حتى أهملت وتوضح الصور لآثار ما قبل التاريخ في سهل القاع شمال مدينة طور سيناء عن طريق منسقيها بطور سيناء والتى تؤكد أنها مهملة وبها بقايا جثامين مكشوفة لوحوش الصحراء مما ينم عن عدم مرور أى آثارى عليها منذ فترة طويلة وهذا طبيعى نتيجة نقص الآثاريين، على حد قوله.
وأشار ريحان إلى أن هذا السهل عملت فيه بعثة أمريكية لآثار ما قبل التاريخ برئاسة الدكتورة أنجيلا كلوز وكشفت بها عن مبانى دائرية بها بقايا بشرية وهى المهملة الآن ولا توجد عليها أى حماية من أسوار أو حراس بالمنطقة وكأنها خارج نطاق الآثار، وهذه المنطقة تقع فى نطاق الآثار وتخضع لقانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 إخضاع بالقرار رقم 328 لسنة 2002 بمساحة 1000.300م.
وأوضح أن هذه المبانى المهملة هى مبانى حجرية يُطلق عليها أهل سيناء النواميس وأثبتت الدراسات المختلفة أنها تعود إلى عصر البرونز المبكر، ويعتقد أنها آثار خاصة بسكان سيناء الأصليين فلقد كشف عالم الآثار البريطانى بالمر عام 1869 عن مجموعة من هذه النواميس قرب عين حضرة ( طريق كاترين – نويبع) وقرب نويبع وقد عثر بها على رؤوس سهام ودبابيس نحاس، وكشف روزنبرج عام 1967 عن مجموعة أخرى قرب عين حضرة، وهذه النواميس تشبه خلايا النحل متجمعة وشكلها دائرى يتراوح قطرها ما بين 2.5 إلى 4م وارتفاعها 3م، مبنية من بلاطات مسطحة كبيرة من أحجار غير منحوتة ويرجّح بالمر أنها معسكرات محصنة لأقوام يعتمدوا على رعى الأغنام استخدموا المساحات المفتوحة بين هذه الدوائر للأغنام والقطيع.