مؤسس طائفة الحشاشين.. من هو حسن الصباح وكيف كانت نهايته؟
يبدو أن مسلسل "الحشاشين" من إنتاج عام 2024 ويتم إخراجه بواسطة بيتر ميمي وكتابته عبد الرحيم كمال. هذا المسلسل يثير اهتمام الجمهور حيث تم نشر العديد من البروموهات التشويقية له قبل عرضه، ويتوقع أن يكون من بين قائمة مسلسلات رمضان لعام 2024.
مسلسل الحشاشين
مسلسل "الحشاشين" مأخوذ عن قصة طائفة الحشاشين أو فرقة الحشاشين، التي تُعتبر واحدة من أشهر الفرق الدموية في التاريخ الإسلامي.
قصة هذه الفرقة تحمل العديد من الأحداث والشخصيات المثيرة التي قد تكون مصدر إلهام للعديد من القصص والمسلسلات، وخاصة مؤسسها حسن الصباح، والذي يستعرض المسلسل جوانبًا مختلفة من تاريخه وتاريخ هذه الطائفة.
حسن الصباح مؤسس الحشاشين
حسن الصباح مشهور بلقب "السيد" أو "شيخ الجبل" هو المؤسس الرئيسي لما يُعرف بالدعوة الجديدة، أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية، أو الباطنية، حسب التسميات الأوروبية.
نشأ حسن الصباح في بيئة شيعية اثنى عشرية، ثم انتقلت عائلته إلى الري، مركزًا لنشاطات الطائفة الإسماعيلية، وهناك اعتنق الطريقة الإسماعيلية الفاطمية عندما كان عمره 17 سنة.
أدى مؤسس طائفة الحشاشين، يمين الولاء الفاطمية أمام مبشر إسماعيلي، الذي كان نائبًا عن عبد الملك بن عطاش، وهو كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق.
وتم طرده من إيران بسبب آرائه، وبعد ذلك انتقل إلى عدة دول قبل أن يستقر في مصر لمدة تقارب 3 سنوات، حيث قضى فترة منها في القاهرة والإسكندرية.
يُقال إنه دخل في خلاف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي في مصر، وتم سجنه ثم طرده من البلاد على متن مركب للأفرنج متجهًا نحو شمال إفريقيا، ولكن المركب غرق في الطريق، فتم إنقاذه ونقله إلى سوريا، ثم غادرها وسافر إلى بغداد، ومن هناك عاد إلى أصفهان، حيث وصل في 29 ذو الحجة من عام 473 هـ.
خلال فترة 9 سنوات، تجوّل حسن الصباح داخل إيران كمستكشف، حيث بدأ دعوته في إقليم الديلم ومازندران، وحقق بعض النجاح في هذه المناطق.
كان حسن الصباح يتجنب البقاء في المدن خلال تنقلاته، مفضلًا التنقل عبر الصحاري.
واستقر في دامغان وأسس قاعدة له حولها، منها كان يبعث الدعاة إلى المناطق الجبلية لجذب السكان.
كما استمر في هذا النشاط لمدة 3 سنوات حتى كشفت هويته وأمر الوزير نظام الملك باعتقاله، لكنه نجح في الهرب وفر إلى قزوين.
تاريخ حسن الصباح في بلاد الشام
أول ظهور للباطنية في بلاد الشام كان في مدينة حلب، وظلت الباطنية مختفية ومغلوبة على أمرها في الشام بسبب مطاردة الحكام والجماهير لها.
ولكن في سنة 520 هـ، ظهر رجل يُدعى بهرام كزعيم للباطنية، وقال ابن القلانسي: "وفي هذه السنة، ظهر بهرام داعي الباطنية بشكل متزايد ونشط في حلب والشام، حيث كان يتمتع بدرجة عالية من الاستتار والاختفاء وتغيير المظهر، بحيث كان يتجوّل في البلاد والمعاقل دون أن يعرف أحد هويته".
قلعة ألموت
لم يجد حسن الصباح أفضل من قلعة أَلَمُوت المنيعة ليتخذها مقرًا لدعوته، إذ كانت تقع على ارتفاع 2،100 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها الجبال من كل جانب.
وتم بناء القلعة على صخرة عالية وسط الجبال، وكانت مصممة بطريقة تجعل الوصول إليها صعبًا للغاية، حيث لا يكون هناك سوى طريق واحد يصل إليها، يلتف على المنحدر الصخري بشكل مصطنع، نظرًا لخطورة المنحدر الطبيعي الذي تتسم صخوره بالانحدار الشديد والخطر.
حسن الصباح بقي في قلعة ألموت لبقية حياته، ولم يخرج منها لمدة 35 سنة حتى وفاته، وكان يقضي معظم وقته في القراءة والمراسلة مع الدعاة وتجهيز الخطط.
في سنة 1092، بدأ السلاجقة في المواجهة العسكرية مع حسن الصباح، وبعث سلطانهم ملك شاه حملتين، الأولى على قلعة ألموت، والثانية على قهستان. ومع ذلك، تمكنت ميليشيات حسن الصباح من صد السلاجقة بمساعدة السكان المتعاطفين معهم في روبارد وقزوين.
وفي نهاية المطاف، انسحبت القوات السلاجقية من قهستان بعد وفاة السلطان ملك شاه في نفس العام 1092.
بعد ذلك، قام حسن الصباح بضربة قوية باغتيال الوزير نظام الملك نفسه في 16 ديسمبر 1092 (485 هـ)، في منطقة ساهنا في إقليم نهاوند.
وتُوفي حسن الصباح عام 518 هـ/ 1124 م في قلعته، وقد اختلفت المصادر حول مصير ذريته، حيث ذكرت بعض المصادر الغربية وبعض المصادر العربية أنه قتل أولاده أثناء حياته.