آمال وقف إطلاق النار في غزة تتلاشى مع رفض نتنياهو الدعوات لوقف هجوم رفح

بسبب تعنت نتنياهو. تعثر دعوات وقف الهجوم على رفح الفلسطينية

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية

تتلاشى الآمال بوقف إطلاق النار في الحرب على غزة وسط رفض رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" المتكرر لدعوات وقف الهجوم البري على رفح، وتصويت حكومته على أن دولته ستعارض رسميا المحاولات الدولية لما أسمته "الاعتراف الأحادي الجانب" بدولة فلسطينية.

كما أن الجهود الدبلوماسية التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة متوقفة أيضًا، حيث صرح مسؤولون قطريون، اليوم الأحد، بأن المحادثات غير المباشرة في القاهرة بين دولة الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية، والتي استؤنفت الأسبوع الماضي، "وصلت إلى طريق مسدود".

وأشارت واشنطن أيضًا إلى أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد المسعى الجديد المتوقع هذا الأسبوع لإصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار.

وقد قوبل هذا الموقف بالاستهجان من جانب سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حيث قُتل ما يقرب من 29,000 شخص، وتشرد 85% من السكان من منازلهم، ويعاني واحد من كل أربعة من السكان من الجوع، وفقًا للأمم المتحدة.

استمرار التوغل البري في قطاع غزة

وأسفرت الغارات الجوية على مدينة غزة وخانيونس وبلدة رفح الحدودية في أقصى جنوب القطاع  وهي آخر مكان آمن نسبيًا في غزة  عن مقتل ما لا يقل عن 18 شخصًا خلال الليل، وفقًا لمسؤولين محليين، بما في ذلك عائلة مكونة من سبعة أفراد، حسبما كشفت مصادر محلية لوكالة أسوشيتد برس، فيما يزعم جيش الاحتلال تحميل حماس المسؤولية عن سقوط ضحايا من المدنيين، قائلا إنه يستخدم سكان غزة كدروع بشرية.

ويستمر الهجوم البري لقوات الاحتلال في استهداف مدينة خان يونس بوسط البلاد، حيث توقف مستشفى ناصر، الذي كان في السابق أكبر مرفق للرعاية الصحية في القطاع، عن العمل بعد أن شنت القوات البرية غارة على المبنى الخميس الماضي.

وقال الدكتور "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" رئيس منظمة الصحة العالمية، في تغريدة على منصة إكس، اليوم الأحد"، إنه لم يُسمح لفريق منظمة الصحة العالمية بدخول المجمع الطبي يوم الجمعة أو السبت لتوصيل الوقود للمولدات.

وأضاف "غيبريسوس" أن حوالي 200 مريض ما زالوا محاصرين في المستشفى دون طعام وماء، من بينهم 20 يحتاجون إلى إحالات عاجلة، وقال متحدث باسم وزارة الصحة في غزة إنه لا يزال هناك 25 موظفا فقط لرعاية المرضى والجرحى.

وقد أضرت هجمات جيش الاحتلال بمرافق الرعاية الصحية المتعثرة في جميع أنحاء غزة، والتي أصبحت أيضًا ملاجئ للمدنيين الذين فروا من منازلهم، لانتقادات واسعة النطاق باعتبارها جرائم حرب، وسط مزاعم  لجيش الاحتلال أن استخدام حماس للمواقع الطبية للاختباء أو استخدامها كقواعد لشن العمليات يجعلها أهدافًا مشروعة.

نتنياهو يتعهد باستمرار ملاحقة حماس 

وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي مساء السبت، رد "نتنياهو" على الانتقادات الدولية، قائلا إن أولئك الذين كانوا ضد الهجوم على رفح كانوا يطلبون من البلاد فعليا أن “تخسر الحرب” ضد حماس.

وأشار رئيس الوزراء أيضًا إلى أن القوات ستدخل كجزء من مطاردة الاحتلال لقيادة حماس بغض النظر عما إذا تم الاتفاق على إطلاق سراح الأسري أم لا، قائلًا: “حتى لو حققنا ذلك، فسوف ندخل رفح”.

وفي حين قدمت الولايات المتحدة الحليف الأكثر أهمية للكيان، الدعم العسكري الحاسم والغطاء الدبلوماسي للمجازر التي ترتكب، فقد وصلت العلاقات بين جو بايدن ونتنياهو إلى الحضيض بسبب عدد القتلى الهائل والمتزايد في غزة.

حيث رفض "نتنياهو"، اليوم الأحد، بقوة اقتراح واشنطن لما بعد الحرب، والذي قد يشمل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، كما تبنت حكومة نتنياهو إعلانًا يقول إن دولة الاحتلال ترفض بشكل قاطع القرارات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين” وستواصل معارضة الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية.

حكومة الاحتلال تفشل مساعي وقف إطلاق النار

وأمضت مصر وقطر والولايات المتحدة أسابيع في محاولة التوسط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسري على أمل تحقيق الاستقرار في غزة وتخفيف العنف المتصاعد الذي أثارته الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

ومع ذلك، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين الطرفين بشأن عدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين يمكن إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراح الأسري المستوطنين المحتجزين في غزة.

وقالت قيادة حماس افي قطر إنها لن تطلق سراح الرهائن دون انسحاب كامل من قطاع غزة، وهي مطالب وصفها نتنياهو بأنها “وهمية”.

وقال نتنياهو ليلة السبت إنه بينما أرسل وفدا إلى محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة الأسبوع الماضي بناء على طلب بايدن، فإنه لا يرى ما الذي يمكن تحقيقه من إرسالهم مرة أخرى، وقد قوبلت تعليقاته بغضب من قبل المتظاهرين في ما أصبح الآن تجمعًا أسبوعيًا في تل أبيب مساء السبت، حيث اتهم أفراد عائلات الرهائن رئيس الوزراء بوضع مصالحه السياسية قبل مصير أحبائهم.

ويعتقد على نطاق واسع أن نتنياهو يبطئ محادثات وقف إطلاق النار لأنه من المرجح أن تتم إطاحته من منصبه في انتخابات جديدة عندما تنتهي الحرب. ويواجه الزعيم منذ فترة طويلة عدة محاكمات فساد.

وتظاهر آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في تل أبيب مساء السبت للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، حيث اشتبك بعض المتظاهرين مع الشرطة وأطلقوا الألعاب النارية وحاولوا إغلاق الطرق.

ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن في الأمم المتحدة مشروع قرار وزعته الجزائر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، وهو ما رفضته السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية ليندا توماس جرينفيلد يوم السبت. واستخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن على قرارات سابقة مماثلة حظيت بتأييد واسع النطاق.