غزة على رأس المباحثات.. طاولة حوار بين الرئيس السيسي ورجب طيب أردوغان
بدأت العلاقات المصرية التركية تفتح فصلًا جديدًا من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وجاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت مناسب لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون، خاصة في ضوء الثقل الإقليمي والوزن الجيوسياسي الكبير الذي يتمتعان به.
زيارة الرئيس أردوغان لمصر
إن وقوع هذه الزيارة في هذا التوقيت يعزز من أهميتها، نظرًا للأزمات التي تعصف بالمنطقة والتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، كما تعكس نجاح الجهود المصرية في المنطقة وتتويجًا للجهود المشتركة بين مصر وتركيا لتعزيز مستوى العلاقات بينهما.
وشملت مباحثات الرئيس السيسي وأردوغان الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتعزيز آليات التعاون الثنائي على مستوى عالٍ.
وتتضمن هذه الخطوات المصالح المشتركة المباشرة التي يمكن تعزيزها من خلال التعاون المصري التركي، سواء في المجال الاقتصادي حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 10 مليارات دولار، وهناك تطلع لزيادة هذا الرقم إلى 20 مليار دولار خلال السنوات المقبلة.
وفي نفس السياق، يشكل القطاع الدفاعي والعسكري مجالًا رئيسيًا للتعاون التركي المصري، سواء من خلال صفقات تبادل الأسلحة أو مشاريع الإنتاج العسكري المشتركة. ويمثل إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بتزويد مصر بطائرات مسيرة قتالية مثالًا واضحًا لترجمة تلك المسارات المتقاربة بين البلدين.
غزة تترأس قائمة القضايا
يتصدر الملف الفلسطيني قائمة القضايا التي تشهد تناغمًا في المواقف السياسية بين مصر وتركيا في الفترة الأخيرة، يتفق البلدين على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فورًا، وإطلاق مسار التفاوض بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني.
كما يدين البلدين المجازر البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لذا، يحظى الملف الفلسطيني بأهمية كبيرة في مباحثات الرئيسين المصري والتركي.
و ستتطرق المباحثات أيضًا إلى جهود الهدنة الإنسانية الجديدة التي تقودها مصر وقطر، والمساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، ستناقش المباحثات بعض القضايا الاستراتيجية، مع التركيز على استعادة مسار السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
التعاون المصري التركي في الملفات الإقليمية
تعتبر المباحثات المقررة بين الرئيس المصري ونظيره التركي فرصة هامة لبناء تفاهمات حول الملف الليبي، حيث يتمتع كلا البلدين بنفوذ كبير في هذا الملف. قد يساهم التعاون بينهما في تسهيل حل العديد من القضايا العالقة في ليبيا، بما في ذلك إنجاز الاستحقاق الانتخابي وإخراج الميليشيات من البلاد، بالإضافة إلى تحقيق التعاون المشترك بين الشركات المصرية والتركية في عمليات إعادة الإعمار.
تحتل القضايا الأفريقية أيضًا مكانة هامة في تنسيق المواقف السياسية بين البلدين، وتشمل ذلك الأزمة السودانية والصومال. تناقش المباحثات التحديات التي تواجه الصومال بسبب التهديد الإثيوبي، مثل تحرك إثيوبيا لإقامة قاعدة عسكرية وتأجير ميناء بربرة لجمهورية أرض الصومال الانفصالية.
وبالإضافة إلى ذلك، يحظى ملف الطاقة في منطقة شرق المتوسط بأهمية كبيرة في تعزيز التقارب التركي المصري. فتركيا تعتمد بنسبة تفوق 90٪ على وارداتها من الطاقة، ولذلك يعتبر التعاون في هذا المجال فرصة لتحقيق منافع متبادلة.